عادت نغمة التشكيك في قوة الدولار إلى الواجهة مجدداً. بعد أداء لافت خلال السنوات الماضية، باتت المعنويات السائدة حالياً أقرب إلى القلق، لا حيال الآفاق قصيرة الأجل للعملة الأميركية فحسب، وهي تقليدياً ما تتأثر بتوقعات النمو الاقتصادي، بل أيضاً بشأن متانة الدور الفريد التي اتسمت بها في التجارة العالمية منذ عام 1945 على الأقل.
لكن لا داعي لكتابة نعي للدولار، رغم أنها كُتبت في السابق وما لبثت أن تم التراجع عنها. لا يزال الدولار يشكّل عماد النظام المالي العالمي، إذ يدخل في نحو 90% من المعاملات ضمن سوق الصرف الأجنبي، التي تُقدَّر قيمتها اليومية بـ7.5 تريليون دولار.
استمرار هيمنة الدولار لا يرتبط فقط بانطباعات العالم عن من يحكم في البيت الأبيض في فترة ما، بل يتوقف أيضاً على ظهور بديل قابل للاستمرار يقدّم كل مزايا الأسواق المالية الأميركية، من دون أن يُظهر سوى قدر ضئيل من العيوب الذاتية. في هذا الإطار، لا يبدو أن اليوان الصيني قريب من هذا المستوى بأي حال.
لا يُفضل التسرّع في إعلان زوال المكانة الاستثنائية لأميركا. فالدولار، الذي يُعتبر أحد رموز هذا التفوّق، لن يغادر بهدوء موقعه في قمة النظام النقدي العالمي.
وهذا لا يعني بالضرورة أن سعر صرفه لن يتغير بين الحين والآخر أمام اليورو أو الين أو الجنيه الإسترليني، تبعاً لتقلبات توقعات الأسعار وسوق العمل. (وقد تراجع مقابل العملات الثلاث خلال هذا الربع).
مع كل ما يُؤخذ عليه، يبقى الدولار عملة لا غنى عنها. وأي تصدع في دوره المحوري سيُحدث زلزلة عميقة، ويُلحق ضرراً بالغاً بحاملي الديون الأميركية في الخارج، وفي طليعتهم الصين واليابان ودول أوروبية رئيسية.
تحديات حقيقية أمام الدولار
تواجه العملة الأميركية تحديات حقيقية في الوقت الراهن، على رأسها الموقف المتذبذب للرئيس الأميركي دونالد ترمب تجاه التحالفات، وسعيه لإعادة تشكيل النظام التجاري العالمي، إن لم يكن تفكيكه، إضافة إلى رغبته في التأثير على كيفية تحديد أسعار الفائدة.
يترقب العالم الإعلان عن رسوم جمركية واسعة النطاق خلال الأسبوع المقبل، في وقت تؤدي فيه قرارات الإدارة المتأرجحة بفرض رسوم على كندا والمكسيك إلى تقويض الثقة. مع تخلي ألمانيا عن تحفظها التقليدي تجاه سياسات التحفيز المالي، أصبحت التكهنات حول "مرحلة ما بعد الدولار" تحظى بشعبية متزايدة.
الأسبوع الماضي لم يكن رحيماً بالدولار. فقد أظهر استطلاع بارز أجرته "بنك أوف أميركا" أن حيازة الأسهم الأميركية تراجعت بأكبر وتيرة مسجلة على الإطلاق، فيما أعلن أحد كبار المحللين في البنك أن "حظ الأسهم" من الاستثنائية الأميركية قد بلغ ذروته.
أما باري آيكنغرين، أستاذ الاقتصاد في جامعة كاليفورنيا بيركلي، وأحد أبرز الخبراء في تاريخ العملات، فقد كتب مقالة في "فاينانشال تايمز" شكك فيها في الركائز الأساسية لهيمنة الدولار. وتشير بيانات لجنة تداول العقود الآجلة للسلع إلى تزايد.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من اقتصاد الشرق مع Bloomberg