كتب العقيد المتقاعد دوغلاس ماكغريغور* مقالا لمجلة "المحافظ الأمريكي" بعنوان "دعونا لا ننسى"، تناول فيه تداعيات الحرب في العراق، ومستقبل أي هجوم أمريكي/إسرائيلي على إيران.
إن فقدان الذاكرة التاريخية قد يقضي علينا في الشرق الأوسط.
يعاني الأمريكيون من ذاكرتهم القصيرة. بل والأسوأ من ذلك أن كثيرا منهم لا ينسون، بل إنهم ببساطة لم يولوا اهتماما كافيا ليعرفوا ما يحدث، وهي سمة وطنية غالبا ما توقع الولايات المتحدة في مشاكل.
قد نقع قريبا في هذا المأزق، حيث يقع الأمريكيون اليوم تحت رحمة طبقة سياسية في واشنطن، تتوق إلى استغلال نسيان الناخبين، وتتصرف بتهور دون خوف من المساءلة، وتعيد تكرار أخطاء الماضي بأكاذيب جديدة، بينما تنتقل من فشل إلى فشل.
من منّا يتذكر اليوم حرب العراق التي اندلعت عام 2003؟ من يتذكر أن التدخل العسكري الأمريكي في العراق كان مبررا بحجج واهية تماما، وهي أن نظام صدام حسين كان يعيد بناء برامجه للأسلحة الكيميائية والنووية سرا؟
لقد تجاوزت تكلفة تدمير العراق وزعزعة استقرار الشرق الأوسط تريليوني دولار. هل يتذكر أحد المبررات الزائفة لاستخدام القوة العسكرية الأمريكية عام 2003، أو الوعود التي قُطعت للجمهور آنذاك ثم نكثت؟ أو التكاليف التي تكبدتها القوة الاقتصادية الأمريكية، والتي تم التقليل من شأنها بشكل كبير؟
اليوم تلوح في الأفق صراعات جديدة في الشرق الأوسط. ومع ذلك، وبينما ينذر تنامي القوة العسكرية الأمريكية في المنطقة بحرب جديدة مع إيران، كم من الأمريكيين يتذكرون عواقب الإخفاقات العسكرية السابقة في أفغانستان وكوريا وفيتنام؟
تظهر استطلاعات الرأي أن أقل من 40% من الأمريكيين دون سن الخامسة والثلاثين يستطيعون وصف سبب تدخلنا في العراق أو تداعياته بدقة. ومع تلاشي الأزمة من القضايا الشائعة، تلاشت هذه الدروس الحيوية من الوعي العام كقطرات الندى الصباحية. ونادرا ما يتحقق الأمريكيون من صحة ادعاءات اليوم استنادا إلى حقائق الأمس.
وهذه المرة، يبدو أن ثمن النسيان سيكون باهظا للغاية. فإيران هي عدو إسرائيل اللدود، والمصدر المزعوم لصراعها الدائم مع جيرانها، والعقبة الأخيرة أمام إقامة دولة إسرائيل الكبرى، وهيمنة إسرائيل الإقليمية. ويبدو أن الولايات المتحدة مستعدة لمهاجمة إيران، ومساعدة إسرائيل على تحقيق أهدافها.
وبطبيعة الحال، فإيران ليست وحدها في هذا الصراع. فمصر أيضا هي الأخرى في مرمى نيران إسرائيل، وكذلك سوريا ولبنان.
ولدينا أيضا تركيا، التي يشكل استياءها من حملة القتل الجماعي التي ترتكبها إسرائيل، وطرد الفلسطينيين، وتصميمها على ضم جنوب سوريا إلى إسرائيل الكبرى، قنبلة موقوتة جاهزة للانفجار.
كما تعتبر موسكو إيران الحصن الحصين الذي يحمي روسيا. حصنا طبيعيا ذا تضاريس جبلية دفاعية، وشمال إيران منطقة جيوسياسية مهمة تضم السهوب الأوراسية ستوفر السيطرة عليها طرق غزو سهلة للوصول إلى المراكز الصناعية الرئيسية شرق جبال الأورال. (كان ستالين قد نقل هذه المراكز الصناعية نفسها إلى هناك ليمنح الاتحاد السوفيتي متنفسا لتصنيع المواد اللازمة للحرب العالمية الثانية).
وبنفس القدر من الأهمية، ومدفوعة بنجاحها العسكري في أوكرانيا، وقّعت روسيا.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من قناة روسيا اليوم