جرّاح أميركي زار غزة: عالجتُ في ليلة واحدة أكثر مما أعالج في عام كامل بالولايات المتحدة

في مساء 23 مارس/ آذار الماضي، كان جرّاح الصدمات والعناية المركّزة الأميركي فيروز سيدهوا، الذي وصل مؤخرًا إلى غزة من كاليفورنيا كمسعف متطوّع، في طريقه إلى قسم الجراحة في مستشفى ناصر الطبّي عندما شنّ الاحتلال غارة جوية مباشرة على المستشفى.

يومها، زعم الاحتلال استهداف القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إسماعيل برهوم، الذي كان يتلقّى العلاج في المستشفى.

إلا أنّ الغارة أسفرت أيضًا عن استشهاد الفتى الفلسطيني إبراهيم، الذي يبلغ من العمر 16 عامًا، وإصابة عدد آخر من المرضى. وإبراهيم هو أحد المرضى الذين كان يعالجهم سيدهوا، وكان من المفترض أن يغادر المستشفى إلى منزله في اليوم التالي للغارة.

وقال سيدهوا لمجلة "972": "لم أتوقّع قط أن يُقتل مريض على سريره في المستشفى. لو لم استُدعى إلى وحدة العناية المركزة، لربما قُتلت وأنا أقف إلى جانب إبراهيم".

قصف مستشفى ناصر.. وزارة الصحة في غزة تدعو إلى فتح تحقيق دولي

وردًا على مزاعم الاحتلال بأن الغارة الجوية استهدفت قائدًا في "حماس"، يقول: "من أهم جوانب القانون الإنساني أنّ الشخص الذي يُصاب، ولا يُشارك في القتال، ويتلقّى الرعاية الطبية، يُعتبر شخصًا محميًا".

قام سيدهوا بمهمّته التطوعية الأولى في مستشفى غزة الأوروبي في مارس وأبريل/ نيسان 2024، قبل أن يعود إلى الولايات المتحدة ليكون من بين نحو 100 من الكوادر الطبية الأميركية، الذين وجّهوا رسالة مفتوحة إلى الرئيس الأميركي السابق جو بايدن ونائبته كامالا هاريس.

وفي تلك الرسالة فصّل الأطباء ما شاهدوه خلال فترة تطوّعهم في مستشفيات غزة، داعين إلى إنهاء الحرب ووقف شحنات الأسلحة الأميركية إلى إسرائيل.

وفي مارس الماضي، عاد سيدهوا إلى غزة في مهمة تطوعية ثانية في قسم الجراحة بمجمع ناصر الطبي في مدينة خانيونس. وانتهت مهمة سيدهوا في 2 أبريل الماضي.

"وضع لا يُضاهى"

ورغم أنّ سيدهوا ليس غريبًا على مناطق الصراع والكوارث، إذ سبق له التطوّع في أوكرانيا وهايتي وزيمبابوي، إلا أنّ الوضع في غزة "لا يُضاهى" وفقًا لما يقول.

ويضيف أن "غزة هي أسوأ منطقة في العالم من حيث الهجمات على المرافق الصحية. إنّه أمرٌ جنوني".

ويصف سيدهوا مهمته التطوّعية الأولى بأنّها كانت أصعب مما بعدها. ويقول: "في تلك المرة، وصلنا إلى المستشفى الأوروبي ومعركة خانيونس مستمرة، ولم تمرّ بنا لحظة واحدة دون قصف".

وعلى عكس المستشفى الأوروبي، فإن مستشفى ناصر حاليًا لا يُستخدم كمخيم للنازحين.

ويقول سيدهوا: "لم يكن بإمكانك العمل، لأن النساء كنّ يقطعن الخضراوات ويحضرن الحساء في حوض وحدة العناية المُركّزة"، مضيفًا: "لم أُجر عملية جراحية مع جرّاح آخر في المرة السابقة، أما الآن فيُوجد جرّاح فلسطيني في كل غرفة عمليات".

ومع أنّه ليس لسيدهوا أي صلة شخصية بفلسطين، ولا يعرف سوى ثلاث كلمات من اللغة العبرية واثنتين من العربية، فقد اختار العودة إلى غزة الشهر الماضي في زيارة ثانية، مستغلًا فرصة وقف إطلاق النار الذي كان يعلم جيدًا أنّه لن يدوم.

و لم يكن قصف مستشفى ناصر الحدث الأبرز الذي شهده سيدهوا خلال زيارته الأخيرة، إذ نفّذت إسرائيل ما عُرف بـ"مجزرة رمضان"، حيث قصفت نحو 100 موقع في وقت واحد أثناء وجبة السحور، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 400 فلسطيني، منهم 174 طفلًا.

ويقول سيدهوا: "عندما بدأ القصف انفتح باب شقتنا واصطدم بالخزانة خلفه. فاستيقظت على الفور".

ويضيف: "يومها، عالجنا 130.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من التلفزيون العربي

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من التلفزيون العربي

منذ 9 ساعات
منذ 6 ساعات
قناة CNBC عربية منذ 5 ساعات
قناة العربية منذ ساعتين
قناة العربية منذ 11 ساعة
سكاي نيوز عربية منذ 12 ساعة
أخبار الأمم المتحدة منذ 16 ساعة