إنَّ من أرجى ما يتقرب به العبد المؤمن إلى الله تعالى بذل الخير للناس، والسعي في قضاء حوائجهم ومساعدتهم وخدمتهم، وكان رسول الله قدوة للخلائق في أعمال البِرِّ والإحسان، فما من بِرٍّ أو عملٍ صالحٍ، إلا وسبق إليه، وما من فضل إلا وحث عليه وبيّن ثواب فاعله، قال: «مَنْ أَنْفَقَ نَفَقَةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ كُتِبَتْ لَهُ بِسَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ»، وقال أيضاً: «مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِماً، سَتَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَاللهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ».
وهكذا كان فقيد الأمة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، رائد العمل الإنساني، الذي انتقل إلى رحاب الله مساء 19 من شهر رمضان عام 1425 هـ، وقد عاش حياته مقتدياً بالنبي، عليه الصلاة والسلام، في أقواله وأفعاله، وامتدت مكارمه إلى كل الناس شرقاً وغرباً في مختلف أنحاء العالم، فأحبه العالم أجمع، قال، : «أحبُّ الناسِ إلى الله أنْفَعُهم لِلنَّاسِ».
وبما أن التاريخ يسطِّر شهاداته، كما أن ذاكرة الشعوب وأجيالها، لا تنسى أولئك القادة العظماء الذين أسسوا لشعوبهم وللعالم، دولاً قوية البنيان، راسخة الأركان، هانئة بالإيمان والعدل والتسامح والإحسان، فإن في مقدمة هؤلاء القادة العظماء، القائد المؤسس لدولة الإمارات العربية المتحدة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. فاللهم ارحم والدنا الشيخ زايد، وإخوانه شيوخ الإمارات الذين انتقلوا إلى رحمتك، واجعل ما قدموا لشعبهم وأمتهم والإنسانية جمعاء من خير عميم في موازين حسناتهم يا رب العالمين.
كما أن العمل الإنساني خلق كريم يحبه الله تعالى، وسجية إنسانية يتخلق بها أولو الفضل، ومنهم الشيخ زايد، طيب الله ثراه، الذي ترك رصيداً لا ينضب من الخير، وجعل من دولة الإمارات رمزاً للعطاء العالمي، تمتد أياديها البيضاء إلى شعوب العالم كافة. وللعمل الإنساني تأثيرٌ كبيرٌ على الفرد والمجتمع، ويساعد بكلّ صوره وأشكاله في إبراز ما للإسلام من وجهٍ مشرقٍ، ودورٍ فعَّال في صناعة الحياة وبناء الحضارة، وهذا ما تجسده مكارم زايد الخير، طيَّب الله ثراه، فقد كان رائداً في العمل الإنساني، محباً للعطاء وإغاثة المحتاج، فكم كفل أيتاماً، وآوى مشردين، وأطعم جائعين، وكسا فقراء ومحتاجين، وكم أسعد أرامل وأعان ضعفاء، وقضى حاجات للبؤساء والمحرومين، مما جعل له مكانة كبيرة في قلوب الناس، فتسابق إلى حبّه أهل الدنيا كافة، وصار اسمه يتردّد بكل امتنان وتقدير بين شعوب العالم كلها. قال : «أَحَبُّ الأعمالِ إلى اللهِ -عزَّ وجلَّ- سُرُورٌ تُدخِلُهُ على مُسلِمٍ، أو تَكشِفُ عنهُ كُربةً، أو تَقضِيَ عنهُ دَيْناً، أو تَطرُدَ عنهُ جُوعاً، ولَأَنْ أمْشِيَ مع أخٍ في حاجةٍ، أَحَبُّ إليَّ من أن أعتكِفَ في هذا المسجدِ -يعني مسجدَ المدينةِ- شهراً».
ويقول الله سبحانه وتعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً * خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً)، «سورة الكهف: الآيات 107 - 108».
ونحن نعيش في هذه الأيام المباركة، نستذكر فضل مكانة الإمام العادل، بالأدلة، ومنزلته في جنات الفردوس، فالشيخ زايد، طيب الله ثراه، قائد وقدوة، وسيرة ومسيرة، وبقاء آثاره من الصالحات الباقيات بعد وفاته تسجلها له الملائكة، ونحن وفاءً له نخلد ذكراه، التي خلدها التاريخ، وعلا ذكره في نفوس البشرية.
قال جل ذكره: (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَىٰ وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُّبِينٍ)، «سورة يس: الآية.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الاتحاد الإماراتية