تلعب المبيدات الزراعية دوراً حيوياً في مكافحة الآفات والحشرات والأمراض النباتية التي تهدد نمو وجودة المحاصيل. ومع ذلك، فإن استخدامها قد يؤدي إلى مشكلات بيئية وصحية خطيرة؛ إذ يمكن أن تتسرب هذه المواد إلى التربة والمياه، مما يؤثر سلباً على البيئة والتنوع البيولوجي.
وكشفت دراسة نُشرت منتصف فبراير (شباط) الماضي، أن المبيدات الزراعية تؤثر سلبياً على أكثر من 800 نوع من الكائنات الحية، بما في ذلك الميكروبات النافعة والحشرات والأسماك والطيور والثدييات.
وتواجه المبيدات التقليدية عدة تحديات، مثل صعوبة توزيعها بشكل منتظم على أوراق النباتات، وسهولة انجرافها بفعل الأمطار، وسرعة تحللها عند التعرض لأشعة الشمس، بالإضافة لبقاء المواد الكيميائية في البيئة.
المبيدات الخضراء
في الآونة الأخيرة، زاد الاهتمام بتطوير بدائل أكثر أماناً، مثل المبيدات الخضراء التي تستهدف الآفات دون الإضرار بالنظام البيئي. وفي هذا السياق، طوَّر باحثون في الصين تركيبة مبتكرة من المبيدات الخضراء تتميز بقدرتها على مقاومة التحلل بفعل الأشعة فوق البنفسجية، ما يتيح إطلاق المادة الفعالة بشكل تدريجي، ويضمن استمرار فعاليتها لفترات أطول.
تعتمد التركيبة -وفقاً للنتائج المنشورة بعدد 17 فبراير 2025 من دورية «ACS Nano»- على النقاط الكربونية المعدلة وجزيئات كربونات الكالسيوم، بوصفها حاملة لمادة «الأبامكتين»، المستخدمة في المبيد الحشري، ما يعزز التصاق المبيد بأوراق النباتات، ويقاوم تحلله بفعل أشعة الشمس، ويُطلق المادة الفعالة تدريجياً لضمان فعالية طويلة الأمد.
وأظهرت النتائج أن هذه التركيبة تعزز قدرة المبيد على حمل كمية أكبر من «الأبامكتين» بنسبة تصل لـ2.1 ضِعف، مقارنة بالمبيدات التقليدية، ما يجعل المبيد أكثر فعالية مع تقليل كمية المادة الفعالة المستخدمة. تم اختبار التركيبة الجديدة على يرقات حشرة العث الماسية، وهي من الآفات الزراعية الشائعة، وأظهرت فعالية عالية في القضاء عليها، في البيئات المغلقة والمفتوحة على حد سواء. كما أثبتت الاختبارات أن هذه التركيبة أكثر أماناً للبيئة مقارنة بالمبيدات التقليدية.
يقول الدكتور وو تشنغيان، الباحث الرئيسي للدراسة من معهد العلوم الفيزيائية التابع للأكاديمية الصينية للعلوم، إن استبدال المبيدات الخضراء بالمبيدات التقليدية قد يساعد في تحسين كفاءة مكافحة الآفات مع تقليل كمية المواد الفعالة المستخدمة، مما يحد من إجمالي استهلاك المبيدات.
ويضيف لـ«الشرق الأوسط» أن انخفاض السمية البيئية يقلل من التأثير السلبي على الكائنات النافعة، مثل ديدان الأرض والكائنات المائية؛ ما يسهم في الحفاظ على النظم البيئية. كما أن مكونات هذه التركيبة قابلة للتحلل، ما يضمن تحللها لمواد غير ضارة بعد استخدامها، ومن ثم تقليل تلوث المبيدات ودعم ممارسات الزراعة المستدامة.
وأشار تشنغيان إلى أن نجاح هذه التركيبة قد يؤدي لتغييرات في سياسات مكافحة الآفات؛ حيث قد تشجع الجهات التنظيمية على اعتماد المبيدات الصديقة للبيئة، أو فرضها بديلاً للمبيدات الكيميائية الضارة.
كما قد يُحفِّز هذا.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الشرق الأوسط