يشهد العالم مصاعب كبيرة أمام أزمة توفير المياه للسكان المتزايد عددهم بالملايين سنوياً، إذ تجاوز ضعف معدل النمو السكاني في القرن الماضي. وفيما ينمو استخدام المياه عالمياً، يتزايد عدد المناطق التي تصل إلى الحد الأقصى الذي يمكن عنده تقديم خدمات المياه بشكل مستدام، ولا سيما في المناطق القاحلة.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); }); ندرة المياه في أرقام يعيش اليوم 2.4 مليار شخص في بلدان تعاني من نقص مائي، بحسب بيانات برنامج الأمم المتحدة للبيئة. لا يحصل نحو 703 ملايين شخص في العالم، أي ما يقرب من واحد من كل عشرة، على مياه شرب نظيفة وقريبة من المنزل، كما لا يتحصل نحو 2.2 مليار شخص في العالم، أي أكثر من واحد من كل أربعة، على مياه آمنة، بحسب منظمة ووتر إيد التي يقع مقرها بالمملكة المتحدة.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); }); ويفتقر ما يقرب من ملياري شخص في العالم، أي واحد من كل أربعة إلى الصابون والماء لغسل أيديهم في المنزل، هذا إن وُجد مكان لهم أصلاً. وبحسب تقرير المنظمة، يموت ما يقرب من 400 ألف طفل دون سن الخامسة كل عام بسبب الأمراض الناجمة عن المياه غير الآمنة وخدمات الصرف الصحي والنظافة، أي أكثر من ألف طفل يومياً، أو ما يقرب من طفل كل دقيقة ونصف. قال تيم واينرايت، الرئيس التنفيذي لمنظمة ووتر إيد في المملكة المتحدة، «بما أن 90 بالمئة من الكوارث الطبيعية مرتبطة بالمياه، ما يُلحق دماراً بخدمات المياه والصرف الصحي، فإن هذه التوقعات مُرعبة، ويجب على قادة العالم التحرك الآن لتوحيد القطاعين العام والخاص، وسد الفجوة التمويلية للمياه بشكل جماعي، عندها فقط يُمكننا حماية كوكبنا ومستقبلنا حقاً». بحسب برنامج الأمم المتحدة للبيئة، تشمل المناطق الأكثر تضرراً جنوب ووسط آسيا وشمال إفريقيا، حيث يُعتبر الوضع حرجاً، حتى الدول ذات البنية التحتية المتطورة، مثل الولايات المتحدة، تشهد انخفاضاً في منسوب المياه إلى مستويات قياسية.
أسباب ندرة المياه تتلخص أسباب ندرة المياه في تغير المناخ، كما تتفاقم الأزمة بفعل التوسع العمراني غير المنضبط، والنمو السكاني السريع، والتلوث، وتنمية الأراضي. ويؤثر نقص المياه بالفعل على كل شيء، من الأمن الغذائي إلى التنوع البيولوجي، ومن المتوقع أن يصبح أكثر شيوعاً في السنوات المقبلة. هناك أبعاد عديدة لندرة المياه يمكن تلخيصها على النحو التالي، أولاً: ندرة توفر المياه العذبة ذات الجودة المقبولة مقارنةً بالطلب الإجمالي، في حالة النقص المادي البسيط في المياه. ثانياً: ندرة الوصول إلى خدمات المياه، بسبب فشل المؤسسات القائمة في ضمان إمدادات موثوقة من المياه للمستخدمين. السبب الثالث يتلخص في الندرة الناجمة عن نقص البنية التحتية الكافية، بغض النظر عن مستوى موارد المياه، بسبب القيود المالية. وفي الحالتين الأخيرتين، قد تتمتع البلدان بمستوى مرتفع نسبياً من موارد المياه، ولكنها غير قادرة على الاستفادة منها وتوزيعها بسبب الموارد المالية المحدودة اللازمة لتطوير البنية الأساسية أو الافتقار إلى القدرة المؤسسية على صيانتها وإدارتها على النحو المناسب. توقعات 2025 وبحلول عام 2025، من المتوقع أن يعاني 1.8 مليار شخص من ندرة مائية مطلقة أي أن يكون نصيب الفرد من المياه أقل من 500 متر مكعب سنوياً، بحسب منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة. وقد يعاني ثلثا سكان العالم من صعوبة الحصول على الماء ومرجح أن يكون نصيب الفرض لهم ما بين 500 وألف متر مكعب سنوياً، وسيتفاقم الوضع مع تزايد الضغط على موارد المياه المجاورة نتيجة النمو الحضري السريع. ومن المتوقع أن يؤدي تغير المناخ والطلب على الطاقة الحيوية في المستقبل إلى تفاقم العلاقة المعقدة بين التنمية العالمية والطلب على المياه.
هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية