أعلنت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الأحد الماضي وفاة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية ورئيس دير الأنبا مكاريوس السكندري جبل القلالي وشيخ مطارنة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
المطران الاستثنائي، صانع السلام، بطريرك دون رقم، القائد الحكيم، الراعي الزاهد في الألقاب.. تلك الألقاب التي تم إطلاقها على الأنبا باخوميوس لم تأتي من فراغ فكل خطوة في مشوار خدمته وحياته هي خطوة ملهمة ذات طبيعة استثنائية تستحق التوثيق.
أصغر خدام مدارس الأحد
فهو أصغر خادم ومدرس في مدارس الأحد وكان ضمن اول دفعة تخرجت من جامعة عين شمس وصاحب أول قرار إعارة من الدولة للكنيسة عندما كان موظفا بوزارة الخزانة وكان مرشده الروحي بحسب وصفه هو البابا شنودة وقت أن كان راهبا و أب اعترافه هو القمص مكاري السرياني الذي أصبح فيما بعد الأنبا صموئيل مؤسس أسقفية الخدمات وأسقفها.
أول أسقف رسمه البابا شنودة
كذلك هو أول أسقف رسمه (عينه) البابا شنودة في حبريته قبل نحو 54 عاما وتلميذه (البابا تواضروس) جلس على سدة مارمرقس الرسول ليكون البطريرك رقم 118 في تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وهو من وقف أمام تابوت البابا شنودة في جنازته بصفته قائم مقام للكنيسة القبطية الأرثوذكسية لينعيه وليبدأ طريق وعر يسير فيه بمحاذاة الخطوط الحمراء ليقود الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في أصعب أوقاتها حيث إنه حين تنيح "توفى" البابا شنودة الثالث في مارس 2012 ووصول الإخوان المسلمين لسدة الحكم وعبر بها رغم كل شيء لبر الأمان.
نشأة مدارس الأحد
ولد الأنبا باخوميوس في 17 ديسمبر 1935، وبدأ خدمته مبكرا جدا للكنيسة؛ حيث التحق عام 1949 للتدريس في مدارس الأحد (وكانت وقتها فكرة جديدة) في كنيسة القديس الأنبا بيشاي بقسم يوسف بك بالزقازيق وكان أصغر عضو فيه.
نظير جيد يلتقي الأنبا باخوميوس
وهو نفس الوقت الذي تعرف عليه نظير جيد (البابا شنودة الثالث)، فعندما ذهب نظير جيد للزقازيق ليتفقد مدارس الأحد هناك لفت نظره وجود فصل بمدارس الأحد يجلس كل طلابه في هدوء شديد دون وجود مدرس، حتى تبين أن المدرس شاب صغير لم يتجاوز سنه 14 عام ويقترب طوله من طولهم وهيئته من هيئتهم وهو الأنبا باخوميوس.
يقول البابا شنودة عن أول مرة يراه فيها : رأيت فتى صغير يدرس بطريقة ممتازة في مدارس الأحد وانبهرت به.
أول دفعة تخرجت من جامعة عين شمس
التحق الأنبا باخوميوس بجامعة عين شمس (هليبوليس) وذلك بعد حصوله على شهادة الثانوية العامة (التوجيهية) في يوليو 1952 وكان ضمن اول دفعة تخرجت من الجامعة بكلية التجارة.
أثناء وجود شيخ المطارنة بالقاهرة للدراسة في كلية التجارة، جاء نظير جيد ليعطي محاضرة لخدام مدارس الأحد وسأل عن ذلك الشاب الذي رآه عام 1949 في الزقازيق ويدرس بطريقة رائعة وكانت تلك بداية توطيد العلاقة.
أب اعتراف الأنبا باخوميوس
سمع الأنبا باخوميوس عن القمص مكاري السرياني الذي أصبح فيما الأنبا صموئيل مؤسس أسقفية الخدمات وأسقفها فكان يتتبع خطاه حتى أصبح أب اعترافه وبالتوازي مع ذلك كان يتتبع خطوات نظير جيد ويحرص على حضور محاضراته حتى ترهبن البابا شنودة في دير السريان باسم الراهب انطونيوس السرياني فظل الأنبا باخوميوس يزوره من وقت لآخر ويستشيره في عدة أمور.
كان أول من زارني في مغارتي في الجبل وجائني للاستشارة بالذهاب للخدمة في الكويت وعند عودته تم رسامته راهب عندما تم رسامتي أسقف.. هكذا تحدث عنه البابا شنودة في مختلف لقاءاته
خدم الأنبا باخوميوس في منطقة الجيزة حيث قدم خدمة القرى فكان يجوب القرى ويتواصل مع خدامها وعمل بسكرتارية البابا كيرلس بناء على طلب البطريرك رقم 116.
وفقا لما رواه الأنبا باخوميوس : كنت حديث العهد في خدمة سكرتارية البابا كيرلس عام 1956 وتم تعييني مشرفا على معهد الكرازة بكوتسيكا بالقاهرة وكان وقتها بها 18 شاب نصفهم يدرسون بالعربي والنصف الآخر باللغة الإنجليزية واختارني الله لأكون خادم لهم.
كنت اسأل نفسي دائما وانا اسير في طريقي : "ماذا تريد يارب ان أفعل"؟.. هكذا كان يردد الأنبا باخوميوس في كل محطة من محطات حياته،حتى جاء عام 1960 واختاره البابا كيرلس السادس ليكون خادما في أول كنيسة في المهجر وهي الكنيسة التي تم انشائها في دولة الكويت ووقتها قرر الأنبا باخوميوس الاستقالة من عمله بالحكومة للتفرغ للخدمة ووقتها تدخل وزير التموين كمال رمزي استينو وكان متابع جيد للعلاقة بين الكنيسة والدولة وعز عليه أن يترك الأنبا باخوميوس وظيفته فقام بعمل إعارة له من الدولة للكنيسة وكانت أول إعارة في تاريخ مصر الحديث وبعد ذلك فتح الباب لناس كثيرة أن يأخذوا نفس تلك الإعارة.
عاد الأنبا باخوميوس من الكويت.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من بوابة الأهرام