تؤكد كاثي وود، المستثمر الشهيرة ورئيسة شركة «آرك إنفستمنت»، تمسكها بتوقعاتها بأن تصل عملة بيتكوين إلى 1.5 مليون دولار بحلول عام 2030. لكنها في المقابل تتوقع أن معظم عملات الميم المشفرة ستتلاشى لتصل قيمتها إلى الصفر. حتى العملات المدعومة بشكل واسع، مثل «ترامب ميم»، تعتقد أنها ستتحول في النهاية إلى مجرد «مقتنيات» بلا قيمة حقيقية.
لكن السؤال هنا، ماذا لو اتجهت حقاً غالبية عملات الميم المشفرة نحو الصفر؟
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); }); قيمة عملات الميم.. 5.9% من إجمالي السوق تشير بيانات «كوين ماركت كاب» إلى أن إجمالي القيمة السوقية لعملات الميم المشفرة يبلغ نحو 50 مليار دولار، بناءً على تحليل 2134 عملة. ورغم ضخامة هذا الرقم، فإنه لا يمثل سوى 5.9% من إجمالي سوق العملات المشفرة.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); }); لذلك، إذا وصلت عملات الميم إلى الصفر، فإن التأثير على السوق ككل سيكون محدودًا ومؤقتًا. فالعملات الأساسية مثل بيتكوين وإيثريوم وسولانا تعتمد على أسس تقنية قوية وتبني مؤسسي، مما يجعلها أقل تأثرًا بانهيار عملات الميم، التي غالبًا ما تكون مضاربية بطبيعتها. بالطبع، سيناريو كهذا قد يؤثر على معنويات المستثمرين، وربما يؤدي إلى موجات بيع واسعة، لكن التأثير سيكون محصورًا بمن يمتلكون هذه العملات، ولن ينعكس على الأصول الرقمية الرئيسية. هل يمكن لانهيار عملات الميم أن يطيح بالسوق بأكمله؟ من غير المرجح أن يؤدي انهيار عملات الميم إلى أزمة شاملة في سوق العملات المشفرة، نظرًا لحجمها المحدود مقارنة بالعملات الكبرى. على سبيل المثال، تبلغ القيمة السوقية لكل عملات الميم مجتمعة ربع القيمة السوقية لإيثريوم وحدها، أو ثلث قيمة عملة XRP. لكن التأثير الأكبر سيكون على المستثمرين الأفراد، لا سيما الشباب الذين خاطروا بمدخراتهم طمعًا في الثراء السريع. ومع ذلك، فإن سوق العملات المشفرة ككل سيظل قائمًا، مدعومًا بالأصول الرقمية ذات الجدوى الحقيقية والاعتماد المؤسسي المتزايد. الميم كوينز والتشريعات.. نحو سوق أكثر استقراراً
يقول جورج خوري رئيس قسم الأبحاث والتعليم في «سي إف آي» إنه بخصوص الميم كوينز وانخفاض قيمتها إلى الصفر. في الواقع، نحن مقبلون تدريجياً على بيئة تنظيمية أكثر صرامة، حيث لم يتم تقنين هذه الأصول بشكل كامل بعد، لكن الجهات التنظيمية تزداد تشددًا تجاه العملات المشفرة.
