مسؤول سوري يغرّد باللغة الكردية لأول مرة في تاريخ البلاد، فما الذي أحيته هذه التغريدة في قلوب الأكراد، وهل كانت كافية لطمأنتهم على ضمان حقوقهم في سوريا الجديدة؟

غرّد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني على منصة إكس باللغة الكردية، لتكون هذه التدوينة سابقة في المشهد السياسي السوري، فلم يسبق وأن دوَّن مسؤول سوري بلغة أخرى غير اللغة العربية.

كتبَ الشيباني عبر إكس باللغة الكردية: "يضيف الأكراد في سوريا جمالاً وتألقاً لتنوع الشعب السوري، لقد تعرض المجتمع الكردي في سوريا للظلم على يد نظام الأسد، سنعمل سوياً على بناء بلد يشعر فيه الجميع بالمساواة والعدالة".

حملت تغريدة الشيباني تطمينات لأكراد سوريا بأن تواجدهم في البلاد يضفي عليها بريقاً ويضمن الحفاظ على تنوع المجتمع السوري، ولاقت هذه التغريدة تفاعلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، وبالرغم من اعتبارها بادرة جميلة إلا أن الكلام لا يغني ولا يسمن من جوع بحسب بعض مستخدمي المنصة الذين تفاعلوا مع التغريدة.

وهو ما أكد عليه مسؤولون أكراد، شددوا على ضرورة ضمان التنوع من خلال إدخال تغييرات على الدستور السوري الجديد تضمن حقوق الأكراد وتعترف بوجودهم وتسمح لهم بالتمثيل البرلماني.

أكدَّ هوشنك حسن، وهو صحفي كردي سوري، ومدير وكالة نورث برس في مقابلة مع DW أن تغريدة الشيباني لاقت ردود فعل إيجابية لدى الشارع الكردي، واعتبرها اعترافاً واضحاً بوجود لغة أخرى في سوريا غير اللغة العربية وهي لغة القومية الثانية في البلاد.

ورداً على الشيباني، غرّدت إلهام أحمد، رئيسة دائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية لشمال شرقي سوريا على صفحتها الرسمية على منصة إكس باللغة الكردية قائلة: "نحترم تصريح السيد أسعد الشيباني بخصوص الكرد. عندما تُثبت حقوق الأكراد في الدستور، سيضفي الأكراد طابعهم الخاص على المجتمع السوري. يمكننا بناء سوريا جديدة، متعددة الألوان، غير مركزية، معاً".

ومن جانبها رحّبت هيئة رئاسة المجلس الوطني الكردي في سوريا بتصريح على موقعها الرسمي بخطوة الشيباني التي تعكس رؤية سوريا كدولة متعددة القوميات والأديان، ولكنها أكدت على ضرورة ضمان ذلك في الدستور السوري، وأضافت: "إن احترام حقوق جميع المكونات وضمان مشاركتهم العادلة في صياغة مستقبل البلاد هو الطريق الأمثل لتعزيز الوحدة الوطنية وتحقيق الاستقرار في سوريا ".

الاستقرار الوطني يبدأ من نزع السلاح لحفظ الأمن والاستقرار في سوريا الجديدة، وإشراك كافة مكونات المجتمع السوري في بناء مستقبل البلاد كان لا بد من الجلوس على طاولة الحوار، ولهذا بدأت مفاوضات الإدارة السورية الجديدة مع كافة الفصائل المسلحة بعد استلام زمام الحكم عقب سقوط نظام الأسد في أوائل شهر ديسمبر/ كانون الأول العام الماضي.

وكان الهدف هو حلّ جميع الفصائل المسلحة ودمجها تحت مظلّة وزارة الدفاع السورية، إيماناً من الإدارة الجديدة أن الطريق لأمن واستقرار البلاد يبدأ من نزع السلاح من أيدي كافة الفصائل وجعله بيد الدولة وحدها.

فقال أحمد الشرع، قائد الإدارة السورية الجديدة لوكالة فرانس بريس في 29 ديسمبر/ كانون الأول 2024: "ينبغي أن يكون السلاح بيد الدولة فقط ومن كان مسلحاً ومؤهلاً للدخول في وزارة الدفاع سنرحب به"، وأضاف: "على هذه الشروط والضوابط نفتح حواراً تفاوضياً مع قسد "قوات سوريا الديمقراطية" ونُترَك لحالة الحوار، لربما نجد حلاً مناسباً".

وفي وقت سابق كانت قد توصلت الإدارة الجديدة إلى اتفاق مع جميع الفصائل المسلحة باستثناء قسد المدعومة من الولايات المتحدة والتي تسيطر على مناطق واسعة في شمال شرق البلاد.

ومن جانبها أبدت قسد استعدادها للتفاوض مع الإدارة الجديدة لبناء دولة تضمن حقوق الأكراد وتلبي مطالبهم، وهو ما يجري بالفعل، ومع ذلك أكد مظلوم عبدي قائد قوات سوريا الديموقراطية لوكالة فرانس بريس التوصل لاتفاق مع السلطة الجديدة في دمشق على رفض "أي مشاريع انقسام" تهدد وحدة البلاد. وفي تصريحات صحفية أخرى أبدى عبدي استعداد "قسد" للاندماج في الجيش السوري بشرط اندماجها كتكتّل عسكري وليس كأفراد.

مسائية DW: منطقة آمنة بين الأتراك والأكراد بسوريا..حل وسط؟ To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video

المفاوضات إلى أين؟ وعن مسار المفاوضات أكد مرهف أبو قصرة، وزير الدفاع السوري لوكالة فرانس بريس يوم الأربعاء 22 يناير/ كانون الثاني بأن المفاوضات مع القوات الكردية مستمرة، ولكنه أبدى الاستعداد لاستخدام القوة إن لزم الأمر، وعن نتائج المفاوضات قال أبو قصرة: "الرؤية غير واضحة في التفاوض مع قسد حتى اليوم".

في حين يرى حسن أن أجواء المفاوضات تبدو إيجابية، والنتيجة الأولى التي تم التوصل لها هو عدم حدوث صدام عسكري بين الطرفين، وأضاف في حديثه مع DW:"يجري الاتفاق على تشكيل لجان مشتركة من الطرفين لبحث المسائل الخلافية والتفاصيل الكثيرة من الناحية الإدارية العسكرية والسياسية".

يؤكد على ذلك الكاتب والمحلل السياسي السوري نور الدين البابا، الذي قال في مقابلة مع DW: "تم عرض مقترح يمكن وصفه بالوطني من قبل قيادة.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من قناة DW العربية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من قناة DW العربية

منذ 10 ساعات
منذ 10 ساعات
منذ 12 ساعة
سي ان ان بالعربية منذ 6 ساعات
سكاي نيوز عربية منذ 7 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ 15 ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 11 ساعة
التلفزيون العربي منذ 22 ساعة
قناة العربية منذ 20 ساعة
قناة روسيا اليوم منذ ساعتين
قناة العربية منذ 22 ساعة