في حوار ممتع ومليء بالشفافية ضمن بودكاست عندي سؤال عبر قناة المشهد، استضاف الإعلامي محمد قيس الفنانة السورية كندة حنا، حيث أضاءت الحلقة على مسيرتها الفنية الحافلة ومواقفها الشخصية التي شكلت ملامح نجاحها، مما جعل الحوار غنيًا بالعمق والإلهام لجمهورها ومحبيها.
الخوف من المستقبل وتحديات العمر
عندما سألها الإعلامي محمد قيس عن مخاوفها من المستقبل، أكدت كندة أنها لا تخاف من العمر، بل ترى في كل مرحلة عمرية فرصة لأداء أدوار مختلفة. وقالت: "في عالمنا العربي، قد تقل الخيارات مع التقدم في العمر، ولكن الممثلة الحقيقية تجد دائمًا فرصة لتقديم أدوار تناسب تجربتها الحياتية".
وشددت على أنها تعيش الحاضر بكل تفاصيله، وتعمل بجد ليكون ماضيها مصدر فخر ومستقبلها مشرقًا.
وعن وصف شخصيتها في مراحلها العمرية، قالت كندة حنا إنها كانت فتاة نمرودة في عمر الـ 17، ومسؤولة في عمر الـ 20، وأم في عمر الـ 30، وامرأة مسؤولة وقوية في عمر الـ 40.
الدعم العائلي ودور الأخوة في حياتها
عن لمعة الحزن بعينيها، قالت كندة حنا إنها كثيرًا ما تتساءل عن السبب خلف هذه اللمعة التي تعبر عن مشاعر دفينة داخلها، مؤكدة أن عينيها ربما تعكس تجاربها ومحاولاتها المستمرة للتصالح مع ذاتها.
وأضافت أنها كشخصية عامة دائمًا ما كانت تختار أن تكون قوية وأن تثبت نفسها دون أن يُسمح لها بالضعف أو الفشل. لكنها أوضحت أن القوة ليست شيئًا يولد مع الإنسان، بل هي نتيجة التغذية النفسية والتجارب الحياتية التي تعيشها وتتعلم منها.
عبرت كندة عن عمق علاقتها بعائلتها، خصوصًا شقيقها الذي وصفته بأنه مصدر دعم لا غنى عنه في حياتها. وقالت: "أخي هو الشخص الذي يذكرني دائمًا بإنجازاتي ويعيد لي الطاقة عندما أشعر بالإحباط، ويمكنه أن يرممني حينما أنكسر، ويدعمني في كل تفاصيلي".
وأشارت إلى أن العائلة الكبيرة، على الرغم من تشتتها بين بلدان مختلفة، تبقى متماسكة بفضل الحب والدعم المتبادل.
رغم المسافات، أكدت كندة أن علاقتها بأختها رنا كانت مميزة جدًا، ووصفتها بأنها السند الدائم في حياتها، حيث وقفت بجانبها في كل المواقف الصعبة. وأشارت إلى أن مفهوم البعد عن العائلة تغير مع الزمن، حيث أصبح البعد أمرًا اعتادت عليه بسبب الهواتف واتصالات الفيديو، لكنه لا يخلو من مشاعر الاشتياق والحنين.
علاقة كندة حنا بزوجها ناجي طعمي
حينما انتقل الحديث إلى علاقة كندة حنا بزوجها المخرج ناجي طعمي، قالت كندة: "ناجي أعطاني حقي بحريتي، وحقوقي في أن أكون كما أريد". وأشارت إلى أن العلاقة بينهما بنيت على أساس من الثقة والتفاهم، وأن ناجي كان داعمًا لها في جميع اختياراتها.
كشفت كندة كيف بدأت علاقتها بن ناجي، وقالت إنها لم تكن تخطط في البداية لأي علاقة عاطفية. أثناء تصوير إحدى الحلقات بمسلسل صرخة روح، اقترح أحد الزملاء على سبيل المزاح أن يتم تزويج كندة وناجي، لكنها تفاجأت في اليوم التالي بأن المزاح تحول إلى جدّية.
وأضافت أن ناجي سبق أن أبدى إعجابه بها قبل سنوات، خلال تصوير مسلسل "صبايا"، لكنها كانت في ذلك الوقت مستقرة عاطفيًا ولم تفكر في الدخول بأي علاقة جديدة. ولكن بعد مرور عدة سنوات، تغيرت الأمور، حيث شعرت برغبتها في الاستقرار والزواج وتكوين عائلة، مما جعل ناجي خيارًا مناسبًا بالنسبة لها.
