أصبحت صادرات المياه والثلج صناعة حيوية في تلبية احتياجات العالم من هاتين السلعتين الأساسيتين، على الرغم من أن المياه تغطي 75% من سطح الأرض، فإن أكثر من مليار شخص يفتقرون إلى مياه شرب نظيفة، ويلعب الثلج دوراً حيوياً في الحفاظ على المواد الغذائية والمشروبات، ومع تزايد الطلب في المناطق التي تعاني من محدودية الإنتاج، فإن تجارة المياه والثلج تشهد ازدهاراً مستمراً، الطلب المتزايد على المياه المعبأة والثلج، المدفوع بالحاجة البشرية واحتياجات الأعمال التجارية، يواصل تشكيل هذه السوق الديناميكية.

الطلب المتزايد على المياه والثلج

لم تَعُد المياه والثلج مجرد موارد محلية؛ بل أصبحاً من السلع الحيوية عالمياً، تزايد الطلب على هذه المنتجات بسبب عوامل مثل ندرة المياه، والتغيرات المناخية، والنمو السكاني المتزايد. وتعد صادرات المياه حيوية في تلبية احتياجات المناطق التي تعاني من نقص المياه العذبة أو حيث يصعب الحصول عليها. البلدان التي تمتلك مصادر مياه طبيعية وفيرة تستفيد من هذا الطلب، خاصة في أسواق المياه المعبأة التي تلبي احتياجات الأشخاص الذين يفتقرون إلى مياه شرب نقية.

أما الثلج، فيتمتع بتطبيقات متعددة، إضافةً إلى استخدامه الواسع في التبريد والحفاظ على المواد في صناعة الطعام والمشروبات، يعتبر الثلج عنصراً أساسياً في مجالات الرعاية الصحية والسياحة والبحوث، حيث يعد التبريد الموثوق أمراً بالغ الأهمية، في المناطق التي تواجه تكاليف عالية أو إنتاجاً محلياً محدوداً للثلج، توفر الواردات بديلاً اقتصادياً.

حقائق وأرقام

الحقائق المتعلقة بتصدير المياه والثلج مذهلة، على الرغم من وفرة المياه على كوكب الأرض، فإن 1.4 مليار شخص يفتقرون إلى مياه شرب نظيفة، وتعد المياه المعبأة أحد اللاعبين الرئيسيين في صناعة تصدير المياه، حيث توفر حلاً حيوياً في المناطق التي تعاني من مياه شرب غير مستقرة أو سيئة. يبقى التحدي الأكبر هو أن 20% من سكان العالم يفتقرون إلى الصرف الصحي والمياه النظيفة، مع وجود أكثر من ثلث سكان إفريقيا يعانون من نقص المياه النظيفة، وفقا لورلدز توب إكسبورتس.

الصين أكبر مصدر للمياه والثلج

تعتبر الصين المصدر الرئيسي للمياه والثلج عالمياً، بفضل مساحتها الواسعة ومواردها المائية الغنية، أصبحت الصين لاعباً رئيسياً في السوق العالمية، من خلال تقنيات إدارة المياه المتقدمة وطرق الإنتاج الفعّالة، قامت الصين بتطوير بنية تحتية قوية لنقل هذه السلع إلى الأسواق الدولية، باعتبارها ثاني أكبر مصدر للمياه في 2020، حيث حققت إيرادات قدرها 651 مليون دولار، وسعت الصين نطاق صادراتها، حيث تصدر المياه بشكل أساسي إلى دول شرق آسيا، كانت هونغ كونغ من أكبر المستوردين للمياه الصينية، تليها كوريا الجنوبية وماكاو.

أسواق المياه والثلج حول العالم

تعد البرازيل واحدة من أغنى الدول في موارد المياه، بما في ذلك نهر الأمازون الذي يعتبر أكبر نهر في العالم من حيث حجم المياه وتدفقها، البلدان الأخرى مثل كندا وروسيا والولايات المتحدة تمتلك أيضاً موارد مائية كبيرة، ما يعزز العرض العالمي للمياه.

ومع ذلك، لا تتمتع جميع البلدان بسهولة الوصول إلى المياه النظيفة. في بابوا غينيا الجديدة، ينفق الفقراء ما يصل إلى 54% من دخلهم اليومي على 50 لتراً من المياه، ما يوضح التحديات الكبيرة التي يواجهها الكثيرون في الحصول على المياه.

أفضل المياه في العالم

عندما يتعلق الأمر بمياه الشرب عالية الجودة، تتصدر آيسلندا القائمة، مياه الصنبور الآيسلندية تعد من أنقى المياه عالمياً، حيث يتم الحصول عليها من طبقات المياه الجوفية العميقة وتتطلب الحد الأدنى من المعالجة، وتلبي هذه المياه معايير الشرب الدولية، ما يجعلها نموذجاً لجودة المياه في العالم.

كيفية صنع الثلج تجارياً ونقله

يتطلب إنتاج الثلج التجاري استخدام آلات أو منشآت خاصة بصناعة الثلج. أولاً: يتم تصفية المياه لإزالة الشوائب والمعادن والجسيمات، ثم يتم تجميد المياه باستخدام الأنظمة الميكانيكية، بعد تكوين الثلج، يتم حصاده وتخزينه في حاويات معزولة للحفاظ على حرارته.

عند شحن الثلج، يتم استخدام حاويات معزولة أو شاحنات مبردة للحفاظ على الثلج مجمداً أثناء النقل، في بعض الحالات، يتم استخدام الثلج الجاف لتبريد المنتجات بشكل أكبر أثناء النقل لمسافات طويلة.

مع استمرار تزايد الطلب على المياه والثلج عالمياً، فإن تجارة هذه الموارد الأساسية تتطور بسرعة، وتتمتع الدول التي تمتلك مصادر طبيعية وفيرة من المياه، مثل الصين والبرازيل، بفرصة كبيرة للاستفادة من هذه السوق، بفضل التقدم التكنولوجي في إدارة المياه وإنتاج الثلج، أصبح الحصول على المياه النظيفة والثلج الموثوق أكثر سهولة، ما يضمن تلبية احتياجات الناس والصناعات في جميع أنحاء العالم.

هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية