منذ أيام، تتبادل إسرائيل وتركيا علنًا التهديدات والإهانات فيما بينهما. وجاءت أحدث التعليقات أواخر الأسبوع الماضي عقب القصف الإسرائيلي في سوريا للمرة الثانية.
ويحذر مسؤولون إسرائيليون من أن تركيا تحاول إقامة "دولة عثمانية جديدة في سوريا"، مؤكدين على أن إسرائيل ستتحرك إذا تجاوزت تركيا "الخطوط الحمراء".
ومع استمرار هجماتها الجوية في غزة ولبنان وسوريا، وصف المسؤولون الأتراك حكومة إسرائيل بأنها "أصولية وعنصرية" تمثل "أكبر تهديد لأمن منطقتنا" بـ"سياساتها العدوانية والتوسعية".
ومنذ الإطاحة بالنظام السوري الاستبدادي السابق بقيادة الديكتاتور بشار الأسد في ديسمبر 2024، ضربت إسرائيل أهدافًا متعددة في سوريا. وتقول السلطات السورية الجديدة، المنشغلة بمحاولة لمّ شمل البلاد بعد 14 عامًا من الحرب الأهلية المثيرة للانقسام، إنها لا تريد أي صراع مع إسرائيل. وعلى الرغم من ذلك، تقول إسرائيل إنها اضطرت للقصف في سوريا لضمان عدم استخدام الحكومة الجديدة لأسلحة النظام القديم ضدها.
إلا أن الضربات الجوية التي شنتها إسرائيل الأسبوع الماضي كانت مختلفة حيث صرَّح مسؤول إسرائيلي لوسائل إعلام محلية بأنها كانت بمثابة رسالة لتركيا. وضربت طائرات مقاتلة إسرائيلية مطارًا عسكريًا في حماة، بالإضافة إلى ضرب قاعدة التياس الجوية (T4) في حمص وفرعًا لمركز الدراسات والبحوث العلمية في دمشق.
وتتفاوض تركيا منذ عدة أشهر على اتفاقية دفاع مشترك مع الحكومة السورية الجديدة، ويشمل ذلك تدريب القوات السورية واستخدام القواعد الجوية السورية، كتلك التي ضربتها إسرائيل.
وترى تركيا أن هذا الاتفاق سيسمح بملء الفراغ الذي تركته إيران وروسيا، الداعمان السابقان لنظام الأسد المخلوع، للمساعدة في استقرار سوريا ومواصلة العمليات ضد "تنظيم الدولة الإسلامية" المتطرف.
إسرائيل ترى الأمر بشكل مختلف! في مقال رأي لصحيفة يديعوت أحرونوت المحلية، كتب مراسل الشؤون الدفاعية الإسرائيلي رون بن يشاي: تشكل نية تركيا إدخال أنظمة دفاع جوي ورادار إلى المطارات المركزية السورية تهديدًا مباشرًا لحرية إسرائيل في العمل في سوريا".
ويرى بن يشاي أن وجود تركيا في سوريا لن يُمكن إسرائيل من استخدام المجال الجوي السوري بحرية للتحرك نحو إيران، على سبيل المثال. وكان استخدام المجال الجوي السوري أكثر تقييدًا، في ظل نظام الأسد.
كما استغلت وسائل الإعلام الإسرائيلية تقريرًا صادرًا عن "لجنة ناجل" لتقييم ميزانية الأمن وبناء القوات، والتي تأسست في أغسطس 2024 برئاسة مستشار الأمن الإسرائيلي بالإنابة جاكوب ناجل لتقديم توصيات حول ميزانية الدفاع الإسرائيلية المستقبلية. وعندما صدر تقرير اللجنة في يناير، قالت وسائل الإعلام الإسرائيلية إنه حذر مما وصفه بـ"حرب قادمة مع تركيا".
وفي مقابلة أجريت معه مؤخرًا، قال ناجل نفسه أن التقارير الإخبارية "بالغت في الأمر". وأشار ناجل إلى أن الوجود المتزايد لتركيا في سوريا يعتبر "أمرا يجب الانتباه إليه"، ولكن "لم نوصي أبدًا ببدء صراع مع تركيا"، على حد قوله.
وظهرت في إسرائيل أيضًا مخاوف من ظهور "هلال سني" يجمع تركيا وسوريا ومصر في تحالف ضد إسرائيل، ليحل محل "الهلال الشيعي" الذي كان يُخشى منه سابقًا بقيادة إيران. لكن خبراء يقولون أن فكرة "الهلال السني" غير مرجحة بسبب "عدم رغبة أي من هذه الدول في الواقع محاربة إسرائيل".
وكان وزير الخارجية التركي هاكان فيدان قد صرح لوكالة رويترز للأنباء، بعد يومين من الغارات الجوية الإسرائيلية على سوريا، بأن تركيا "لا تريد مواجهة مع إسرائيل". وقال فيدان أثناء وجوده في بروكسل لحضور اجتماع لحلف شمال.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من قناة DW العربية
