أولويات ترامب تتجاهل بكين رغم رسائل التهدئة.. وغياب الحوار يعمّق مخاوف التصعيد التجاري. يصف الخبراء المشهد الحالي بين بكين وواشنطن بأنه «مفارقة الضغط والكبرياء»؛ ترامب يعتمد مزيجاً من الضغط الأقصى والتقلب الدبلوماسي، إذ يفرض العقوبات ثم يلوح بالجلوس على الطاولة، بينما يعتمد شي على الانضباط، ولا يرغب في الظهور بمظهر الطرف الأضعف.. قال كريغ سينغلتون من مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات «إذا تحرك شي مبكراً، فسيبدو ضعيفاً أمام شعبه والعالم».. ورغم أن ترامب أشار إلى إمكانية عقد لقاء مع شي في المستقبل القريب، فإن المؤشرات المقبلة من بكين تؤكد أن زيارة شي إلى الولايات المتحدة غير مطروحة حالياً.. | #العالم_بلغة_الأعمال

في الأشهر الأولى من ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثانية، كانت الصين تسعى لفهم نهج الإدارة الجديدة، فأرسل الرئيس الصيني شي جين بينغ مبعوثاً رفيعاً لحضور تنصيب ترامب، في إشارة إلى رغبة واضحة في فتح حوار. لكن تلك البوادر لم تلقَ صدى في واشنطن، إذ فشلت كل محاولات بكين في الوصول إلى فريق ترامب، بما في ذلك جهود وزير الخارجية وانغ يي للقاء مستشار الأمن القومي، ومحاولات وزير التجارة وانغ وينتاو للتواصل مع المسؤولين الأميركيين، بحسب صحيفة وول ستريت جورنال.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

التصعيد يبدأ والرد الصيني يتأخر رغم التهديدات خلال الحملة الانتخابية، تجنب ترامب ذكر الصين بشكل مباشر في خطاب تنصيبه، ما أشاع ارتياحاً نسبياً في بكين.

لكن الهدوء لم يدم طويلاً، ففي غضون أسابيع فرضت واشنطن رسوماً تصاعدية بلغت 10 في المئة ثم 34 في المئة إضافية على السلع الصينية، ما رفع إجمالي

الرسوم على الواردات من الصين إلى 76 في المئة، بحسب معهد بيترسون للاقتصاد الدولي.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

حينها، ردت بكين للمرة الأولى برسوم مقابلة بنسبة 34 في المئة، شاملة لجميع السلع الأميركية دون استثناء، وفرضت قيوداً على تصدير المعادن النادرة، واستهدفت شركات أميركية مثل «DuPont» بتحقيقات احتكارية.

وبعكس ما كان في عهد ترامب الأول، حين استطاع السفير الصيني السابق لدى واشنطن بناء قناة تواصل مع جاريد كوشنر، فإن الإدارة الجديدة لترامب ترفض أي تواصل مباشر مع المسؤولين الصينيين الحاليين، حتى محاولات الصين للتقرب من إيلون ماسك باءت بالفشل.

التقاليد السياسية الصارمة في بكين، ورفضها التفاوض عبر أشخاص غير رسميين، أسهمت في غياب أي قنوات خلفية، ما جعل الطرفين يقفان على حافة مواجهة مفتوحة دون خطوط اتصال واضحة.

الصين تحاول استعادة زمام المبادرة.. ولكن بحذر فوجئ المسؤولون في بكين بحدة الرسوم الجديدة، ما أثار تساؤلات بشأن قدرة الحكومة الصينية على الاستجابة بشكل فعال.

وقال خبراء اقتصاديون في بكين إن ما حدث يعادل إعلان «فك الارتباط الاستراتيجي» مع الولايات المتحدة، وهو ما يزيد من صعوبة بدء أي مفاوضات في ظل الضغط الأقصى.

وفي محاولة لاستعادة السيطرة، كثفت بكين إجراءاتها الداخلية، من مراجعة صفقات أميركية مثل استحواذ بلاك روك على موانئ في بنما، إلى تشديد مواقفها بشأن تطبيق «تيك توك»، ورفض أي صفقة تنزع السيطرة الصينية على خوارزميته.