وأضاف: إذا نظرنا إلى الاحتياطي، سواء بالنسبة لعملة البيتكوين أو غيرها من العملات المشفرة، نجد أن الولايات المتحدة تسيطر على المشهد إلى حد كبير. لكن في المقابل، شهدنا خسائر ضخمة تكبدها المستثمرون بسبب الميم كوينز خلال الفترة الماضية. صحيح أن هناك أرباحًا كبيرة تحققت، لكنها لم تستند إلى أسس قوية أو مشاريع ذات قيمة حقيقية، بل كانت قائمة على موجة من المضاربة والاتجاهات الرائجة (Trending Memes)، وهو ما نطلق عليه في علم السلوك المالي Herd Mentality أو «عقلية القطيع». وتابع خوري: لذلك، إذا بدأت الميم كوينز بالتراجع إلى قيمتها الصفرية، فقد يكون لذلك أثر سلبي على المدى القصير في سوق العملات المشفرة، لكنه على المدى الطويل سيعزز مصداقية هذا السوق. عندها، ستصبح الاستثمارات أكثر تنظيمًا واستدامة، ما يسهم في بناء سوق أكثر موثوقية. وأوضح أنه حالياً، نعاني من تقلبات حادة تؤثر على استقرار السوق، كما شهدنا خلال الشهرين الماضيين من ارتفاعات سريعة تليها انخفاضات حادة. لكن مع مرور الوقت، ومع تحسن الموثوقية، ستتلاشى هذه التقلبات تدريجياً، مما يساعد على تقييم العملات المشفرة وفق مشاريعها الحقيقية. وعندها فقط، ستتمكن صناديق التحوط، المصارف المركزية، والحكومات من بناء ثقة أكبر في هذه الأصول، ما قد يؤدي إلى زيادة الطلب على العملات التي أثبتت جدواها الفعلية، في حين ستتراجع تدريجياً الاستثمارات التي لا تستند إلى ركائز واضحة. كيف ظهرت عملات الميم؟ الميم بتعريفها الشائع، هي رمز لفكرة أو رمز ثقافي أو اجتماعي يكتسب شعاره نتيجة الانتشار الواسع، لكن في ما يخص عملات الميم المشفرة، لا بُد من الإشارة إلى أن الملايين منها تم إصدارها في الفترة الممتدة بين 2013، و2025، خصوصاً في السنتين الماضيتين، حين أصبح خلق عملة ميم أمراً بالغ البساطة يتم عبر كبسة زر وبعض الدولارات القليلة على مواقع عديدة مدعومة بالذكاء الاصطناعي أبرزها «بامب دوت فان». وقبل عالم التشفير، كان للإنترنت الفضل الأكبر بظهور فكرة «الميمز» التي تتجلى على شكل صور ومقاطع فيديو وصور متحركة تأتي على سبيل المزاح والفكاهة. هنا تحديداً، جاءت دوجكوين - أول عملة ميم، أُطلقت في ديسمبر من عام 2013 مُستلهمة من ميم إنترنت شهير آنذاك لوجه كلب من نوع شيبا إينو، ووراءها كان مهندس البرمجيات بيلي ماركوس وجاكسون بالمر. أما الفضل الأكبر بانتشار عملة دوجكوين وكذلك انتشار حلم الثراء بفضل هذه العملات الزهيدة التي قد تتحول بلحظة إلى عملة ذات قيمة، كان للملياردير الأميركي إيلون ماسك، الذي كان المستثمر الكبير الوحيد الذي دعم هذا النوع من الأصول في بداية الطريق، وتحديداً عام 2020. في ذلك الوقت، وقبل كلام ماسك، كان سعر دوجكوين لا يتجاوز 0.0002 دولار، وفي أقل من ستة أشهر، دفع ترويج ماسك العملة الميمية للارتفاع إلى نحو 73 سنتاً، ما يشكّل قفزة بنحو 365 ألفاً في المئة. لكن ماسك ما لبث بعدها بنحو عام أن توقف عن دعم العملة نهائياً، ما أعادها إلى مستويات تقل عن 0.06 دولار. دوجكوين انتظرت 4 أعوام حتى عادت إلى الضوء مجدداً لتكون أكبر عملة مشفرة في عالم الميم بقيمة سوقية تقارب 26 مليار دولار اليوم، لكن رغم ذلك، ما زال الكثيرون يشككون بجدوى هذه العملات، لأن لا وظيفة أساسية لها ضمن نطاق ثورة البلوك تشين والتطور الرقمي الذي نعيشه اليوم.
هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية