يشهد الاقتصاد العالمي تحوّلًا جذريًا مع تصاعد التوترات التجارية، الناجمة عن إعلان الرئيس الأمريكي ترامب فرض تعريفات جمركية شاملة، مما يثير تساؤلات حول مستقبل الاقتصاد الأمريكي ودوره الريادي على الساحة الدولية. فتتجه الأنظار الآن إلى تقييم التداعيات الناجمة عن هذه السياسات التجارية، وكيف أنها تسيء إلى المصلحة الأميركية وتعرقل العلاقات التجارية الدولية، حيث تؤكد المؤشرات على أن هذه الخطوة، رغم كأنها تسعى لحماية الصناعات الأمريكية، إلا أنها تُفضي إلى خسائر جسيمة يتكبدها الاقتصاد الأمريكي وتؤثر على الثقة العالمية في الدولار كعملة احتياطية.
خسائر مؤكدة وتُظهر البيانات الاقتصادية أن فرض تعريفات جمركية بنسبة 10٪ تقريباً على واردات متعددة قد يؤدي إلى ارتفاع تكاليف السلع المستوردة بشكل ملحوظ، مع زيادة العبء على المستهلكين والشركات على حد سواء. فبينما يهدف الرئيس ترامب إلى تحقيق حماية فورية لبعض الصناعات الأمريكية، إلا أن هذا النهج يُعرض الاقتصاد الأمريكي لمخاطر عدة، بدءًا من الانتقادات الدولية وصولاً إلى حدوث إضرابات وتأثيرات سلبية على سلاسل الإنتاج العالمية، كما أن تغيير قواعد التجارة الدولية قد يؤدي إلى حالة من عدم الاستقرار تؤثر على الاستثمارات الأجنبية المباشرة وتخفض من تنافسية الاقتصاد الأمريكي في الأسواق العالمية، وفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز".
وتظهر تحليلات الخبراء أن نظام التجارة العالمي، الذي أسسته الولايات المتحدة واستندت إليه لفترة تزيد عن ثلاثة أرباع قرن كان قائمًا على مبادئ التعاون والموافقة المتبادلة، مما أتاح للولايات المتحدة أن تبقى المهيمنة اقتصاديًا. ولكن مع تغيير السياسات التجارية واعتماد القوة والتهديد على التعاون، يخاطر الاقتصاد الأمريكي بفقدان مكانته كأكبر قوة مالية عالمية، والانصياع للتعريفات الجمركية المفرطة يُسلط الضوء على تحول في الفكر السياسي والاقتصادي يؤدي إلى تصاعد الصراعات الاقتصادية، واستبدال نظام قائم على الثقة والثبات بنظام يعتمد على القوة والإكراه.
سياسة مُحَطِّمة ويعكس قرار ترامب فرض تعريفات شاملة رؤية اقتصادية تختلف جذريًا عن النهج التقليدي الذي بنى عليه النظام العالمي قائمة على سيادة القانون والاستقرار. فالفكرة التي كانت تفيد بأنَّ التجارة والتحالفات المالية تستند إلى مصالح مشتركة تودع الآن خلفها؛ ليحل محلها تصورٌ يعتمد على الصراع الطبيعي بين الدول ذات المصالح المتعارضة. إن هذا التغيير في الرؤية قد يؤدي إلى.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة سبق