عادت ميليشيا الحوثي، التي تصنفها الولايات المتحدة أنها إرهابية، إلى مسلسل إطلاق الصواريخ الباليستية على إسرائيل واستهداف السفن الأمريكية في البحر الأحمر. وذلك بعد أن ضربت الولايات المتحدة معاقل الحوثيين الحاكمين فعلياً لأجزاء واسعة من اليمن. في غضون ذلك، ارتفع عدد قتلى الهجمات الأمريكية على العاصمة اليمنية صنعاء ومدينة صعدة شمال غرب البلاد إلى أكثر من 50 شخص، بينهم مدنيون، وفق مصادر حوثية.
وكانت هجمات الحوثيين المدعومين من إيران قد توقفت مع بدء سريان الهدنة في غزة في 19 كانون الثاني/يناير، لكنهم عادوا لهجماتهم بعد استئناف إسرائيل عملياتها العسكرية في القطاع.
ومنذ أكثر من أسبوع، تنفذ الولايات المتحدة ضربات على معاقل الحوثيين، هي الأولى منذ تولّي دونالد ترامب منصبه في 20 كانون الثاني/يناير. وقد أمر ترامب بشن ضربات جوية وبحرية واسعة النطاق على عشرات الأهداف في مناطق يسيطر عليها الحوثيون المدعومون من إيران.
قال توماس جونو، وهو محلل شؤون الشرق الأوسط بجامعة أوتاوا في كندا، لـ DW: "ما نشهده في الأيام القليلة الماضية هو حملة غارات جوية أمريكية أكثر استدامة، مما سيُلحق المزيد من الضرر بالحوثيين". وأضاف: "مع ذلك، فقد أظهر الحوثيون بوضوح على مر السنين قدرتهم على امتصاص الضربات العسكرية، بدايةً من قبل التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية التي بدأت بـ عاصفة الحزم، ثم خلال الأشهر الـ 14 الماضية من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة". وتابع توماس جونو: "في المقابل، سنحتاج إلى مزيد من الوقت لتقييم الأثر الحالي بشكل صحيح".
وقد حسنت الهجمات الحوثية على إسرائيل بعض الشئ صورة الميلشيا في العالمين العربي والإسلامي، بيد أنها جلبت عليها غضب العالم الغربي. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، نشر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على منصته "تروث سوشيال" أن "الحوثيين سيتم القضاء عليهم بالكامل".
ما طبيعة علاقة الحوثي بإيران اليوم؟
"بالنسبة لإدارة ترامب، ضرب الحوثيين انتصار سهل، وهدف سهل المنال من حيث استعراض القوة العسكرية الأمريكية، لكن ما إذا كانت الغارات الجوية كافية لكسر شوكة الحوثيين هو سؤال مختلف وأكثر تعقيداً"، حسب بورجو أوزجليك، الباحثة الرئيسية في المعهد الملكي للخدمات المتحدة بلندن، لـ DW.
وسبق وأن حذّر ترامب إيرانمن مواصلة تسليح الحوثيين، قائلاً إنه سيحمّلها مسؤولية أي هجمات تشنها الجماعة المتمردة. وفي بوست نشره على موقع "تروث سوشيال" يوم الأربعاء الماضي، دعا ترامب إيران إلى "التوقف فوراً عن إرسال هذه الإمدادات".
ورداً على ذلك، صرّح المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي في بيان يوم الجمعة بأن "طهران ليس لها وكلاء في المنطقة، وأن الجماعات التي تدعمها تعمل بشكل مستقل".
وتعلق الباحثة بورجو أوزجليك: "يسعى النظام الإيراني إلى ادعاء النأي بنفسه عن الحوثيين". وأضاف: "ومع أن إيران لا تملك القرار النهائي، ولا تملك سيطرة كاملة وغير منقوصة على صناع القرار الحوثيين، إلا أن الجماعة ما كانت لتتمكن من جمع ترسانتها من الأسلحة لولا الدعم الإيراني".
ويتفق توماس جونو، محلل شؤون الشرق الأوسط.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من قناة DW العربية