تُصنّف الحرب بأنها أعنف اجتماع بشريّ. إهدار الدم فيها، هو الذي يُميّز بين المنتصر والمهزوم. وصفها كارل فون كلوزفيتز بـ«الحرباء» التي تتلوّن حسب محيطها. ويُحذّر ونستون تشرشل رجل الدولة من الذهاب إلى الحرب، فيقول: «على رجل الدولة الذي يستسلم لحمى الحرب أن يدرك أنه بمجرد إعطاء الإشارة، لن يعود سيد السياسة، بل عبد الأحداث غير متوقعة ولا يمكن السيطرة عليها».
وإذا كانت الحرب دمويّة بامتياز، فهي وفي مجالات عدّة أسهمت وبطريقة غير مباشرة، في تطوّر البشريّة عبر ما قدّمته من ابتكارات واختراعات. فعلى سبيل المثال لا الحصر، يعتبر الكثير من العلماء أن النابغة الإنجليزي آلان تورينغ أب للذكاء الاصطناعي. فهو الذي فكّ رموز آلة التشفير الألمانيّة «إنيغما» خلال الحرب العالميّة الثانيّة، الأمر الذي قصّر مدة الحرب، وقلّل من حجم الخسائر البشريّة كما يقول المؤرخون.
وصنّف القائد الألماني هلموت فون مولتكيه الأكبر الحرب بأنها «ركنٌ من أركان نظام العالم الذي شرعه الله»، فيها تتبلور أسمى فضائل البشرية: الشجاعة ونكران الذات، والإخلاص للواجب، وروح التضحية؛ فالجندي يضحّي بحياته. ويرى أن لولا الحرب، لركد العالم وضاع في المادية.
ابتكارات الحرب ويقول الفيلسوف الفرنسي ريجيس دوبريه إن الأفكار تُسيّر العالم. هكذا الحرب التي تُنتج الابتكارات وتضعها في القطاع الخاص والأسواق. في الستينات، وبدعم من وزارة الدفاع الأميركيّة، بدأت فكرة الحاسوب، الأمر الذي أدّى إلى محاولة ربط الحواسيب ببعضها، فكانت شبكة «الإنترنت». وفي الإطار نفسه، وفي الستينات، كان البنتاغون الأميركي يحاول تعقّب الغواصات الأميركيّة التي تحمل رؤوساً نوويّة عبر الأقمار الاصطناعيّة، إلى جانب استعمال «إشارات الراديو»، فكان نظام تحديد المواقع (GPS).
تنصب الحرب الكمائن لمَن يبدأها. فتسمح له بتحقيق نجاحات مُحدّدة تتناسب مع إمكاناته العسكريّة. فإذا تجاوز هذه الإمكانات، وطمع في تحقيق مكاسب أكبر بكثير من إمكاناته، فهذا يعني أنه قد وصل إلى «الامتداد الأقصى لقدراته»، أو إلى نقطة الذروة. وبعد هذه النقطة، يأتي العقاب القاتل. هكذا حصل مع نابليون، كذلك الأمر مع هتلر.
في الحرب، كما في المنافسات الرياضيّة، هناك مرحلة الاستعداد، كما مرحلة التحمية وذلك قبل البدء بالصراع والتنافس. بدأ الرئيس بوتين قبل حربه على أوكرانيا، بعمليّة التحضير والاختبار، كما التحمية في كل من جورجيا عام 2008، وفي سوريا عام 2015.
يعد دائماً مَن يذهب إلى الحرب بأنها الحرب التي ستنهي كل الحروب. وعلى أن عالم ما بعد الحرب سيكون حتماً أفضل مما قبلها. أثبتت التجارب عكس ذلك. يعد العاملون في قطاع الذكاء الاصطناعي بعالم أفضل إبّان سعيهم للسيطرة على البيانات (الداتا)، كما على المواد الأوليّة التي يعتمد عليها هذا القطاع. هذا مع التذكير، أن.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الشرق الأوسط