مسابقات المشاهير.. مَنْ يضحك على مَنْ ؟

شهد شهر رمضان هذا العام صخب مسابقات المشاهير، تجاوزت المعقول، وأصبحت ظاهرة لافتة ومزعجة تجتاح الأسواق والمنازل والمجالس العامة؛ إذ تهافت من يطلق عليهم «المؤثرون» عبر منصات التواصل الاجتماعي، على تنظيم مسابقات تستقطب مئات الآلاف من المشاركين بجوائز مغرية تصل إلى سيارات فارهة، ومبالغ نقدية ضخمة، وأجهزة إلكترونية باهظة، لكنها في المقابل أثارت تساؤلات واسعة حول حقيقتها، ومدى مصداقيتها، وأثرها العميق على المجتمع بعد أن شاهد الجميع الجوائز تذهب من «المشهور» إلى صديقه، وكأنهم يكرسون المثل الدارج «الزم لي وقطع لك».

«عكاظ» استعرضت أبعاد الظاهرة بين مؤيد ومعارض وساخط على البعض من المشاهير، وهم يرون التلاعب الواضح للعيان.

الفائز صديقي!

يقول محمد عايض: إن مسابقات المشاهير تعتمد غالباً على التفاعل الجماهيري، إذ يشترط الاشتراك بمتابعة حسابات متعددة أو تسويق لشركات ومنتجات عبر المسابقات، ويُعلن عن سحوبات توزع فيها الجوائز، مع تصوير مباشر أو محتوى مصوّر يروّج للحدث.

أما عهود الحربي، فترى أن بعض الجوائز تُسلّم بالفعل، وتوجد تقارير وشكاوى تشير إلى تأخر في التسليم أو حتى حجب الجوائز عن الفائزين الحقيقيين، في ظل غياب رقابة واضحة على هذه المسابقات، وبعض تلك الجوائز تجدها تذهب إلى الوسط القريب من المشهور، ويتم إعلان الفائز من محيط هؤلاء المشاهير، ففي إحدى المسابقات الفائزون أقارب وأصدقاء المشهور!

وتقول ميار عبدالعزيز: الشفافية غائبة في الكثير من المسابقات التي لا تملك آلية واضحة للإعلان عن الفائزين أو التحقق من عدالة السحب، فاستغلال الثقة الجماهيرية يتم بالاعتماد على الشهرة لجذب الناس، بينما الهدف الأساسي غالباً هو زيادة المتابعين أو الترويج لمنتجات معينة أو إعلان لمنتج وهذا تضليل للمتابعين، وفي بعض الحالات يتم التلاعب بالنتائج أو الإعلان عن جوائز غير حقيقية.

ويرى سعد العمري أن هناك بعض المؤثرين الذين اختاروا تخصيص المسابقات لدعم المشاريع الاجتماعية أو الطلاب المحتاجين، كتخصيص جوائز تعليمية تشمل منحاً دراسية، وتنظيم مسابقات تهدف لدعم أصحاب المشاريع الصغيرة بمنح مالية أو ترويج مجاني.

أما هادي محمد المهتم بالشأن الاجتماعي فيؤكد، أن «مسابقات المشاهير باتت ظاهرة تتطلب وعياً مجتمعياً ورقابة نظامية مشددة، ليس فقط لضمان حقوق المشاركين، بل لحماية القيم المجتمعية من التسطيح والانجراف وراء الشهرة الزائفة.

تسطيح ولهث خلف الشهرة

مصدر في وزارة التجارة، أكد في وقت سابق، «أن هناك حملات تفتيش ورقابة مشددة على المسابقات التي يتم الترويج لها في الأسواق أو عبر الإنترنت، خصوصاً إذا تضمنت وعوداً بجوائز مالية أو عينية ضخمة، وتتطلب المسابقات نظاماً واضحاً؛ لضمان حقوق المشتركين، مع توثيق الجوائز المقدمة، وهذا ما يتم مراقبته حاليّاً عبر الجهات القانونية».

مبالغات في الجوائز

الإعلامي سعيد بن عبدالله الزهراني، قال: لا بد من ضوابط للجوائز التي تقدم من المشاهير أو الأفراد على وجه العموم؛ من أجل ضبطها وعدم خداع الناس بجوائز قد تكون وهمية وغير واقعية، إذ يتم أحياناً الاتفاق على منح الجائزة لفائز وهمي مقابل مبلغ بسيط، فغالبية المسابقات سواء في رمضان أو غيره لا تمت للواقع بصلة وبالذات الفردية، كما أن هناك مبالغات في المبالغ أو السيارات التي تقدم بهدف جذب المتابعين.. أعتقد أن وزارة التجارة نجحت إلى حد كبير في ضبط عمليات تقديم الجوائز؛ لذلك من السهل العمل على تنظيم مسابقات الأفراد بشكل ممنهج مع منع صناع المحتوى من تقديم أي جوائز حتى لو بسيطة إلا بعد الحصول على التراخيص اللازمة، واقترح أن تقوم الجهات ذات العلاقة، بإصدار لائحة شاملة في هذا الخصوص، تتضمن طريقة المسابقة وأهدافها، ومبالغ الجوائز المرصودة على أن تحجز المبالغ بشيك مصدق لصالح الجهة المسؤولة، ومن ثم توزيع الجوائز بمعرفة اللجان المختصة التي تشكلها الجهة، والأهم عمل مسح أمني قبل إصدار أي ترخيص بإقامة مسابقات فردية، فالتنظيم مهم للمصداقية، والتعرف على أهداف منظم المسابقة ورصد المحتوى الذي سيقدم للجمهور، وأيضاً الحصول على الضريبة الخاصة بالجوائز، على أن تقدم التراخيص مقابل رسوم تتدرج حسب حجم الجائزة. فالتنظيم يسهم في الحد من التلاعب في مثل هذه المسابقات التي تؤدي إلى التغرير بالمتابعين، وقد تكون غالبيتها تهدف إلى كسب المزيد من المتابعين من أجل تحقيق الأرباح التي تمنح لصناع المحتوى من قبل البرامج المختلفة، فكلما زاد التفاعل والمتابعين زادت الأرباح.

ليست كلها مساوئ

المدربة المعتمدة ومشرفة برامج بالتعليم منال السهلي، ترى أن المسابقات الرمضانية تترك أثراً اجتماعياً واضحاً؛ إذ تعزز الألفة بين الأفراد والعائلات من.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من صحيفة عكاظ

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من صحيفة عكاظ

منذ ساعتين
منذ 9 ساعات
منذ 34 دقيقة
منذ 6 ساعات
منذ 11 دقيقة
منذ 5 ساعات
صحيفة سبق منذ ساعة
صحيفة سبق منذ 10 ساعات
صحيفة الشرق الأوسط منذ 5 ساعات
صحيفة الاقتصادية منذ 45 دقيقة
صحيفة سبق منذ 11 ساعة
صحيفة سبق منذ 9 ساعات
صحيفة عكاظ منذ 13 ساعة
صحيفة سبق منذ 9 ساعات