فى مقالى السابق تحت عنوان (شهر رمضان المفترى عليه) تحدثت عن بعض المظاهر غير اللائقة بهذا الشهر الفضيل ومن بينها الإعلام الرمضانى، الذى أصبح للأسف فرصة للتكسب من عرض أكبر عدد من المسلسلات والبرامج والحوارات، وبعضه ليس لائقًا بالمرة بالهدف من هذا الشهر الكريم.. وقد سعدت كثيرًا بالتصريحات الأخيرة للرئيس السيسى عن هذا الأمر حين قال (إن الدراما كانت فى السابق صناعة لكنها تحولت إلى تجارة وعندما زادت الأعباء على تليفزيون الدولة تحول الأمر إلى تجارة) وقال إنه ينقل نبض الناس وليس وجهة نظر فوقية وقال إن هناك إمكانية لتحقيق أرباح جيدة ويكون العمل فى نفس الوقت جيدا وإذا كانت تكلفة صناعة الدراما تصل لنحو ٣٠ مليار جنيه فإن تأثيرها على المجتمع يبلغ أرقامًا كبيرة تنفقها الدولة فى أشياء أخرى (ومجتش فى ٣٠ مليار علشان نعمل توازن فى الصناعة ونرجعها لدورها تانى) وقد وصف الرئيس بعض الأعمال الدرامية بالغث والهزل، مطالبًا بتقديم أعمال إيجابية ومؤكدًا على ضرورة تنشئة الأجيال الجديدة على القيم والأخلاق المصرية الأصيلة.. وفى الاحتفال بيوم ليلة القدر قال الرئيس (نحتاج إلى خطاب دينى وتعليمى وإعلامى واع يؤسس لمجتمع متماسك للحفاظ على الهوية وتعزيز القيم الأخلاقية).. وقد كان لتعليق الرئيس ردود فعل كثيرة من بعض النقاد الفنيين، حيث قالت الناقدة ماجدة خيرالله إن غضب الجماهير وارد وآراء النقاد المتكررة لم يلتفت إليها أحد حتى تدخل رئيس الدولة، وقالت الناقدة خيرية البشلاوى إن تدنى الدراما بهذا المستوى أمر خطير ويحتاج لوقفة حاسمة لدراسة أسباب الهبوط، كما علق الناقد الفنى سامح فتحى على برنامج مدفع رمضان قائلا إنهم رأوا نموذج الممثل محمد رمضان واعتقدوا أنه يجلب الناس واعتبروا أنه النجاح والإبداع ولكنه تهريج وليس فنًا، وأكد أن الدراما المصرية خسرت كثيرًا فى المحيط العربى بعد أن كانوا ينتظرون مسلسلات مثل (المال والبنون) و(الشهد والدموع) وغيرها مئات الأعمال الإبداعية.
وقال د. حسن عماد مكاوى، العميد الأسبق لكلية الإعلام جامعة القاهرة، إن الإعلام المصرى يعيش أصعب فتراته فى السنوات الأخيرة من حيث سيطرة القالب الواحد من دون تنوع بعكس وجهات النظر المختلفة فى المجتمع، فضلا عن عزوف الجمهور المصرى عن هذا الإعلام وسعيه لمنصات وقنوات تقدم معلومات مغرضة وغير دقيقة عن البلاد.. كما قال د. سامى عبدالعزيز يرحمه الله، العميد السابق لأعلام القاهرة، إن التدريس والتأهيل عنصر مهم لتحقيق الطفرة المطلوبة فى الإعلام، وقالت د. حنان يوسف عميدة كلية اللغة والإعلام فى الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا إن الريادة الإعلامية المصرية لاتزال موجودة فهى أول دولة فى المنطقة تنشئ مدينة للإنتاج الإعلامى وتطلق قمرا صناعيًا، كما أن الذاكرة السينمائية العربية تزخر بالأفلام المصرية ولكن المنافسة شرسة تحتاج إلى إعادة نظر والى خطاب إعلامى مصرى خارجى متوازن..
ومن جامعة هارفارد أرسل أ. د. أسامة حمدى أستاذ السكر بالجامعة والمهموم بمشكلات بلده معلقًا على المسلسلات الأخيرة فى شهر رمضان قائلا «علاقات محرمة وبائعات هوى وخمور وضرب زوجات وشتائم من كل شكل ونوع وإهانة الوالدين وقتال الإخوة والضرب والفتونة والترويع والصراخ والرقص المبتذل وتهريب.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة المصري اليوم
