في خطوة جريئة تعكس شهية الإمارات المتزايدة لنماذج التعليم المتقدّمة، أطلقت مجموعة «جيمز للتعليم»، مدرسة البحث والابتكار في دبي، باستثمارات بلغت 100 مليون دولار.. وتهدف المدرسة، التي من المقرر افتتاحها في أوائل العام الدراسي المقبل، إلى أن تكون معياراً جديداً لتعليم المستقبل في ظل التحولات السريعة التي يشهدها هذا القطاع. وقال دينو فاركي، الرئيس التنفيذي لمجموعة «جيمز للتعليم»، في مقابلة خاصة مع CNN الاقتصادية: «نحن نُعدّ أبناءنا لعالمٍ لم يُكتب مستقبله بعد، وقد تكون مدرسة البحث والابتكار بداية لتغيير قواعد اللعبة في التعليم بالإمارات، فـ(جيمز) لا تهدف فقط إلى التوسّع، بل إلى رفع مستوى الجودة للجميع، وعندما نرفع السقف نُجبر الجميع على اللحاق بنا، وهكذا يرتفع مستوى التعليم للجميع».
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); }); تحول استراتيجي وصف فاركي أهداف المشروع بأنها استجابة للتغيرات الجذرية التي يشهدها قطاع التعليم العالمي بسبب الذكاء الاصطناعي، والاستدامة، والتكنولوجيا المستجدة، وتغير احتياجات سوق العمل والصناعات الناشئة، وأوضح أن المنهج الأكاديمي يقوم على تعددية التخصصات، مدعوماً ببنية تحتية غير مسبوقة وهيئة تعليمية يتم اختيارها من أفضل الخبرات العالمية، مؤكداً أنه «لا يمكن لأي مدرسة أن تنجح بدون موارد بشرية وقادة ومعلمين شغوفين».
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); }); وشدد فاركي على أن هذا المشروع ليس مجرد استثمار فاخر، بل يُعبر عن «تحوّل أعمق في استراتيجية التعليم في المنطقة»، فالإمارات، التي تُصنّف اليوم من بين أفضل عشر دول في اختبارات تيمز وبيزا العالمية، تجني ثمار عقود من التخطيط والرؤية، وأضاف: «النظام التعليمي الذي نحظى به هنا في دبي والإمارات هو من بين الأفضل عالمياً».
ورغم هذا التقدم، لا تزال التحديات قائمة، إذ أشار فاركي إلى أن العديد من الطلاب في المنطقة يبدؤون تعليمهم «متأخرين بسنتين أو ثلاث عن المستوى المطلوب»، ما يُبرز الحاجة إلى تطوير طرق الوصول إلى المناهج التعليمية وتحسين التوقعات الموجهة للطلبة من مختلف الخلفيات الاجتماعية والاقتصادية.
تحدي التكامل أكد فاركي وجود فجوة هائلة في أعداد المعلمين على مستوى العالم، موضحاً أن «العالم يعاني اليوم من نقص يبلغ 70 مليون معلم، وإذا أردنا تحقيق أهداف التنمية المستدامة في التعليم فقد لا يتم تعويض هذا النقص بالطرق التقليدية وحدها».
وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي وأنظمة التعلم الآلي يمكن أن تلعب دوراً محورياً في سد هذه الفجوة، واصفاً إياها بـ«عامل محفّز حقيقي» لتحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة الخاص بالتعليم الجيد.
وأضاف أن هناك تقنيات مثل «المدرسين الافتراضيين» وأنظمة التقييم الذكية تسهم بالفعل في تحسين العملية التعليمية، من خلال تخصيص التعلم وتوفير أدوات تقييم دقيقة، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن «قدرة المعلم الجيد على إلهام الإمكانيات البشرية ستظل دائمة»، مؤكداً أن المعلمين سيبقون عنصراً لا يمكن الاستغناء عنه رغم كل الابتكارات.
ورغم بعض المخاوف التي تُثار عالمياً حول استبدال الذكاء الاصطناعي للمعلمين وتقليص التفاعل الإنساني، يرى فاركي أن دمج الذكاء الاصطناعي في التعليم لا يعني بالضرورة إقصاء العنصر البشري، بل تعزيز دوره وتمكينه من التركيز على المهارات التي لا يمكن للآلة تقليدها، مثل القيادة، والتعاطف، وبناء العلاقات.
التمسك بالملكية الخاصة شهدت مجموعة «جيمز للتعليم» خلال العام الماضي تحولاً مهماً في تركيبة رأس مالها، تمثل في خروج المساهمين الماليين السابقين ودخول مستثمرين جدد بقيادة شركة Brookfield Asset Management، وأكد فاركي أن الصفقة الأخيرة جاءت ضمن ما وصفه بـ«تدوير المساهمين»، وهي العملية التي اعتادتها المجموعة منذ دخول أول مستثمر مؤسسي في عام 2007.
وأشار إلى أن الهدف من «هذه الهيكلة ليس الاستجابة لضغوط مالية، بل تهيئة بنية رأسمالية مرنة ومستدامة تدعم مرحلة التوسع القادمة، خاصة في ظل الطلب المتزايد على التعليم الخاص في الإمارات، التي تُعد اليوم أكبر سوق للمدارس الدولية على مستوى العالم».
وبموجب هذه الدورة الجديدة والرابعة، خرجت الجهات المالكة السابقة، وتمت إعادة هيكلة الشراكة بطريقة تحتفظ فيها العائلة المؤسسة بنسبة 100% من الملكية المباشرة، في حين يشارك المستثمرون الجدد بترتيب استثماري يمنحهم إمكانية التملك لاحقاً بناءً على تقييم المجموعة في وقت الدورة التالية.
وأضاف: «في كل مرة نُجري فيها تغييراً في المساهمين، ندرس خيار الإدراج، لكنه ليس بالضرورة الخيار الأنسب»، مؤكداً أن الشراكة الأخيرة مع «بروكفيلد»، بقيمة ملياري دولار، تدعم المرحلة القادمة من النمو.
واختتم قائلاً: «التمويل المستدام أصبح عنصراً جوهرياً في هيكل رأس مال المجموعة، خاصة مع المشاريع الخضراء، فالتمويل المرتبط بالاستدامة يشجعنا على الاستمرار في تبني مبادرات بيئية، وهو أمر تدعمه البنوك وشركاؤنا الماليون أيضاً».
هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية