خطوة جديدة على طريق سعي الإدارة الأميركية لدعم سوق العملات المشفرة والاستفادة منها في نفس الوقت، وقع الرئيس الأميركي دونالد ترامب على أمر تنفيذي، يوم الخميس السادس من مارس/ آذار، بتأسيس احتياطي استراتيجي من عملة بتكوين المشفرة ومخزون من الأصول الرقمية الأميركية.
وقال مسؤول العملات المشفرة في البيت الأبيض، ديفيد ساكس، على منصة X للتواصل الاجتماعي، إن الاحتياطي سيستفيد من عملة بتكوين التي تملكها الحكومة الفدرالية والتي جرى الحصول عليها ضمن إجراءات مصادرة الأصول لأسباب جنائية أو مدنية.
يأتي ذلك بعد أيام من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الأحد الثاني من مارس، عن إنشاء "الاحتياطي الاستراتيجي الأميركي للعملات المشفرة"، والذي سيشمل عملات بتكوين، وإيثريوم، وXRP، وسولانا ADA، وفقاً لما قاله في منشور على منصة Truth Social للتواصل الاجتماعي الخاصة به.
ويعد قرار تكوين احتياطي استراتيجي من بتكوين خطوة مدروسة تحتضن نفوذ العملات المشفرة في المستقبل دون إعطاء العالم الانطباع بأن الولايات المتحدة فقدت الثقة في عملتها الخاصة، بحسب تقرير لشبكة فوربس الأميركية.
:
ما هو الاحتياطي الاستراتيجي؟
في الماضي، كانت الولايات المتحدة تخزن أصولاً نادرة للحماية من انقطاع الإمدادات. على سبيل المثال، أنشأ الكونغرس احتياطياً استراتيجياً من النفط في العام 1975 بعد أن تسببت أزمة حظر النفط العربي في نقص الغاز في جميع أنحاء البلاد وألحقت ضرراً بالغاً بالاقتصاد الأميركي. وزعم مؤيدو إنشاء احتياطي من النفط أن ذلك من شأنه أن يعمل على استقرار الأسعار، بحسب مجلة التايم الأميركية.
كما أنشأت الولايات المتحدة احتياطيات استراتيجية من سلع أخرى، مثل المعدات الطبية والهيليوم. ويقول الخبير الاقتصادي والأستاذ في كلية برانديز الدولية للأعمال، ستيفن تشيكيتي: "الاحتياطي الاستراتيجي هو لشيء أساسي، سواء للدفاع الوطني أو الأمن الاقتصادي الوطني. ما هو بالضبط الشيء الأساسي في بتكوين في حياتنا الذي يجعل الولايات المتحدة تريد احتياطياً منه؟"
لماذا يريد المتحمسون للعملات المشفرة إنشاء احتياطي؟
لا يرغب أغلب المتحمسين للعملات المشفرة في تثبيت الأسعار؛ بل يأملون بدلاً من ذلك أن يؤدي الاحتياطي إلى ارتفاع الأسعار بشكل كبير. ومن شأن عمليات الشراء الفدرالية للعملات المشفرة أن ترسل إشارة مفادها أن العملات المشفرة باقية، وهو ما يشجع المؤسسات المالية الأخرى المحترمة على شرائها. وقد تحذو حكومات أخرى حذوها وتنشئ احتياطياتها الخاصة، وهو ما من شأنه أن يؤدي إلى ارتفاع الأسعار بشكل أكبر.
يعتقد بعض أنصار بتكوين أيضاً أن الاحتياطي قد يكون بمثابة تحوط ضد التضخم. ويشيرون إلى حقيقة مفادها أن الدولار أصبح أقل قيمة بمرور الوقت، ويزعمون أن قيمة بتكوين قد تكون أقوى من قيمة الدولار أثناء الأزمات الاقتصادية العالمية.
ومع ذلك، أثبتت العملات المشفرة أنها شديدة التقلب خلال الصراعات الجيوسياسية الأخيرة، مثل الحرب الروسية الأوكرانية. ويقول بعض الخبراء إن شراء الحكومة الأميركية لبتكوين قد يهدد القيمة العالمية للدولار.
وكتب رائد أعمال العملات المشفرة وأستاذ في جامعة نيويورك شتيرن، أوستن كامبل، على منصة X للتواصل الاجتماعي أنه "يجب أن نفعل كل ما في وسعنا للحفاظ على نظام بيتنا المالي من حيث الدولار، مما يعني خفض العجز والنفقات المستقبلية إلى مسار مستدام، وليس المجازفة بشراء أصل يستفيد من تراجع الدولار".
:
نهج مستهدف لبتكوين دون إثارة الذعر بشأن الدولار
في المقابل يرى تقرير لفوربس إنه من خلال تقييد الاحتياطي الاستراتيجي في المقام الأول بوحدات بتكوين المصادرة عن طريق الحكومة الأميركية، تعمل إدارة ترامب على الحد من خطر التحوط ضد الدولار. ويتناقض هذا بشكل حاد مع البدائل الأكثر عدوانية ـ مثل عمليات الشراء الفدرالية واسعة النطاق للبتكوين في السوق المفتوحة أو دعم الدولار بالبتكوين في سيناريو أكثر تطرفاً كأمر شبيه بالعودة إلى معيار بالذهب.
ويحافظ النهج الحالي لتأسيس الاحتياطي على استقرار السوق ويتجنب إثارة المخاوف غير الضرورية بشأن ثقة الحكومة في السياسة النقدية الأميركية، بحسب التقرير.
وضع معايير صارمة لصفة "الاستراتيجي"
يعد قرار تأسيس احتياطي من بتكوبن اعترافاً بالسجل الطويل للعملات المشفرة، واللامركزية، والتبني المؤسسي. ومن خلال تصنيفها كأصل "استراتيجي" وحيد، بحسب ما ورد عن الأمر التنفيذي إلى الآن، يحافظ الأمر على معايير مرتفعة لهذه الصفة، مما يقلل من احتمالية الضغط من عملات ليست معتمدة على نطاق واسع أو لا تتمتع بلامركزية حقيقية.
في غضون ذلك، سوف يحتفظ.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من قناة CNBC عربية