أكد المشاركون في مجلس «الخليج الرمضاني»، بمجلس المستضيف الشيخ خالد بن حميد القاسمي، تحت عنوان «العمل الخيري وتمكين المجتمع.. تكاتف يبني المستقبل»، الدور المحوري للعمل الخيري في بناء الحضارة الإنسانية، كونه قيمة أصيلة تعكس جوهر الإنسان الحقيقي، وتعزز روح التضامن والتكافل بين المجتمعات، وأن ثقافة العطاء ليست مجرد مبادرة وقتية، بل نهج مستدام يسهم في تحقيق التنمية والاستقرار.
أضاء المشاركون على جهود دولة الإمارات في تقديم المساعدات الخارجية، والتي لم تقتصر على الدعم المالي فحسب، بل شملت بناء القدرات وتمكين الأفراد، ما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة، ما جعلها نموذجاً عالمياً رائداً في العمل الخيري والتطوعي، مرسخةً نهج العطاء بمبادراتها الإنسانية التي تمتد إلى مختلف أنحاء العالم، مؤكدين أن ثقافة العطاء التي غرسها الآباء المؤسسون أصبحت جزءاً من الهوية الوطنية، حيث تتجلى في المبادرات الحكومية والخاصة التي تعزز روح التطوع والخدمة المجتمعية. ولفتوا إلى أهمية نشر هذه الثقافة بين الأجيال القادمة لضمان استمرار مسيرة الخير وبناء مستقبل أكثر استدامة وإنسانية.
ورحب الشيخ خالد بن حميد القاسمي، بالمشاركين والحضور في المجلس، مؤكداً أهمية العمل الخيري ركيزة أساسية في بناء المجتمعات، وتعزيز التلاحم الإنساني. والعطاء ليس مجرد مبادرة وقتية، بل نهج مستدام يعكس القيم الأصيلة المتجذرة في المجتمع. مؤكداً ضرورة مواصلة غرس ثقافة العطاء في الأجيال القادمة، لتعزيز روح التضامن والمسؤولية المجتمعية، مشيداً بجهود دولة الإمارات في العمل الخيري محلياً وعالمياً، في ظل القيادة الرشيدة التي قدمت نموذجاً ملهماً في الإغاثة والتنمية المستدامة، ما جعلها في صدارة الدول المانحة عالمياً. ودعا إلى تعزيز التعاون بين الأفراد والمؤسسات، لضمان استمرار هذه المسيرة الإنسانية العريقة.
وأدار المجلس المستشار خليفة المحرزي، الذي أكد أن الكائن البشري حباه الله عز وجل فعل الخير، في جميع الديانات وفي جميع المذاهب وفي أدبيات الخلق الإنساني، ليبقى العمل الإنساني أو العمل التطوعي جزءاً لا يتجزأ من حياة الإنسان بذاته، مبيناً أن احتفاء الأمم المتحدة رسمياً بكل مؤسساتها وقطاعاتها باليوم العالمي للعمل الخيري، بما يشمله من العمل التطوعي، يعكس مبدأ الإنسانية في الكرة الأرضية.
وبين أن نحو 960 مليون متطوع مسجل رسمياً في خطط المنظمات العالمية، ومرشح أن يصل إلى المليار، مؤكداً أن ما يحدث صورة حضارية جميلة في العالم، لأن الكائن البشري لا يزال يسعى ليترك العمل الخيري خلفه، وهذا هو خير الإنسان. وقيمة الإنسان في حقيقته لا تتلخص بما يملك، بل بما يفعل من أجل الإنسان، وهنا يكمن العمل الخيري ويتجسد لدى الإنسان سلوكاً حضارياً متواصلاً، ليس في المنطقة العربية فقط، وإنما في العالم أجمع. وبالحديث عن المنطقة العربية، نجد أن دولة الإمارات قد حازت السبق التطوعي، وأكبر دولة مانحة للمساعدات الخارجية في العالم. والمعدل العالمي للعمل الخير يبلغ 0.07 بحسب الأمم المتحدة، وآخر مؤشر في 2024 يوضح أن الإمارات تسجل 1.7% بقيمة 360 مليار دولار، تقدمها إلى نحو 90 دولة مساعدات إنسانية خيرية، ما منحها السمعة العالية بكون منهجها أساسياً في تقديم المساعدات، عبر 45 جمعية متخصصة، من إجمالي 1000 جمعية مسجلة في وزارة الشؤون الاجتماعية، ما يعكس مدى اهتمام الدولة وحرصها على القريب قبل البعيد في تقديم المساعدات والدعم الإنساني في هذا الزمن.
وبين أن منظمة الأمم المتحدة تضع قيمة للعمل التطوعي خلال ساعة واحدة يقدر ب 25 دولاراً أي بإجمالي تقريبي يصل إلى 297 مليار دولار، يوفرها المتطوع عندما يقدم عملاً لا يتقاضى عليه مقابلاً، وعليه، فإن المتطوع يسهم في إيجاد نوع من الوفرة على الدول سنوياً، ما يعكس مدى أهمية العمل الإنساني والعمل الخيري، ومدى حرص المنظمات على تشجيع المتطوع على الاستفادة من خبراته ومن مهاراته. و97% من أصحاب الوظائف المهنية أبدوا استعدادهم للتقدم للأعمال التطوعية.
الاستقرار والتلاحم
وأكد المستشار عبدالله بن خادم، مدير جمعية الشارقة الخيرية، أن العمل الخيري لم يعد يقتصر على تقديم المساعدات، بل شريك أساسي في تكوين الدولة. ونحن في الجمعية شركاء اتحادياً ومحلياً ومع القطاع الخاص، في أعمال كثيرة في غير المتعارف عليه من مهام، وعليه، فإننا نقدم شراكات استراتيجية، بلغت 35 شراكة. العمل الخيري في الدولة يسير اليوم وفق عمل منظم، مانحاً الجمعيات الخيرية التحرك لإغاثة الدول المنكوبة بفضل الاستراتيجية الموحدة والسياسة الموضوعة، خاصة في ظل وجود وزارة مختصة بالعمل الخيري، ما جعل المؤسسات والجمعيات الخيرية في الدولة قادرة على تحقيق الاستقرار والتلاحم في نجدة دول الجوار في الأزمات تحت مظلة الدولة. مؤكداً أن الهلال الأحمر يمثل الشريحة الكاملة في الدولة، ونحن جزء من هذه المنظومة على المستوى الخارجي والداخلي.
الأثر الداخلي
وفي الأثر الداخلي، أكد أن دور الجمعية شمل جميع القطاعات، كدعم التعليم ومع الجامعات وله مردود إيجابي، وكذلك على مستوى الصحة والأسرة، عقدت الكثير من الاتفاقيات مع وزارة تمكين المجتمع والمجلس الأعلى لشؤون الأسرة، ودائرة الخدمات الاجتماعية، وعدد من المؤسسات في الدولة، وتبذل جهوداً واسعة داخل نطاقها المحدد في الدولة وخارجها.
معايير
وعن المعايير التي تستند إليها الجمعيات في تقديم خدماتها ودعمها، أكد بن.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الخليج الإماراتية