من وماذا سيكسر عنق الرئيس الأمريكي الجديد؟

لا أستطيع الفكاك من ذكرى الأيام الأولى من الولاية الأولى لترامب في البيت الأبيض عام 2016.

بدأ ترامب حينها بنفس الطريقة تقريبا التي يبدأ بها الآن: تصريحات صاخبة، وصور له بينما يوقع على المراسيم التي تمنع شروق الشمس أو تغير حركة الكواكب في الاتجاه المناسب للولايات المتحدة ولترامب شخصيا. في تلك الفترة، أحاط بالرئيس عدد من الأشخاص المؤقتين، المحميين من الدولة العميقة، ممن قيّدوا يدي ترامب ودفنوا كل آماله ومبادراته النابوليونية. اليوم، أصبحت القيود المفروضة على ترامب أقل بكثير، وأصبحت قدرته على التدمير غير محدودة.

لقد رفع ترامب سقف التوقعات إلى عنان السماء، لذا فإن الفشل في الوفاء بوعوده الآن سيبدأ في دفن سمعته ودعمه الشعبي بشكل أسرع مع كل يوم من التأخير أو الفشل في الوفاء بتلك الوعود.

في الوقت نفسه، فإن خيبات الأمل والإخفاقات حتمية وتتضمن ثلاث مستويات من التكرار أو ضمان الفشل، فإذا لم يتمكن المستوى الأول من ضمان الفشل، تبعه المستوى الثاني، فالثالث لإفشال مبادرات ترامب.

دعونا نأخذ روسيا وسعر النفط على سبيل المثال، وهما أمران مترابطان. بالأحرى، علينا أن نضيف إليهما التضخم، ثم بقية العوامل الأخرى، لأن كل الأشياء، وكما اتضح، مترابطة مع بعضها البعض، وتحرك أي عامل سينشط حركة العامل الثاني.

وهذا هو السبب الأساسي الأول لفشل ترامب الوشيك: فهو يحاول تحقيق ألف هدف في وقت واحد، الأمر الذي يتطلب التحرك في اتجاهات متعاكسة.

فمن أجل الضغط على روسيا، مثلا، أعلن ترامب بالفعل عن ضرورة خفض أسعار النفط العالمية. ولتحقيق هذه الغاية، يعتزم ترامب الضغط على المملكة العربية السعودية لزيادة إنتاج النفط.

وانخفاض أسعار النفط من المتوقع أيضا أن يؤدي إلى خفض التضخم، وهو أحد وعود ترامب.

لكني أذكركم أن ميزانية المملكة العربية السعودية لعام 2025 مخططة بعجز يبلغ نحو 27 مليار دولار، استنادا إلى سعر برميل النفط برنت عند 78 دولار، وسوف تتوازن الميزانية السعودية عند سعر 98 دولارا. أي أن انخفاض أسعار النفط سيؤثر بشدة على المملكة العربية السعودية، ولن تتمكن من تحمل ذلك لفترة طويلة.

إضافة إلى ذلك، يخطط ترامب أن يأخذ من السعودية آخر ما لديها بإجبارها على استثمار تريليون دولار في الولايات المتحدة، برغم أن الدين الأمريكي لن يتم سداده أبدا.

ولنفترض جدلا أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان سيتخلى بكل سرور عن كل خططه لتنمية المملكة وسيرفع من إنتاج النفط. مع ذلك، يجب أن نضع في الاعتبار أن هامش الأمان في روسيا كبير للغاية. فعجز الميزانية في روسيا لعام 2024، على سبيل المثال، يبلغ 1.7% من الناتج المحلي الإجمالي. في المملكة العربية السعودية يبلغ هذا الرقم 2.3% (2025)، وفي الولايات المتحدة يبلغ نحو 7% من الناتج المحلي الإجمالي. وعلى الأرجح، عندما تنخفض أسعار النفط، ستبدأ روسيا في مواجهة مشاكل، لكنها ستصبح خطيرة في غضون عام أو عامين، في حين أن الولايات المتحدة وترامب شخصيا سيواجه مشاكل خطيرة في الاقتصاد في ظرف بضعة أشهر فقط...

فتكلفة إنتاج النفط في الولايات المتحدة أعلى بكثير من نظيرتها في المملكة العربية السعودية وروسيا. معنى ذلك أن انخفاض أسعار النفط يدفع نحو انهيار إنتاج النفط في الولايات المتحدة، لا إلى نموه. والبرنامج الذي ينادي به ترامب "احفر يا صغيري، احفر" Drill, baby, drill، سينهار تلقائيا مع دوي هائل، وصناعة النفط الأمريكية ستعلن إفلاسها أو على الأقل ستعرض لضغوط شديدة، وتنخفض صادرات النفط الأمريكية، وينمو العجز في التجارة الخارجية. وقد وعد ترامب، طبعا، بالعكس تماما. واقع الأمر أن ترامب يقدم للمملكة العربية السعودية حلما طالما حلموا به سرا، وخافوا من قوله في العلن: قتل صناعة النفط الصخري الأمريكي.

ونذكر في هذا السياق فقط بأن الكنديين، الذين هم بالفعل على استعداد لمحاربة ترامب من أجل استقلالهم، يهددون بالفعل باستخدام إمداداتهم من النفط والكهرباء كأسلحة. لكن ترامب نفسه طواعية، (وأرجو أن تمنع الضحك من فضلك)، وعد كندا بالفعل باتخاذ إجراءات ضد إمدادات النفط والغاز الكندية إلى الولايات المتحدة، ما قد يؤدي إلى نقص النفط في الولايات المتحدة وزيادة التضخم المفرط...

وأعود وأذكّر هنا مرة أخرى، أن الدولة التي ستستفيد أكثر من تراجع أسعار النفط هي الصين، التي سوف تتلقى صناعاتها دفعة قوية للنمو والتوسع في أسواق البلدان الأخرى، بما في ذلك في الولايات المتحدة نفسها. بيد أن الهدف الرئيسي لترامب هو تحييد الصين.

لهذا، فمن أجل إحداث ضرر كبير لروسيا، فمن الضروري ليس خفض أسعار النفط، بل منع صادرات النفط الروسية بالكامل، أو على الأقل تقليصها إلى حد كبير.

لكن أولا، سيؤدي استبعاد النفط الروسي إلى ارتفاع كبير في الأسعار، ولن تتمكن حتى دول الخليج من تعويض خسارة النفط الروسي. وارتفاع الأسعار، بدلا من انخفاضها، سيؤدي إلى ارتفاع التضخم في الولايات المتحدة وسيشجع الديمقراطيين والدولة العميقة على المقاومة.

ثانيا، ليس لدى.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من قناة روسيا اليوم

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من قناة روسيا اليوم

منذ 12 ساعة
منذ 9 ساعات
منذ 4 ساعات
منذ 12 ساعة
منذ 5 ساعات
منذ 10 ساعات
بي بي سي عربي منذ ساعتين
قناة روسيا اليوم منذ 12 ساعة
قناة العربية منذ 14 ساعة
سي ان ان بالعربية منذ 3 ساعات
قناة العربية منذ 13 ساعة
قناة DW العربية منذ ساعة
قناة العربية منذ 19 ساعة
قناة يورونيوز منذ 13 ساعة