من منا لا ينتظر شهر رمضان للالتفاف مع العائلة حول شاشة التلفزيون خلال وقت الإفطار أو السحور لمتابعة الأعمال الدرامية، التي تتخللها موجة مكثفة من الإعلانات التجارية لشتى القطاعات، بدءاً من شركات الاتصالات والبنوك وصولاً إلى شركات التطوير العقاري والجمعيات الخيرية.
رمضان أصبح الموسم الذهبي للإعلانات العقارية، حيث يوجه المطورون الجزء الأكبر من ميزانياتهم السنوية للحملات الترويجية خلال هذا الشهر، إذ تتجاوز تكلفة بث إعلان واحد ملايين الجنيهات، مستهدفين أعلى نسب مشاهدة عبر المسلسلات والبرامج الجماهيرية.
رصدت "العربية"Business خلال رمضان الجاري 32 إعلاناً عقارياً، من بينها خمس شركات قدمت أكثر من إعلان واحد، حيث ركز بعضها على الترويج لمشروعات بعينها، بينما ركز البعض الآخر على تعزيز العلامة التجارية للشركة، وجاء هذا العدد بارتفاع نسبته 45.5% مقارنة بالعام الماضي، الذي شهد عرض 22 إعلاناً عقارياً فقط، مما يعكس المنافسة المتزايدة بين المطورين العقاريين للاستحواذ على اهتمام العملاء وترسيخ وجودهم بالسوق.
كعادتها كل عام، أثارت الإعلانات العقارية خلال شهر رمضان تبايناً في ردود الأفعال بين الجمهور، حظيت بعض الحملات بإعجاب المشاهدين، بينما تعرضت أخرى لانتقادات واسعة بسبب تكرار الأفكار وضعف المضمون.
في تعليق ساخر يعكس انطباع الجمهور عن الإعلانات، تقول سحر صباح: "ما فهمته من إعلانات رمضان هو أنني إذا أردت أن أعيش قصة حب، فعليّ أن أسكن في كومباوند! ولهذا تجد العروض والتخفيضات تبدأ من 4 ملايين جنيه فقط داخل الكمبوند، وهناك، بإذن الله، ستجد الحب!"
أما حسن علي، فانتقد النمطية في الحملات الإعلانية، قائلاً: "إعلانات رمضان أصبحت مجرد تصوير لمجموعة من الأشخاص أو الممثلين السعداء، ثم يتم إلصاق اسم الشركة في النهاية، سواء كانت عقارات أو هواتف، دون أي مضمون حقيقي، وكلها متشابهة ولا تقدم جديداً!"
في هذا التقرير سنعرض سبب الاقبال الكبير هذا العام على الاعلانات الرمضانية هل بسبب زيادة عدد المتابعين للتلفزيون في هذا الشهر الكريم أم بسبب بدء موسم البيع وهو عادة ما يبدأ في مارس أم هل الهدف منها هو دعم العلامة التجارية للشركات.
تعزيز العلامة التجارية
أطلقت شركة "مدينة مصر" خلال رمضان 2025 حملتين إعلانيتين، إحداهما لدعم العملاء عبر مبادرة تمنح عميلاً محظوظاً تغطية كاملة لأقساط وحدته السكنية مع تشطيب وتأثيث بقيمة تصل إلى 1.55 مليون جنيه، والأخرى للترويج لعلامتها التجارية، حيث قدم تامر حسني أغنية رومانسية مصحوبة بلقطات من مشروعات الشركة لإبراز جودتها وجاذبيتها.
وتعليقاً على الحملة الإعلانية، صرح عبدالله سلام، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة "مدينة مصر"، لـ "العربية Business" بأن ميزانية الدعاية خلال السنوات الثلاث الأخيرة تعادل 20 ضعف ما تم إنفاقه منذ تأسيس الشركة.
وأوضح سلام أن الاستثمار في الإعلانات خلال شهر رمضان يحقق تأثيراً واسعاً، نظراً لكونه موسماً تسويقياً مهماً يشهد متابعة كبيرة، مما يعزز الترويج للمشروعات وتحفيز المبيعات.
من جانبه، قال علاء فكري، رئيس مجلس إدارة "بيتا للتطوير العقاري"، التي أطلقت أول حملة إعلانية لها منذ تأسيسها، رغم تواجدها في السوق العقارية منذ عام 1993 وإنجازها لأكثر من 10 مشروعات عقارية كبرى، إن قرار الشركة بالانضمام الى السباق الرمضاني جاء نتيجة رغبتها في تعريف السوق بشكل أكبر على الشركة ومشاريعها.
وأضاف فكري في تصريح لـ "العربية Business" أن وجود عدد كبير من شركات التطوير العقاري بالسوق المصرية التي تجاوز عددها 1000 شركة أدى إلى حالة من الارتباك لدى العملاء، لهذا رأت الشركة ضرورة تقديم إعلان تعريفي يبرز مشروعاتها وإنجازاتها وأنشطتها، إلى جانب تعزيز علامتها التجارية في السوق.
وكشفت مديرة التسويق في إحدى الشركات العقارية، التي أطلقت أولى حملاتها الإعلانية خلال شهر رمضان الجاري، لـ "العربية "Business أن تكلفة الإعلان وعرضه تجاوزت 120 مليون جنيه، بهدف تعزيز العلامة التجارية للشركة، وترسيخ مكانتها في السوق العقارية، من خلال تقديم رؤية جديدة لأسلوب الحياة داخل مشروعاتها.
كسب ثقة العميل
"إقبال الشركات العقارية على الإعلانات يأتي في ظل تباطؤ حركة البيع بالسوق"، بحسب، أحمد زكي، المدير التنفيذي لشركة "ذا بورد كونسالتينغ" المتخصصة في الدراسات العقارية، والذي قال إن الشركات تسعى خلال رمضان إلى إيصال رسالة واضحة للعملاء بأنها لا تزال.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من قناة العربية - الأسواق