د. صلاح جرّار ليس من العدْل إلقاء اللوم بمرض جنون العظمة على المصابين بهذا المرض دون غيرهم، فأيّ مرضٍ يصابُ به الإنسان لا يمكن أن يكون خيارًا طوعيّاً له إلاّ ما ندر، وإنّما يحلّ المرضُ بأيّ إنسانٍ نتيجة ظروفٍ تحيط به وأسبابٍ تؤدي إليه، ومرضُ جنون العظمة ليس مستثنى من هذه القاعدة، إذْ إنّ مَنْ يصابُ به تتهيأ له ظروفٌ وأسبابٌ تؤدي إلى إصابته به، وكلّما ازدادت قوّة هذه الظروف والأسباب ازدادت معها قوّة المرض ودرجته وخطورته.
والمصابون بهذا المرض في هذه الأيّام في إدارات الولايات المتّحدة الأمريكية وزعماء الكيان الصهيوني المحتلّ للأرض الفلسطينية بلغوا مستوىً متقدّماً وخطيراً في إصابتهم، أخذت آثاره تتجلّى في ما يشهده العالم عموماً والمنطقة العربية والإسلامية خصوصاً من أحداث تنذر بكوارث ومآسٍ إنسانيّة، بل إنّ بعض هذا الجنون كالذي شاهدناه في شخصية رئيس الحكومة الصهيونية نتنياهو قد أدّى بالفعل إلى كارثة إنسانية مروّعة في غزّة وما زال يهدّد بمزيد من الكوارث في الضفّة الغربيّة وفي بلدان عربيّة وإسلاميّة أخرى تحت ذرائع مختلفة.
ولمرض جنون العظمة كما لسائر الأمراض الأخرى تعريفات وأسبابٌ وأعراضٌ ونتائج، لكنّ الأسباب والأعراض تختلف في هذا المرض من فئة مصابة إلى فئة أخرى، فالمصابون به من رجال الأعمال لهم أسباب وأعراض تختلف عن الأسباب والأعراض لدى المصابين به من الفنانين على سبيل المثال، والمصابون به من أساتذة الجامعات تختلف لديهم الأسباب المباشرة والأعراض عن تلك التي لدى المصابين به من رؤساء المؤسسات ومديري الدوائر، والمصابون به من الزعماء والرؤساء وقادة الدول لهم أسبابهم الخاصة وأعراض مختلفة للمرض، وعلى الرغم من هذا الاختلاف من فئة ?لى فئة في أسباب المرض وأعراضه إلاّ أنّ ثمة أسباباً وأعراضاً عامّة مشتركة، حيث يعرَّفُ مرض جنون العظمة (Grandiose delusion) بأنّه نوعٌ من الوهم يعتقد فيه الشخص المصاب أنّه يمتلك قابليات استثنائية وقدرات جبّارة ومواهب مميّزة خارقة تجعله غير عاجزٍ عن عمل أيّ شيء يرغب في عمله، وقد تختلط هذه المشاعر بشيء من الهذيان والهلوسة والشعور بأنّه مستهدف من الآخرين لكونه شخصاً عظيماً ومتميّزاً. ومن أسبابه- وهي كثيرة- تعرّض الفرد لتجارب سابقة في الفشل والإحباط. ومن أعراضه، وهي كثيرة أيضاً، الهلوسة وكثرة الكلام والمبالغة و?داع الناس وادّعاء العظمة والتفوّق في المجالات التي يهتمّ بها.
والمصابون بهذا المرض من السياسيّين والزعماء وقادة الدول، لهم في إطار هذه الأسباب والأعراض العامّة، أسبابهم وأعراضهم الخاصّة المرتبطة بمجالات اهتمامهم، ولو أخضعنا شخصية رئيس الوزراء الصهيوني نتنياهو لتعريفات هذا المرض وأعراضه لوجدنا أنّها تنطبق عليه بصورة جليّة وأنّه مصابٌ بهذا المرض وبمستوى متقدّم، بدليل ظهور مثل هذه الأعراض.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الرأي الأردنية