One of the oldest recipes in the world - Maamoul unstick
Share this video
Copy
Pause
Play
00:00
% Buffered 0
Previous
Pause
Play
Next
Live
00:00 / 00:00 Unmute
Mute
Settings
Exit fullscreen
Fullscreen
Copy video url
Play / Pause
Mute / Unmute
Report a problem
Language
Back
Default
English
Espa ol
Share
Back
Facebook
Twitter
Linkedin
Email
Vidverto Player
في زاوية عصرنا الرقمي الصاخب حيث تتسابق الألوان والحركات لافتراس انتباه العابرين يقف المثقف في منتصف المشهد كعابر صامت، ليس لأنه عاجز عن المشاركة بل لأنه يُدرك أن لغته ليست من جنس الضجيج المحيط، ليس صمته هروبا بل هو احتجاج ضمني على عالم بات يقيس القيمة باللمعان، ويصنف الحضور بمدى سرعة استهلاكه، المثقف في هذا السياق ليس فقط مفكرا بل شاهداً على عصر يرفع الصورة ويغرق المعنى، يقف متأملا في جدلية المضمون والشكل، في حيرة تامة أمام سؤال يبدو بسيطا لكنه يختزل أزمات الزمن، كيف يندمج العمق مع السطح دون أن يتلاشى؟.
الخجل الذي يُصاب به المثقف أمام الكاميرا ليس مجرد رد فعل عاطفي بل هو تعبير عن صراع أعمق صراع بين طبيعة الفكر وبين طبيعة الوسيط الذي يفرض عليه قواعده، الفكر بطبيعته بطيء ومتأمل يحتاج إلى وقت لينضج ويتبلور بينما تطلب منصات الفيديو عرضا سريعا موجزا ومبهرًا هذا التناقض بين الفكر والمشهد يضع المثقف في حالة من الحيرة، هل يخضع لقواعد اللعبة أم يحتفظ بجوهر رسالته كما هي؟.
في كثير من الأحيان يشعر المثقف بأنه ينتمي إلى عصر النصوص والكتابات الطويلة التي تتيح للقراء الغوص في أعماق المعنى، بينما يبدو العالم الرقمي وكأنه يفرض عليه أن يكون ممثلا أكثر من كونه مفكرا، فالفيديو لا يترك له مساحة كبيرة للتعبير عن التعقيدات بل يختصرها في ثوانٍ معدودة قد تقضي على أية محاولة للعمق، هذا الخوف من السطحية ليس رفضا للحداثة بل هو وعي بأن الوسيط قد يصبح سيدا على الرسالة، ولعلنا هنا نواجه إشكالية أخرى وهي أن المثقف الذي كان يُنظر إليه كرمز للعمق والتحليل يجد نفسه فجأة مُجبرا على منافسة شخصيات أخرى أكثر انسيابية في التعامل مع هذه المنصات، فالمؤثرون الذين يعتمدون على الجماليات البصرية والإثارة اللحظية يجذبون انتباه الجماهير بسهولة؛ ليس لأنهم أكثر فائدة ولكن لأنهم يتقنون فن التسلية في عصر الازدحام الرقمي.
يبدو أن المثقف يقف أمام سؤال جوهري هل يجب أن يتخلى عن أسلوبه التقليدي ليبقى حاضرا في هذا العالم الجديد؟ والمسألة هنا ليست فقط مسألة مهارة بل هي أزمة فلسفية وجودية، المثقف بطبيعته شخص يميل إلى التأمل والكتابة بدلاً من الأداء والتمثيل، وهذه الطبيعة لا تتماشى مع ثقافة الفيديو التي تتطلب حركة دائمة ومرونة في التعبير، كما أن المثقف يحمل هما فكريا كبيرا يجعله يتردد في تبسيط أفكاره إلى درجة قد يعتقد أنها تُخل بجوهرها.
الهيمنة التي فرضتها المنصات الرقمية على المجال الثقافي ليست مجرد نتيجة لتطور التكنولوجيا؛ بل هي تعبير عن تحول في القيم، أصبحت الجماهير تفضل الإشباع البصري السريع على الإثراء الفكري البطيء، وربما يكون هذا جزءا من التحولات الكبرى التي شهدها العصر الحديث، حيث أصبح التركيز على الشكل أكثر من المضمون، ولكن هذا لا يعني أن المثقف يجب أن يتخلى عن رسالته بل ربما.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الوطن السعودية