في السابع من أبريل الجاري 2025، احتفلت دول العالم بيوم الصحة العالمي تحت شعار «بداية صحية لمستقبل واعد»، إذ تركزت الحملة الصحية التي أطلقتها منظمة الصحة العالمية هذا العام على صحة الأمهات والمواليد، بهدف تعزيز العلاقة التي تربط الأمهات بمواليدهن من جميع الجوانب الصحية والنفسية والاجتماعية. ورأيت من المهم أن أتناول في المساحة القادمة علاقة الأم ومولودها من الناحية الصحية من خلال أهم جانب مرتبط بحمايته من الأمراض الآنية والمستقبلية، ويتمثل ذلك في الرضاعة الطبيعية عبر حليب الأم الذي يتناوله المولود ويشكل خط الدفاع الأول في مواجهة الأمراض التي قد يتعرض لها المولود الجديد (لا قدر الله) في ظل غياب نوعية الغذاء المطلوبة لجسده.
للأسف بعض الأمهات وخصوصا اللواتي ينجبن لأول مرة يعتقدن أن الرضاعة الصناعية تغطي احتياجات المولود، وهذا غير صحيح نهائيا لعدة اعتبارات منها أن حليب الأم يحتوي على جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها الطفل مثل: البروتينات والكربوهيدرات والدهون والفيتامينات، فكلما زادت عملية إرضاع الطفل من الثدي، زادت معه كمية الحليب التي سيتم إنتاجها، وأيضا يعتبر حليب الأم حاجزا طبيعيا يحمي الجهاز الهضمي للرضيع من الجراثيم، وبالتالي يمنع دخولها إلى مجرى الدم، مما يقلل خطر الإصابة بأمراض الجهاز الهضمي، وبجانب ذلك يحتوي حليب الأم على عناصر تقلل من الاستجابة الالتهابية، حيث إن الاستجابة للالتهاب تعد عملية طبيعية، تحدث في جسم الإنسان عندما يواجه جهاز المناعة جسما غريبا، ولكن استجابة الالتهاب الشديدة ليست آمنة، لذا حليب الأم يساعد في تقوية مناعة الطفل ضد الأمراض، دون أن تصدر ردود فعل شديدة، كما يتميز باحتوائه على البكتيريا النافعة التي تدعم توازن وصحة الجهاز الهضمي، وتحميه من الأمراض التي تسببها البكتيريا الضارة، وبالتالي يقلل خطر الإصابة بالإسهال. ومن الأمور التي قد تكون غائبة عن أذهان الأمهات أن هناك فوائد كثيرة للرضاعة الطبيعية على المواليد مستقبلا وخلال مراحل نموهم، فالأطفال الذين يرضعون طبيعيا لديهم نظام مناعي أكثر تطورا واستجابة أفضل للأمراض، مما يقلل من الحاجة إلى المضادات الحيوية والعلاجات الطبية الأخرى، إذ تستمر فوائد الرضاعة الطبيعية لفترة طويلة بعد الفطام، حيث يواجه الأطفال الذين رضعوا طبيعيا معدلات أقل من الحساسية، الربو، السكري، والسمنة في مراحل لاحقة من حياتهم لذلك تعتبر الرضاعة الطبيعية الخيار الأمثل لتغذية الرضيع، ودعم جهازه المناعي بشكل فعال ومستدام، وبذلك فالرضاعة الطبيعية ليست مجرد وسيلة لتغذية الرضيع، بل حجر الأساس لبناء علاقة الأم والطفل، وهي أول خطوة لنمو الطفل العاطفي والنفسي والعقلي.
ومن الجوانب المهمة التي تنعكس على الأم من الرضاعة الطبيعية التعافي السريع من الولادة وأيضا زيادة الترابط الجسدي والعاطفي، فالرضاعة الطبيعية هي طريقة خاصة وفريدة من نوعها لتشعر الأم بالارتباط بطفلها، حيث بينت الأبحاث العالمية أن الترابط الناتج عن.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة مكة
