ما تشهده غزّة حاليا هو صرخة في وجه حماس، وبنيامين نتانياهو. إنّه اعتراض لمواطني القطاع على ممارسات حماس، رغبة في طي صفحة حكم الإخوان المسلمين للقطاع منذ منتصف العام 2007.
يمثل ذلك تحدياً كبيراً أمام الشعب الفلسطيني الساعي إلى وقف الحرب فعلاً واستعادة حريته وتقديم نفسه كصاحب مشروع قابل للحياة لا يمكن تجاهله في ضوء وجوده على الخارطة السياسية للشرق الأوسط.
يتصدّى أهل غزّة بصدورهم العارية لممارسات حماس، بعدما أدّت طوال ثمانية عشر عاما، الدور المطلوب منها تأديته. أي دور تدمير المشروع الوطني الفلسطيني، خدمة لمشروع اليمين الإسرائيلي الذي يستهدف القضاء على أي تسوية معقولة ومقبولة تقوم على خيار الدولتين. إنّه الدور الذي أنشئت الحركة من أجله في أواخر العام 1987 عشية "انتفاضة الحجارة". إلى يومنا هذا، لا تزال حماس متمسكة بدورها المبني على تكريس الانقسام الفلسطيني والقضاء نهائياً على خيار الدولتين عن طريق فصل غزّة عن الضفّة الغربية. يبدو أنّها نجحت في ذلك إلى حدّ كبير إذا أخذنا في الاعتبار الكارثة الناجمة عن "طوفان الأقصى" التي توجت بوقوف العالم موقف المتفرّج من الوحشية الإسرائيلية التي مورست منذ الثامن من أكتوبر(تشرين الأول) 2023 رداّ على الهجوم الذي شنته حماس، قبل ذلك بيوم واحد.
في الوقت الراهن يملأ أهل غزّة، الذين عانوا الأمرّين منذ استولت حماس على القطاع وحولته إلى إمارة إسلاميّة على الطريقة الطالبانية، الفراغ الذي كان يفترض في السلطة الوطنيّة ملؤه منذ الانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزّة في أغسطس (آب) 2005.
تخلت السلطة الوطنية الفلسطينية باكراً عن دورها ومسؤولياتها في غزّة، خصوصا بعدما خلف محمود عباس ياسر عرفات الزعيم التاريخي للشعب الفلسطيني الذي توفّى في نوفمبر (تشرين الثاني) 2004. تجاهل أبومازن كلّيا خطورة ممارسات حماس، مباشرة بعد الانسحاب الإسرائيلي من غزّة. تجاهل غزّة بدل ذهابه شخصياً إليها لمواجهة حماس ومشروعها. بكلام أوضح، غابت غزّة عن أجندة أبومازن الذي حصر همّه وطموحاته في كيفية البقاء رئيساً مدى الحياة للسلطة الوطنية .
ليس سرّا أنّ حماس استُخدمت إيرانيا قبل العام 2007 في لعب دور مكمل لدور اليمين الإسرائيلي في القضاء على اتفاق أوسلو، ذي الحسنات الكثيرة والعيوب الكثيرة في الوقت ذاته. لا يمكن تجاهل أنّه لولا اتفاق أوسلو الذي وُقّع في خريف العام 1993، في ظروف صعبة ومعقدة خلّفها الاحتلال العراقي للكويت، وحرب التحرير التي تلته، لما عاد ياسر عرفات يوماً إلى أرض فلسطين ولما وجد مكاناً يدفن فيه على مرمى حجر من القدس.
كلّ ما يطالب به أهل غزّة، عبر الانتفاضة التي يشهدها القطاع، وقف الحرب. ليسوا على استعداد للذهاب ضحية طرفين لا مصلحة لأيّ منهما في هدنة حقيقية......
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من موقع 24 الإخباري