واصلت المعارضة التركية تنظيم تجمّعات في مختلف أنحاء البلاد مع اتّساع نطاق المطالب الشعبية المنددة باعتقال رئيس بلدية اسطنبول المعارض أكرم إمام أوغلو. وخرجت مظاهرات حاشدة في جل محافظات البلاد. وردت السلطات بتوقيف مئات المتظاهرين، فيما حظرت التجمعات في كبريات المدن كإسطنبول وإزمير وأنقرة. ووُجّهت رسميا إلى إمام أوغلو تهم "فساد" نفاها بشدة. وقال في رسالة نقلها محاموه "أنا هنا، أرتدي قميصا أبيض لا يمكنكم تلطيخه. معصمي قوي ولن تتمكّنوا من ليّه. لن أتراجع قيد أنملة. سأنتصر في هذه الحرب". يذكر أن "حزب الشعب الجمهوري" الأتاتوركي الذي يتزعم المعارضة في البلاد، أجرى انتخابات تمهيدية كان إمام أوغلو المرشح الوحيد فيها. وأكّد الحزب مشاركة 15 مليون شخص في التصويت الذي أكّد اختيار إمام أوغلو، الذي بات يهدد عرش أردوغان بفضل شعبيته العارمة والكاريزما التي يتمتع بها.
وبهذا الصدد كتبت صحيفة "أ.بي.سي" الإسبانية (25 مارس / آذار 2025) معلقة "اعتقال أكرم إمام أوغلو، أشهر معارض للرئيسرجب طيب إردوغان، أثار موجة احتجاجات ضد النظام، حيث تم اعتقال آلاف الأشخاص في غضون أيام قليلة. النظام التركي الذي بدأ منذ التسعينيات يتخذ سمات الديمقراطية، لم يتوقف تحت قيادة أإردوغان عن التراجع. في الواقع، كانت السيطرة على القضاء هي النتيجة الرئيسية للانقلاب الذاتي في عام 2016. ومنذ ذلك الحين، حاول الرئيس التركي بناء نظام رئاسي يتيح له إقصاء المعارضة، لكنه ليس بدون أن يواجه مقاومة من جزء كبير من المواطنين الأتراك الذين ظلوا يراهنون على الديمقراطية. أردوغان وجه ضربته لإمام أوغلو تزامنا مع تحقيقه لإنجاز تاريخي يتمثل في دعوة أهم زعيم كردي (أوجلان) لإنهاء الكفاح المسلح. كا يستغل وضعا دوليا يختار فيه (الرئيس الأمريكي) دونالد ترامب حلفاءه سواء كانوا يحترمون سيادة القانون أم لا ودون تردد".
رغم المخاطر ـ الأتراك يدافعون عن ديموقراطيتهم أعلنت الداخلية التركية اعتقال المئات من المحتجين، فقد تم إيقاف متظاهرين في بيوتهم. وتستخدم الشرطة الرصاص المطاطي لتفريق المحتجين الذين يخرجون للشارع رغم المخاطر الشخصية الكبيرة، ورغم حظر التجمعات والعنف الذي تمارسه الشرطة. وبهذا الشأن قالت "منظمة العفو الدولية" في بيان "يجب على السلطات التركية وضع حدّ للاستخدام غير الضروري والعشوائي للقوة من جانب قوات الأمن ضد متظاهرين سلميين، والتحقيق في أعمال العنف غير المشروعة التي ترتكبها الشرطة". واستهدفت السلطات أيضا وسائل الإعلام المعارضة في البلاد حيث أعلنت "هيئة تنظيم ومراقبة البث الإذاعي والتلفزيوني" فرض حظر على بث قناة "سوزجو" التلفزيونية المعارضة لعشرة أيام، لاتهامها بـ"التحريض على الكراهية والعداء" في تغطيتها للاحتجاجات الحاشدة. وفي استطلاع حديث للرأي نُشر (27 مارس) أيدت أغلبية من الناس في تركيا، الاحتجاجات ضد إقالة عمدة إسطنبول. وأفاد معهد الاستطلاعات "كوندا" عبر منصة "إكس" أن 21% من المشاركين في الاستطلاع اعتبروا الاحتجاجات مبررة، بينما وافق 52% على الاحتجاجات طالما أنها لا تهدد النظام العام. في المقابل، عارض 27% الاحتجاجات.
الاتحاد الأوروبي ينتقد أنقرة دون أن يتخذ إجراء ضدها To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video
وبهذا الصدد كتبت صحيفة "دي تسايت" الألمانية معلقة (26 مارس) "هناك تركيا تتجاوز أردوغان. وهذه تركيا ستظل موجودة حتى لو اختفى الرئيس في يوم من الأيام. هؤلاء الملايين من الأشخاص الذين يقاتلون من أجل حياة حرة، أوروبا ليست فقط مجبرة أخلاقيًا على دعمهم - بل سيكون من غير الحكمة الاستراتيجية تركهم وحدهم الآن. هذا ينطبق بشكل خاص على ألمانيا التي تضم ملايين السكان من أصل تركي. القلق من احتمال نهاية الحرية يتسلل هذه الأيام أيضًا حتى في الأحياء الألمانية".
برلين ترفع صوتها وتنتقد اعتقال أوغلو انتقدت برلين اعتقال أكرم إمام أوغلو، ووصفت الحكومة الألمانية ذلك بأنه "غير مقبول على الإطلاق". وطالب المتحدث باسم الحكومة الألمانية، شتيفن هيبشترايت، (24 مارس) "بتوضيح الأمر بسرعة وشفافية كاملة". ورأى أن التطورات الأخيرة تعد "إشارة سيئة بالنسبة للديمقراطية في تركيا" وكذلك للمسار اللاحق للعلاقات الألمانية-التركية. وكان تم إبلاغ السفير التركي بموقف الحكومة الألمانية من هذه القضية خلال اجتماع في وزارة الخارجية الألمانية. أما فيما يخص اتخاذ.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من قناة DW العربية