بعدما يقرب من خمسين عامًا قضيتها فى التعامل والتعايش مع المريض المصرى، وبعد أن قاربنا نهاية المشوار فى هذه الحياة الدنيا، أود أن أقدم بعض النصائح إلى كل مَن يُبتلى بالمرض عن كيفية التعامل معه حتى يأذن الله بالشفاء، (وإذا مرضت فهو يشفين)، فمهمة الطبيب تتلخص فى العلاج وليس الشفاء.

أولًا.. الاعتراف بالمرض:

المرض- أو الداء أو العلة- هو حالة غير طبيعية تصيب الجسد البشرى أو العقل البشرى محدثة انزعاجًا أو ضعفًا فى الوظائف أو إرهاقًا للشخص المصاب، وكل إنسان مُعرَّض للإصابة بالمرض، وللأسف الشديد، ومن الخطأ الجسيم، محاولة إنكار احتمال وجود حالة مرضية، والذى قد يرجع إلى الخوف من المرض أو الاستهانة بالشكوى أو الظروف المادية، التى تجعل المريض يلجأ إلى الصيدلى أو إلى صديق يتبرع بالنصيحة بغير علم أو نقص الثقافة الصحية، وللأسف، قد يؤدى ذلك إلى تفاقم الحالة، ولذلك علينا جميعًا أن نتذكر دائمًا قول رسولنا الكريم: (عجبًا لأمر المؤمن، فإن أمره كله خير.. إن أصابته ضراء صبر، فكان خيرًا له.. وإن أصابته سراء شكر، فكان خيرًا له)، كما قال: (ما أنزل الله داءً إلا أنزل له شفاء).

ثانيًا.. اختيار الطبيب:

لا يوجد فى قاموس الأطباء أفعل التفضيل، (الأفضل أو الأكبر أو الأعظم أو غيره)، بل نلجأ إلى الطبيب المتخصص، الذى يقوم بمهمة الكشف والفحص الكامل بكل أمانة وإخلاص، فهذا حق المريض الذى يجب ألا يتنازل عنه، كما أن عليه أن يناقش طبيبه عن طبيعة المرض والسبب والعلاج الموصوف، ثم يلتزم بكل ما يقرره الطبيب.. وللأسف الشديد، فإن ذلك لا يمكن تحقيقه فى معظم المستشفيات الحكومية، ولابد أن نعترف بذلك نتيجة لنقص عدد الأطباء فى السنوات الأخيرة وازدحام العيادات بكثافة لا يمكنها أن تسمح للطبيب بأداء عمله على الوجه الأمثل، وقد طالبت أكثر من مرة بحل مشكلة هجرة الأطباء، التى يجب أن تكون لها الأولوية، كما يتحتم عمل كادر خاص للأطباء أسوة بغيرهم.

ثالثًا.. متابعة الحالة الصحية:

للأسف الشديد، فإن مصر تُعتبر واحدة من أكثر دول المنطقة العربية فى الإصابة بمرض السكر وكذا ارتفاع ضغط الدم، وهما من الأمراض التى تتطلب متابعة مستمرة يحددها الطبيب المعالج، فمرض السكر ليست له أعراض واضحة، وهو ما يؤدى إلى إهمال قياس نسبة السكر دوريًّا، وقد يؤدى ذلك إلى الإصابة بغيبوبة السكر، التى قد تؤدى إلى الوفاة.. وكذلك الحال مع ارتفاع الضغط الذى قد يؤدى إلى جلطة أو نزيف بالمخ مع الارتفاع المفاجئ وإهمال العلاج.. وللأسف الشديد، فإن أجهزة قياس السكر وشرائط القياس أصبحت غالية الثمن، وندائى إلى وزارة الصحة ومسؤولى الدواء بضرورة حل هذه المشكلة بأسرع ما يمكن، والعمل على تصنيع هذه الأجهزة.

رابعًا.. الاهتمام بالثقافة الصحية:

هناك نقص شديد فى الثقافة الصحية، وهو ما يجعل الكثيرين يلجأون إلى بعض القنوات الفضائية مجهولة المصدر، والتى يتحدث فيها بعض الدجالين عن الأعشاب والعطارة وغيرها بديلًا للأدوية المرخصة، وقد شاهدت أحدهم يناشد مريض السكر المعتمد على الإنسولين التوقف عن حقن الإنسولين والاعتماد على بعض الأعشاب، وهو ما يمكن أن يؤدى للأسف إلى وفاة المريض، وقد صادفت الكثيرين من المرضى الذين يجهلون اسم المرض وطبيعة العلاج الموصوف، وبسؤالهم عن السبب يقولون إن الطبيب لم يتحدث!، وهناك عدة أسباب لهذا الأمر، فليست هناك ثقافة صحية فى المدارس والجامعات كما كانت فى الماضى، كما أن الإعلام الصحى عندنا للأسف معظمه إعلان وليس إعلامًا، وقد حذرت أكثر من مرة من هذه الظاهرة التى يوضع فيها اسم وعنوان عيادة الطبيب المتحدث أو مستشفاه، وهو ما يتنافى تمامًا مع أخلاقيات مهنة الطب، وأحذر المريض المصرى من متابعة هذه البرامج، وأناشد مسؤولى الإعلام أن يجتمعوا مع نقابة الأطباء لوضع خريطة متكاملة للثقافة الصحية يتولاها أساتذة متخصصون فى كل فروع الطب وطبقًا لميثاق.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه

هذا المحتوى مقدم من صحيفة المصري اليوم