ترامب يتحرك بثقة.. وبكين في موقع رد الفعل يصف الخبراء المشهد الحالي بأنه «مفارقة الضغط والكبرياء»؛ ترامب يعتمد مزيجاً من الضغط الأقصى والتقلب الدبلوماسي، إذ يفرض العقوبات ثم يلوح بالجلوس على الطاولة، بينما يعتمد شي على الانضباط، ولا يرغب في الظهور بمظهر الطرف الأضعف.

قال كريغ سينغلتون من مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات «إذا تحرك شي مبكراً، فسيبدو ضعيفاً أمام شعبه والعالم».

ورغم أن ترامب أشار إلى إمكانية عقد لقاء مع شي في المستقبل القريب، فإن المؤشرات المقبلة من بكين تؤكد أن زيارة شي إلى الولايات المتحدة غير مطروحة حالياً.

الأسواق تهتز.. والصادرات الصينية مهددة بالانخفاض للنصف توقعت مؤسسة منتدى الصين المالي الأربعين أن تنخفض صادرات الصين إلى الولايات المتحدة بأكثر من 50 في المئة، وهو ما سيؤثر على سلاسل الإمداد العالمية، ويفرض تحديات كبيرة على الاقتصاد الصيني.

لكن بكين تراهن كذلك على أن تصعيد ترامب قد يؤدي إلى عزلة أميركية، خصوصاً بعد فرضه رسوماً على حلفائه التقليديين مثل الاتحاد الأوروبي وكندا.

ومع تراجع الأسواق الأميركية منذ بداية العام، بدأ بعض المحللين الصينيين يرددون مقولة شي الشهيرة «الشرق يصعد، والغرب يتراجع»، مشيرين إلى ارتفاع مؤشرات البورصة الصينية مقابل تراجع وول ستريت.

هل تخسر الصين أوراق الضغط؟ إحدى أبرز المفاجآت كان إعلان شركة «سي كاي هاتشيسون» عن بيع موانئها في بنما لمجموعة أميركية بقيادة «بلاك روك»، دون أن تحرك بكين ساكناً، ورأى محللون أن هذه خسارة ورقة تفاوضية مهمة كانت الصين تعتقد أنها ستستخدمها لاحقاً.

في المقابل، تبذل بكين جهداً مضاعفاً في ملف «تيك توك»، وترفض بشكل قاطع أي صفقة تُجردها من خوارزمية التحكم بالمحتوى، وتصف مثل هذه الخطوات بأنها «سرقة تجارية».

ورغم الغضب، لا تزال بكين تتجنب المواجهة المباشرة الكاملة، على أمل أن تعيد واشنطن النظر في سياساتها.

لكن في ظل غياب الحوار الرسمي أو الخلفي، تبقى العلاقة بين القوتين الأكبر في العالم رهينة للمفاجآت والقرارات الأحادية، وفي الوقت الحالي، كما يقول أحد الخبراء الأميركيين، «من يقود العلاقة؟ بالتأكيد ليس بكين».


هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من منصة CNN الاقتصادية

ألمانيا تقدم مساعدات بقيمة 125 مليون يورو للسودان
منذ 8 ساعات
توظف شركة «بي واي دي» 120 ألف مهندس وهو رقم يشكل نحو 10% من العاملين، ويقوم هؤلاء المهندسون بتسجيل 45 براءة اختراع جديدة كل يوم، وبفضل براءات الاختراعات هذه وترسانة المهندسين العملاقة تتفوق «بي واي دي» على منافسيها الأوروبيين. | #العالم_بلغة_الأعمال
منذ ساعتين
بيسنت: «اتفاق كبير يمكن إبرامه بين أميركا والصين في وقت ما»
منذ 7 ساعات
سجّل سهم شركة «ديواليتي بيوثيرابيوتكس»Duality Biotherapeutics الصينية ارتفاعاً حاداً بأكثر من 130% في أول يوم تداول له ببورصة هونغ كونغ، الثلاثاء، بعد أن جمعت الشركة 213 مليون دولار عبر طرحها الأولي العام، الذي تم في اليوم الذي تفاعلت فيه الأسواق المالية بعنف مع إعلان الولايات المتحدة عن رسوم جمركية جديدة. وقفز السهم إلى 218 دولاراً هونغ كونغي، مقارنة بسعر الإصدار البالغ 94.60 دولار هونغ كونغي، وهو ما يمثل مكاسب بنسبة 130.4%، جاء ذلك بالتزامن مع ارتفاع مؤشر هانغ سنغ بنسبة 0.3% في التعاملات الصباحية #العالم_بلغة_الأعمال
منذ ساعة
ارتفعت أسهم شركة «كاتل» CATL الصينية لصناعة بطاريات السيارات الكهربائية بنسبة 2.9%، متجهة نحو تحقيق مكاسب للجلسة الرابعة على التوالي. سجّلت الشركة نمواً في صافي أرباح الربع الأول بنسبة 32.9% على أساس سنوي، وهو أسرع معدل نمو في نحو عامين، بينما ارتفعت الإيرادات بنسبة 6.2% منهية خمسة أرباع متتالية من التراجع. حافظ بنك نومورا على تصنيفه ب"الشراء" لسهم الشركة، ورفع السعر المستهدف من 315 يواناً إلى 331 يواناً، مشيراً إلى توسع قوي في الأرباح رغم ضعف نمو الإيرادات. وعلى الرغم من المكاسب الأخيرة، لا تزال أسهم CATL منخفضة بنسبة 14.3% منذ بداية العام حتى تاريخه #العالم_بلغة_الأعمال
منذ ساعتين
تعرّضت جامعة هارفارد لتجميد تمويل فيدرالي بقيمة 2.2 مليار دولار في وقت متأخر من يوم الاثنين، بعد رفضها قائمة من المطالب الواسعة التي قالت إدارة البيت الأبيض إنها تهدف إلى التصدي لمعاداة السامية في الحرم الجامعي. وكانت الجامعة قد نشرت رسالة موجهة إلى الطلاب والموظفين، تعلن فيها رفضها مطالب إدارة الرئيس دونالد ترامب التي شملت تغييرات في الحوكمة، وممارسات التوظيف، وسياسة القبول. وقالت فرقة العمل المشتركة لمكافحة معاداة السامية التابعة لترامب في بيان: "تصريح هارفارد اليوم يعزز الذهنية المقلقة القائمة على الاستحقاق، والتي أصبحت متجذّرة في أرقى جامعات وكليات البلاد وكأن التمويل الفيدرالي لا يُقابله واجب الالتزام بقوانين الحقوق المدنية" #العالم_بلغة_الأعمال
منذ 3 ساعات
مؤسس The Daily Gold جوردان روي بيرن: وصول أسعار الذهب إلى 4 آلاف دولار للأونصة ليس مبالغاً فيه #اقتصاد_الشرق
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 5 ساعات
بعد سنوات من دراسة الطب والعمل في المجال الصحي، مواطن سعودي يعيد توجيه مساره المهني ويترك مهنته إلى هواية تحولت مع مرور الوقت إلى مهارة فتأسيس شركة .. فما قصة عبدالله الغفيلي مؤسس "فلوتيد"؟.
صحيفة الاقتصادية منذ 11 ساعة
الملياردير ومُؤسس "بريدج ووتر أسوشيتس"، راي داليو: ما يقلقني أكثر هو احتمال حدوث شيء أسوأ من الركود في أميركا إذا لم يُتعامل مع هذا الوضع بشكل صحيح #اقتصاد_الشرق
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 8 ساعات
هل يصل سعر أونصة الذهب إلى 4 آلاف دولار قريباً؟ #اقتصاد_الشرق
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 9 ساعات
رواتب تصل إلى 900 ألف دولار سنوياً.. الذكاء الاصطناعي يفتح أبواب الثراء للجيل الجديد #العالم_بلغة_الأعمال
منصة CNN الاقتصادية منذ 17 ساعة
كم مرة تزور المطاعم في السعودية خلال الشهر ؟ وكم إنفاقك فيها ؟ - تعرف على الأرقام في تقرير #الاقتصادية
صحيفة الاقتصادية منذ 20 ساعة
محافظ الفدرالي الأميركي كريستوفر والر، يقول إنه يتوقع أن تكون آثار رسوم الرئيس دونالد ترامب على الأسعار "مؤقتة"، مُستخدماً مصطلحاً أوقع البنك المركزي في ورطة خلال موجة التضخم الأخيرة
قناة CNBC عربية منذ ساعتين
quot;جبل عمرquot;... سهمٌ صعد على آمال مكة ثم أثقلته الديون
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 33 دقيقة