نتمنى جميعاً أن نتمتع بذاكرة أفضل تسعفنا في تذكر قائمة التسوق فور الدخول إلى المتجر، أو في تذكر السبب الذي دعانا للصعود للطابق العلوي بمجرد وصولنا إليه، أو في ترسيخ المعلومات في أذهاننا بسهولة فور قراءتها.
وثمة طرق عديدة مجربة، لتقوية الذاكرة وتحسين الحفظ. لكن ما الذي توصلت إليه آخر الأبحاث حول أساليب تقوية الذاكرة التي قد نراها مستقبلا؟
1: المشي للخلف قد نظن أن المكان والزمان شيئان مختلفان لا يمتان لبعضهما بصلة، رغم أن الزمان كثيراً ما يتداخل مع المكان في أحاديثنا دون أن ندري. فقد نقول مثلاً إننا نلقي هموم الماضي "وراء ظهورنا". وقد يتخيل معظم الناس، أن الماضي مساحة مترامية الأطراف وقد صار خلفنا، والعكس مع المستقبل.
وقد قرر باحثون، من جامعة روهامبتون البريطانية، استغلال هذا الرابط الذهني بين الزمان والمكان، للبحث عن وسيلة، لتحسين قدرتنا على استحضار الأحداث.
إذ عرضوا على متطوعين قائمة بكلمات، أو مجموعة من الصور، أو مقطع فيديو لامرأة سُرقت حقيبتها، وطلبوا منهم المشي للأمام، أو الخلف لمسافة 10 أمتار، في الغرفة، على دقات بندول الإيقاع.
ولاحظ الباحثون أن الأشخاص، الذين كانوا يسيرون للخلف، تذكروا عدداً أكبر من المعلومات، مقارنة بنظرائهم، الذين يسيرون للأمام، وكأن السير للخلف يحث الذهن على الرجوع بالزمن إلى الوراء، للوصول إلى الذكريات بسهولة.
ولاحظ الباحثون نفس النتائج مع الأشخاص، الذين تخيلوا أنهم يسيرون للخلف دون أن يبرحوا أماكنهم. وتتطابق هذه النتائج مع نتائج بحث آخر أُجري عام 2006. إذ اكتشف الباحثون أن الفئران عندما تستكشف طريقها في المتاهة، تنشط لديها خلايا عصبية، تسمى "خلايا المكان" عند كل موقع تمر به.
وخلص الباحثون إلى أن استحضار الأحداث المتسلسلة زمنياً بشكل عكسي، يساعد الفئران في تذكر الطريق الصحيح.
وخلص أحد البحوث إلى أن البشر عندما يحاولون استحضار حدث من الماضي، فإنهم يعيدون ترتيب المعلومات في أذهانهم عكسياً. فإن أول ما يلفت نظرنا، على سبيل المثال، عندما تقع أعيننا على شيء ما، الرسومات والألوان ثم بعدها نحاول التعرف على طبيعة الشيء. لكن العكس يحدث عندما نحاول استرجاع تفاصيلة لاحقاً، إذ نتذكر أولاً الشيء نفسه، وبعدها تفاصيله، إن حالفنا الحظ.
2: الرسم ما رأيك في رسم قائمة التسوق بدلاً من كتابتها؟ في عام 2018، كلف باحثون مجموعة من الشباب والمسنين بحفظ قائمة من الكلمات، ثم قسموا المجموعة إلى فريقين. وطلبوا من فريق ربط كل كلمة برسم معين، ومن الفريق الآخر كتابة كل كلمة أثناء تعلمها.
وكان تأثير الرسم على الذاكرة ملحوظاً للغاية، إلى درجة أن المسنين في الفريق الأول، تمكنوا من استرجاع الكلمات بنفس كفاءة الشباب. وقد ساعد الرسم مرضى الخرف أيضاً على التذكر.
ويرجع ذلك إلى أننا عندما نرسم شيئاً فإننا نجبر أنفسنا على إمعان النظر في التفاصيل، وهذا التفكير العميق يساعدنا في التذكر. ولهذا فإن مجرد كتابة قائمة التسوق تساعدك على تذكر المزيد من الأغراض، التي تود شراءها، حتى لو نسيت.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من بي بي سي عربي