عند الحديث عن رموز شهر رمضان، يبرز الهلال كأحد أقدم الرموز الإسلامية التي تعلن بداية الشهر المبارك، بينما تحمل القطايف مكانة خاصة على موائد إفطار العائلات، حيث أصبحت من أشهر الحلويات الرمضانية.
لكنّ اللافت للنظر أن الهلال والقطايف يشتركان في الشكل الهندسي ذاته: الهلال، مما يمنحهما ارتباطاً بصرياً وتاريخياً فريداً يجمع بين الروحانيات والاحتفالات الرمضانية.
الهلال ليس مجرد شكل هندسي في السماء، والقطايف ليست مجرد حلوى؛ بل هما انعكاس لثقافة بصرية مترسخة في ذاكرة رمضان، إذ يتشاركان في الشكل والرمزية والتاريخ، مما يعزز فكرة أن الهندسة ليست فقط في المعمار والفنون، بل أيضاً في الطقوس والمأكولات التي نرتبط بها وجدانياً.
الهلال: رمز الزمن والدين يعتبر الهلال الشكل الأول الذي يعتمد عليه المسلمون في تحديد بداية الأشهر القمرية، ومن بينها شهر رمضان.
فقد ارتبط هذا الشكل منذ العصور الإسلامية المبكرة بالزمن، والتقويم الهجري، وحتى بفن العمارة الإسلامية، حيث تجده في الزخارف والمنارات والمآذن.
قصص مقترحة نهاية
والهلال ليس مجرد علامة فلكية، بل هو رمز للعبادة، وانتظار الرحمة، والبدايات الجديدة.
الهلال هو أحد الأشكال المتعددة للقمر، حيث يظهر في بداية الشهر العربي تحت اسم "الهلال الجديد"، وفي نهايته يُسمى "الهلال القديم".
يُمكن رؤية الهلال الجديد في الأفق الشرقي قُبيل شروق الشمس، ويعد من التسميات القديمة التي استخدمها العرب الجنوبيون في عصور سابقة.
وفي الحضارة الإسلامية، أولى الفلكيون المسلمون اهتماماً خاصاً به، حيث كان يُستخدم لتحديد بداية الشهور العربية والأعياد والمناسبات الدينية الأخرى.
وما أن يظهر الهلال في السماء، حتى يعلن المسلمون في أرجاء العالم بدء شهر رمضان، ويبدؤون طقوس هذا الشهر، من الصوم والصلوات، إلى الأطباق الخاصة، التي تتصدرها حلوى القطايف.
القطايف: الهلال القابل للأكل أما القطايف، فهي ليست مجرد حلوى، بل تمثل هوية رمضانية قديمة.
يرجع تاريخها إلى العصر الأموي أو العباسي، بينما تكثرُ الروايات في أصولها التاريخية، ويقال إنها كانت تُقدم أيضاً في القصور الملكية.
واختيرت القطايف لتكون الحلوى الرمضانية استناداً إلى مرجعها الأموي. ووفقاً لبعض الروايات، فإن الخليفة عبد الملك بن مروان أصدر أمراً بتحضير حلوى خاصة لشهر رمضان، بحيث تكون سهلة التحضير وذات طعم لذيذ يتناسب مع متطلبات الصائمين، فتم إعداد القطايف واعتمادها للشهر الفضيل.
تقول الروايات أيضاً إن الطهاة كانوا يتنافسون في تحضير الحلويات، لا سيما القطايف، وكان الضيوف يتقاطفونها بشدّة للذتها، ينما يُرجع بعض المؤرخين أصل تسمية القطايف بهذا الاسم لتشابه ملمسها مع ملمس قماش القطيفة.
وبحسب متخصصين في التراث الثقافي استطلعت بي بي سي آرائهم بشأن تضارب الروايات التاريخية، فقد أجمعوا على أن غياب التوثيق التاريخي الدقيق حول العادات الرمضانية وحياة الناس الاجتماعية في العصور السابقة سبّب هذا التضارب، ومنع تحديد أصول العديد من الأمور في الثقافات القديمة، بحسب.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من بي بي سي عربي