كشفت مؤشرات رسمية عن عودة القطاع السياحي الأردني للتعافي منذ بداية العام، إذ بلغت أرباحه 1.3 مليار دولار خلال الشهرين الأولين من عام 2025، بعد أن شهد تراجعات لافتة خلال الفترة الماضية.
وشهدت السياحة في الأردن تحولاً ملحوظاً خلال العامين الماضيين، إذ أعادت التغيرات الجيوسياسية في المنطقة، تشكيل الخريطة السياحية للبلاد، ومع انخفاض أعداد السياح الأجانب إثر التقلبات الجيوسياسية، برزت السياحة العربية كركيزة أساسية لتعويض هذا التراجع.
وأدى ذلك إلى تغيّر في أنماط الإنفاق وطبيعة الزوار، حيث أصبحت الجنسية السعودية تحتل المرتبة الأولى في الإنفاق السياحي، متجاوزة السياح الأوروبيين الذين كانوا يتصدرون المشهد لسنوات طويلة.
الدخل السياحي
وأفادت أرقام رسمية صدرت، اليوم الثلاثاء، عن البنك المركزي الأردني بأن الدخل السياحي في الأردن حقق زيادة بنسبة 16.3% ليبلغ 1.3 مليار دولار خلال الشهرين الأولين من عام 2025.
وعلل البنك المركزي الأردني، باستناده على بيانات أولية وصلت «إرم بزنس» نسخة منها، ارتفاع الدخل السياحي خلال الشهرين الأولين من عام 2025 إلى ارتفاع عدد السياح بنسبة 18.5%.
وفي التفاصيل، تظهر أيضاً البيانات ارتفاع الدخل السياحي من الجنسيات جميعها بما فيها الأردنيون المغتربون بنسبة 12.0%، والعرب 16.7%، والجنسيات الأوروبية 4.6%، والأمريكية 14.6%، والجنسيات الأخرى 42.5%.
وفي السياق ذاته، أظهرت البيانات أن إنفاق الأردنيين على السياحة في الخارج ارتفع أيضاً في الشهرين الأولين من العام الحالي، بنسبة 16.7% مقارنة مع ذات الفترة من عام 2024، ليصل إلى 342.7 مليون دولار.
زوار اليوم الواحد
أرقام وزارة السياحة والآثار الأردنية، أضافت دلالات على انتعاش القطاع السياحي منذ بداية العام الحالي، متمثلة بارتفاع عدد زوار الأردن في أول شهرين من العام الحالي بنسبة 21.5% ليصل إلى 1.1 مليون زائر مقارنة مع 934 ألف زائر خلال الفترة ذاتها من العام الماضي.
وشهدت أعداد زوار الأردن لليوم الواحد ارتفاعاً كبيراً بنسبة 52% ليصل نصف مليون زائر مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي.
وأوضحت البيانات أن عدد سياح المبيت ارتفع في أول شهرين من العام الحالي بنسبة 16.6% ليصل إلى 937 ألف سائح مقارنة مع 804 آلاف سائح خلال الفترة ذاتها من العام الماضي 2024.
وتربّعت الجنسية السعودية أعلى قائمة الأكثر زيارة للأردن بين الجنسيات العربية والأجنبية، خلال الشهرين الأولين من العام الحالي، وبعدد وصل إلى 232.5 ألف سائح سعودي.
حركة الطيران والمسافرين
وفي السياق ذاته، أعلنت «مجموعة المطار الدولي» الذراع المسؤولة عن تشغيل مطار الملكة علياء الدولي في العاصمة الأردنية عمّان، استقبال 726.635 ألف مسافر في شهر فبراير الماضي، وهو أعلى عدد مسافرين يُسجَّل في هذا الشهر في تاريخ المطار، وهذا ما يمثّل زيادة بنسبة 7.4% مقارنةً بالشهر ذاته من عام 2024.
وفيما يتعلق بحركة الطائرات، سجّل المطار 5.724 ألف حركة، بارتفاع نسبته 6.1%، في حين تعامل مع 5.029 ألف طن ضمن حركة الشحن الجوي، بانخفاض قدره 23.5% مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي.
ومنذ بداية العام، استقبل مطار الملكة علياء الدولي قرابة 1.5 مليون مسافر مسجلًا ارتفاعًا نسبته 10.2% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024، وفقاً لمجموعة المطار الدولي.
وتعليقاً على هذه الإحصائيات، قال نيكولا دفيليير، الرئيس التنفيذي لمجموعة المطار الدولي، في بيان صحافي: «إنّ هذا الرقم القياسي الجديد لحركة المسافرين في فبراير ليس مجرد رقم، بل يُجسّد ثقة المسافرين من مختلف أنحاء العالم الذين يختارون مطار الملكة علياء الدولي بوابتهم الجوية، مع الإضافة الأخيرة لشركة الأجنحة الليبية إلى شبكة شركات الطيران الخاصة بنا، مما يعزز ترابطنا بصورة أكبر».
وفي وقت سابق، أعلنت هيئة تنشيط السياحة الأردنية، عن توقيع اتفاقيات تشغيل خطوط إلى المملكة مع شركتي الطيران منخفض التكلفة «راين إير» و«ويز إير» العالميتين، مما يسهم في إحداث قفزة نوعية في الربط الجوي بين الأردن وأوروبا، ويدعم الأهداف الطموحة لعودة القطاع السياحي الأردني.
وأشار المدير العام للهيئة عبدالرزاق عربيات إلى أن المسافرين المتوقع استقطابهم إلى المملكة من خلال شركات الطيران سيبلغ 125 ألف مسافر خلال الموسم الصيفي الممتد من أبريل حتى نهاية أكتوبر 2025.
وتعمل الحكومة الأردنية على خطة تسويقية تُعنى بتحسين التسويق الرقمي، وتعزيز الربط الجوي، إضافة إلى تعزيز الشراكات على الأصعدة كافة، وتكثيف التواصل مع وسائل الإعلام والمؤثرين على شبكات التواصل الاجتماعي المختلفة.
هذا المحتوى مقدم من إرم بزنس