تطرقت كندة إلى فارق العمر الكبير بينها وبين ناجي، والذي يبلغ نحو 17 أو 18 سنة. وأشارت إلى أن هذا الفارق كان له تأثير على بعض تفاصيل حياتهما المشتركة، قائلة: "كنت أرغب في تجربة أشياء جديدة في حياتي، لكنه كان قد تخطى تلك المرحلة".
ومع ذلك، أكدت أن قراراتها بُنيت على حكم العقل أكثر من العاطفة، حيث كانت ترى في ناجي الشريك المناسب لتكوين عائلة.تحدثت كندة حنا عن محطات صعبة مرّت على الأسرة على الصعيد الصحي، حيث تعرض زوجها ناجي لجلطة دماغية وكسر في الورك، وهما تجربتان تركتا أثرًا عميقًا في حياتها. وصفت كندة هذه اللحظات بأنها امتحانات حقيقية لقدرتها على الصمود وتحمل الصعاب. وصرّحت بأن هذه الأوقات لم تكن سهلة، لكنها تعلمت منها الكثير حول القوة والإرادة.
وأضافت أن زوجها كان أيضًا يمر بأوقات عصيبة خلال هذه الفترة، ما دفعها لأن تكون داعمة له رغم حالتها الصحية. ولكن مع مرور الوقت، أدركت أن اعتماد زوجها عليها بشكل كامل سيؤدي إلى نتائج عكسية.
هنا، اتخذت كندة قرارًا صعبًا بالابتعاد قليلًا، مانحة إياه الفرصة لاستعادة قوته بنفسه. تقول كندة: "رغم أنني كنت أريد أن أكون سندًا له دائمًا، إلا أنني أدركت أن إعطاءه فرصة ليقف على قدميه هو الحل الأفضل لنا جميعًا."
أطفال كندة حنا هم أصدقاؤها المقربون
بعد زواجهما، حملت كندة بسرعة، وأنجبت ابنها الأول فارس. ثم أنجبت التوأم كريستينا وكتاليا، لتكتمل عائلتها الصغيرة.وكشفت أنها كانت تطمح منذ البداية لإنجاب ولد، وهو ما حدث بالفعل، وقررت أن تجري تلقيح صناعي لتحديد جنس المولود لتحمل مرة أخرى في توأم بنتين، ولكنها تفاجأت عندما حدث الحمل بالتوأم بشكل طبيعي، دون تدخل طبي.وأشارت إلى أنها كانت تشعر بالامتنان لهذه النعمة، مؤكدة أن الأمومة غيّرت حياتها بشكل جذري.عندما سُئلت عن كيفية الموازنة بين حياتها المهنية كفنانة مشهورة ودورها كأم، أكدت كندة أن الأمومة والتمثيل هما محورا حياتها. تصف كندة التمثيل بأنه مصدر رزقها وشغفها، في حين تعتبر الأمومة مسؤولية اختارتها بملء إرادتها، وتراها دورًا مقدسًا لا يمكن التهاون فيه.
وذكرت كندة أنها تحاول دائمًا أن تكون أمًا حاضرة ومؤثرة في حياتهم. وتضيف أنها تسعى لتوفير بيئة غنية بالحب والتعليم لهم، مع التركيز على تعليمهم المهارات التي قد تساعدهم في المستقبل، مثل تعلم اللغات والفنون. كما أشارت إلى أن تجربة الأمومة جعلتها تنظر إلى الحياة بشكل مختلف، حيث أصبحت أكثر تركيزًا على غرس القيم الإيجابية في أطفالها.
ووصفت كندة علاقتها بأطفالها بأنها علاقة صداقة متينة. تقول: "أطفالي هم أصدقائي الحقيقيون. أجد فيهم دعمًا وتفهمًا كبيرين، خصوصًا في هذا الزمن الذي أصبح فيه الأصدقاء الحقيقيون نادرين".
وأوضحت أن هذه الرؤية لم تأتِ من فراغ، بل كانت نتيجة لتجارب شخصية جعلتها تدرك أن الثقة قد تكون أحيانًا مكلفة. لذا، قررت أن تركز على بناء علاقة صادقة ومفتوحة مع أطفالها، بحيث يصبحون قادرين على الحديث معها في كل شيء دون خوف أو تردد.(المشهد)۔
هذا المحتوى مقدم من قناة المشهد