النقد ثقيل دم

مما تحتفظ به ذاكرتي، أن أبي عليه رحمة الله كلّفني بذبح خروف في ليلة شاتية، وأنا في المرحلة الابتدائية، وكنتُ وجِلاً من هذا التكليف الدموي، ومُبتهجاً في ذات الوقت بالثقة الأبوية، إلا أنه عندما حضر بالكشّاف ليرى ما فعلت، وكانت أُمي رحمها الله تساعدني في السلخ، بدأ ينتقد طريقة سلخي التي أسفرت عن صفق بعض اللحم في الجِلد، وكانت الوالدة رحمها الله تردد (خلّه يكمّل لا تعميه)!! لكنه لم يتوقف عن نقده إلا عندما حزّت الشفرة اصبع الشهادة، واختلط دمي بدماء الخروف، فانصرف وتركنا نكمل المهمة كيفما اتفق!!!

حدثتني نفسي الأمّارة بالضوء بحزمة من الأفكار النقدية، وكدتُ أركنُ إليها بانفعال، إلا أنّي بالتريّث وبمراجعة ما حدثتني به، وما خطر على البال، انخفض سقف الانفعال، وتحوّل الانفعال إلى تفاعل، وآثرتُ الصمتَ على الكلام، لأنه إذا كان الكلامُ عِلْماً، فالصمت فنٌّ.

لا خلاف على أن المجاملة والمحاباة ليست مُكْلِفة و(حب الثناء طبيعة الإنسان)، وإذا كان هناك من يفرح ويبتهج بالمديح والإطراء، ولو كان مجانياً، فإن هناك من يرفضه ويردّ عليه بقسوة، كون التطبيل والثناء دون مبرر نقداً ساخراً أو هجاء مُبطّناً لا ينطلي على ذي فطنة.

وتظل صورة الكاتب، في ذهن البعض، أنه ناقد لا ماسح جوخ، بحكم ما قيل ويقال وما يروى، من أدبيات أمانة الكلمة، وأخلاق الكتابة، وربما لا يزال بعضُ البعض يتطلّع إلى وهج مقالات العقد الأول من القرن الميلادي الحالي، وهذا تطلّع في غير محله، فالظروف لم تعد هي ذاتها والقوانين والتشريعات حددت أطراً كي ينضبط إيقاع النص مع الواقع وإمكانات الشخص.

ومن عاش مرحلة الكتابة المفتوحة، أو المشرعة الأبواب على كل همّ وهاجس وقصور، وأدرك المرحلة الحاليّة يُسلّم بأن العمل اليوم أكثر جديّة وصرامة؛ ومن مقتضيات هذه المرحلة مواكبة التحولات بتشجيع، وتحفيز، والإشادة بكل منجز، فالخروج من حقبة إلى حقبة أوسع وأنشط أشبه بهدم وإعادة بناء، والارتماء في حضن النقد ليس إيجابياً على طول الخط، فهناك ما يستدعي التأمل والترقب، والانتظار مع حسن الظنّ في من يعملون.

لربما يكون في النقد تنفيس عن الناس الشغوفين بتحقيق المستهدفات، إلا أن نقد التنفيس تعيس،.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من صحيفة عكاظ

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من صحيفة عكاظ

منذ 38 دقيقة
منذ 4 ساعات
منذ 5 ساعات
منذ 33 دقيقة
منذ ساعتين
منذ 9 ساعات
صحيفة سبق منذ 10 ساعات
صحيفة سبق منذ ساعة
صحيفة الاقتصادية منذ 44 دقيقة
صحيفة الشرق الأوسط منذ 4 ساعات
اليوم - السعودية منذ 12 ساعة
صحيفة عكاظ منذ 13 ساعة
صحيفة سبق منذ 11 ساعة
صحيفة الوطن السعودية منذ 12 ساعة