سيظل اسم المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، محفوراً في ذاكرة وقلوب الناس حول العالم، نظراً لما قدمه للبشرية من إنجازات، وما ساهم به من جهود لنشر التسامح، وإعلاء قيم الإنسان والعطاء، حيث عرف العالم قائداً شغل العمل الخيري والإنساني فكره، واستحوذ على اهتمامه، مشيّداً، رحمه الله، في كل بقعة من بقاع الأرض، أثراً مستداماً للعطاء والعمل الإنساني، ومعلماً حمل اسم زايد، رمز الإنسانية وفارسها.
تعددت وتنوعت آثار الشيخ زايد حول العالم من مساجد، مستشفيات ومراكز طبية، صروح ثقافية وعلمية، مدن وقرى سكنية، وغيرها من الشواهد التي تنتشر في القارات الست، وتزهو باسم الشيخ زايد الذي قال في يوم من الأيام: (إننا نؤمن بأن خير الثروة التي حبانا الله بها يجب أن يعمّ أصدقاءنا وأشقاءنا).
وحرص الشيخ زايد أن تكون المساجد التي يتم تشييدها حول العالم ليست مجرد مبانٍ لأداء الشعائر الدينية فحسب، بل أن تكون صروحاً ثقافية وعلمية تؤدي رسالة حضارية تدعو للتعايش والتسامح والانفتاح على الآخرين، بجانب كونها مراكز بارزة لعلوم الدين الإسلامي الحنيف، هذا بالإضافة إلى تقديمها مجموعة كبيرة من الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية لسكان المناطق المحيطة بها، بغض النظر عن انتمائهم الديني.
ووجَّه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بتشييد جامع الشيخ زايد الكبير في سولو في مايو 2021، ومنذ تلك اللحظة تسابقت فرق العمل في موقع البناء من عمال ومهندسين ومشرفين على إظهار هذه التحفة بأبهى صورة، حيث تبلغ مساحته الكلية 27.492 متراً مربعاً، وتبلغ مساحة المبنى 8441.28 متر مربع، وزُينت أرضياته بقماش مزخرف يرمز للوحدة والعدالة والقدسية حسب الثقافة المحلية، ويحتوي على 56 قبة و4 مآذن، بجانب 32 عموداً في منطقة الصلاة الرئيسية، وسيبقى الجامع معلماً شامخاً للأجيال القادمة.
ويشكل تصميم الجامع علامة فارقة في خريطة المدينة بعد افتتاحه، حيث يعد نسخة مماثلة لجامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي، إذ يستوعب 10 آلاف مصلٍ، وتشكل أروقة الجامع لوحة فنية، وتمت مراعاة إضافة الزخارف الإندونيسية التقليدية، إلى جانب جمالية الثريات والإضاءات داخل وخارج الجامع.
مركز الشيخ زايد في «سلاو»
ويعد مسجد ومركز الشيخ زايد في «سلاو» التي تقع غربي لندن، والذي افتتح عام 2001، منارة للجاليات الإسلامية في بريطانيا، حيث يستفيد 16 ألف مسلم من مختلف العرقيات من المسجد الذي بني على نفقة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بإشراف مؤسسة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية.
يتسع المسجد لأكثر من ألف مصلٍ، ويتكون من ثلاثة أدوار، تحتوي على مصليين، أحدهما للرجال، والثاني للنساء، ومرافق صحية، وقاعتين للمحاضرات والندوات، ومكتبة، ومبنى لإعداد وتجهيز جنائز المسلمين، وبلغت التكلفة الإجمالية للمسجد الذي استغرق العمل فيه سنتين، نحو أربعة ملايين دولار.
وشكل مسجد ومركز الشيخ زايد بسلاو لبنة جديدة تساهم في الإثراء الحضاري والثقافي بالمدينة، ونقطة إشعاع تعرف بالحضارة العربية والإسلامية، وتساهم في استقطاب الجالية المسلمة في المنطقة، ويتميز المسجد بفضائه الفسيح وتصميمه المعماري، الذي يراوح بين الطابع الأوروبي الفيكتوري، والطراز العربي الإسلامي، وزوّد بأحدث الأجهزة.
ويقدم المركز خدمات صحية وتعليمية في المنطقة، حيث يقوم بتعليم اللغة العربية والقرآن للأطفال المسلمين، كما يوفر فسحة الصلاة للمصلين في أوقاتها الخمسة، إضافة إلى الدروس الدينية، ويعمل على الدعوة للإسلام الوسطي بعيداً عن الفكر المتشدد.
الصين
تحوّل المسجد منذ افتتاحه إلى مركز للأعمال الإنسانية، ومركز إشعاع حضاري، لنقل تعاليم الدين.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الاتحاد الإماراتية