لقد أدى التصحيح الذي شهدته سوق الأسهم الأميركية إلى حدوث ما يعتقده الكثيرون أنه فقاعة، ولكن تشير دراسة حديثة إلى أن بعض القطاعات، مثل صناعة أشباه الموصلات، والشركات مثل «إنفيديا» قد تكون على أعتاب انهيار حاد.
ووفق موقع «ماركت ووتش» فإن الدراسة استخدمت خوارزمية تتنبأ بالفقاعات المحتملة، ووجدت أن هناك احتمالاً كبيراً لانخفاض بعض الأسهم المعروفة - بما في ذلك عملاقة التكنولوجيا «إنفيديا» و«برودكوم» و«كوالكوم»، بنسبة تصل إلى 40% خلال العامين المقبلين، ما يطرح تساؤلات حول مستقبل السوق واتجاهاتها القادمة.
وأجرى الدراسة التي تحمل عنوان «فقاعات فاما» كل من روبن غرينوود وأندريه شلايفر من جامعة هارفارد ويانج يو من جامعة هونغ كونغ.
ويمكن تفسير خوارزمية الباحثين التي تنطوي على العديد من التعقيدات، بأنه كلما ارتفع شيء ما إلى أعلى كلما زاد احتمال تحطمها.
تعريف الانهيار واحتمالاته
وعرّف الباحثون «الانهيار» على أنه انخفاض بنسبة 40% على الأقل خلال فترة عامين، وحسبوا احتمالات حدوث ذلك من خلال تحليل مجموعات صناعات سوق الأسهم منذ عشرينيات القرن الماضي.
ووجد الباحثون أن احتمال انهيار صناعة ما يبلغ 53% عندما يتفوق أداؤها على سوق الأسهم بنسبة 100 نقطة مئوية على الأقل على مدار العامين اللاحقين.
وترتفع احتمالية الانهيار إلى 76% عندما يتفوق أداؤها على السوق بنسبة 125 نقطة مئوية على مدار العامين اللاحقين، وترتفع إلى 80% عندما يكون عائدها خلال العامين اللاحقين أعلى من السوق بنسبة 150 نقطة مئوية.
كانت آخر مرة كتبت فيها عن النتائج التي توصل إليها الأساتذة قبل 6 أشهر، حيث قدمت قائمة تضم 14 سهماً استوفت معيارين: كان كل سهم منها ينتمي إلى صناعة تغلبت على السوق بأكثر من 100 نقطة مئوية على مدار العامين اللاحقين، وكان أداء كل سهم على حدة جيد أيضاً.
ومنذ ذلك الحين، تأخرت الأسهم الـ 14 في المتوسط عن مؤشر S&P 500 بمقدار 23 نقطة مئوية.
الصناعة الوحيدة في مؤشر S&P 500 التي تستوفي حالياً معايير الفقاعة التي وضعها الباحثون هي (S&P 1500) لأشباه الموصلات، إذ يبلغ عائدها اللاحق لمدة عامين (غير السنوي) 165.5%، وفقاً لشركة (FactSet)، وهو أعلى بنسبة 117.7 نقطة مئوية من العائد المماثل لمؤشر S&P 500.
يرتبط معامل ألفا المرتفع هذا باحتمال انهيار يتجاوز 70%، ونظراً لأن مؤشر صناعة أشباه الموصلات مُرجّح بالقيمة السوقية، فإن أكبر أسهمها ستكون الأكثر ارتباطاً بالأداء الإجمالي للمؤشر، وبالتالي فهي الأكثر عرضة للمخاطر حالياً، وفق الدراسة.
هل تنهار السوق الأميركية؟
أشار «ماركت ووتش» إلى أنه وفقاً لمعايير الأساتذة، فإن السوق الأميركية ككل ليس لديها احتمالية مرتفعة بشكل كبير للانهيار.
مؤشر (S&P500) العائد غير السنوي لمدة عامين هو 47.7% وهو على الرغم من كونه مثيراً للإعجاب، إلا أنه أقل بكثير مما يشير إلى حدوث فقاعة.
وقامت شركة الاستثمار العالمية «ستيت ستريت»، التي تتخذ من بوسطن مقراً لها، منذ عدة سنوات بإنشاء سلسلة من التوقعات استناداً إلى أبحاث الأساتذة حول الفقاعات واحتمالات الانهيار.
ووفقاً لأحدث قراءاتها، فإن سوق الأسهم الأميركية لديها احتمال بنسبة 17% للانهيار خلال العامين المقبلين، وهذا أقل من متوسط هذه الاحتمالات المتوقعة على مدى السنوات الخمس الماضية.
وشهدت الأسهم الأميركية تراجعاً في ختام تداولات الخميس، مع استمرار حالة عدم اليقين بشأن أكبر اقتصاد في العالم، وذلك بعدما رفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي توقعاته للتضخم وخفّض تقديراته للنمو.
وبنهاية التداولات، استقر مؤشر داو جونز الصناعي عند 41953 نقطة، ليُسجل تراجعاً بعدما لامس في وقت سابق 42250 نقطة.
كما انخفض مؤشر إس آند بي 500 بنسبة أكثر من 0.2%، أي 12 نقطة، ليغلق عند 5662 نقطة، في حين هبط مؤشر ناسداك المركب بنسبة 0.35% أو 59 نقطة ليغلق عند 17691 نقطة.
هذا المحتوى مقدم من إرم بزنس