تُعد الصلاة الركن الثاني من أركان الإسلام وعماد الدين، وهي أول ما يُسأل عنه العبد يوم القيامة. وقد وصفها النبي محمد بأنها معيار صلاح باقي الأعمال: "إن صلحت صلح سائر عمله، وإن فسدت فسد سائر عمله."
وشهر رمضان يشهد عادةً إقبالًا كبيرًا على الطاعة، لكن التحدي الحقيقي يبدأ بعده؛ فكيف نحافظ على هذه الروح الإيمانية ونستمر في الصلاة بنفس الالتزام والروحانية؟
تمثل الصلاة جسراً روحياً يصل العبد بخالقه، فهي لحظات من المناجاة والخشوع يقف فيها المسلم بين يدي الله عز وجل، ففي الصلاة يشعر المسلم بالقرب من الله، والطمأنينة والسكينة، ويتجرد من مشاغل الدنيا ليتصل بالخالق، فقد قال تعالى: "واسجد واقترب"، فالسجود - وهو جزء من الصلاة - يقرب العبد من ربه، وتعمل الصلاة على تطهير النفس من الذنوب والخطايا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات، هل يبقى من درنه شيء؟ قالوا: لا. قال: فذلك مثل الصلوات الخمس، يمحو الله بهن الخطايا".
ومن أعظم فضائل الصلاة أنها تنهى صاحبها عن الفحشاء والمنكر، كما قال تعالى: "إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر"، فالصلاة المؤداة بخشوع وحضور قلب تؤثر في سلوك المسلم وتمنعه من ارتكاب المعاصي والآثام، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا جاءه أمر فزع إلى الصلاة، وكان يقول: "أرحنا بها يا بلال"، أي أذن للصلاة لنجد الراحة فيها، فالصلاة تُريح القلوب المتعبة وتُسكن النفوس القلقة وتمنح المسلم الطمأنينة والسكينة في حياته.
والصلاة نور للمسلم في حياته، تضيء له طريقه وتهديه إلى الخير، كما أنها ستكون نوراً له يوم القيامة كما جاء في الحديث: "الصلاة نور"، وقال صلى الله عليه وسلم: "بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة"، والصلاة من أهم أسباب دخول الجنة، فمن حافظ عليها وأداها كما أمر الله كانت سبباً في دخوله الجنة ونجاته من النار، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: "من صلى البردين دخل الجنة" يقصد صلاتي الفجر والعصر.
ويُعتبر شهر رمضان المبارك فرصة مثالية للمسلمين لتقوية علاقتهم بالله سبحانه وتعالى، حيث يلتزم الكثيرون بأداء الصلوات في أوقاتها والمحافظة على صلاة التراويح وقيام الليل، لكن يكمن التحدي الحقيقي في المحافظة على هذا الالتزام بعد انتهاء الشهر الكريم.
وتُعد الاستمرارية في العبادة من أهم الأمور التي حث عليها الإسلام، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل"، وهذا يؤكد على أن استمرار العمل الصالح ولو كان قليلاً، أفضل عند الله من عمل كثير منقطع، فالمحافظة على الصلوات الخمس في أوقاتها بعد رمضان، والاستمرار في تلاوة القرآن وقيام الليل ولو بركعتين، يظهر صدق العبد مع ربه وحقيقة إيمانه وتقواه.
والصلاة ليست مجرد شعيرة موسمية ترتبط بشهر رمضان، بل هي عمود الدين وأول ما يُحاسب عليه العبد يوم القيامة، لذلك، فإن المحافظة عليها يعني المحافظة على الدين كله، وإهمالها يعني تضييع الدين كله، والمحافظة على الصلاة بعد شهر رمضان ليس مستحيلاً، بالتدرج والاستمرارية والاستعانة بالله، يمكن للمسلم أن يحافظ على الصلوات في أوقاتها وأن يستمر في التقرب إلى الله بالنوافل طوال العام.
فالصلاة ليست عبئاً يثقل كاهل المسلم، بل هي غذاء روحي يمده بالطاقة الإيمانية ويربطه بخالقه ويعينه على تحمل أعباء الحياة ومشقاتها، لذلك، يجب على المسلم الاستمرار في العبادة والتقوى، والمحافظة على الصلوات في أوقاتها، فخير الأعمال أدومها وإن قل، ولنتذكر قول الله تعالى: "إن الله مع الصابرين"، فالصبر على الطاعة، والصبر على المحافظة على الصلاة، من أعظم ما يتقرب به العبد إلى ربه.
كيفية الحفاظ على الصلاة بعد رمضان
شهر رمضان تزداد فيه الطاعات وتنشط فيه العبادات، ومن أهمها الصلاة، لكن التحدي الحقيقي يكمن في المحافظة عليها بعد انقضاء الشهر الكريم، فالمحافظة على الصلاة لها ثمرات عظيمة في الدنيا والآخرة، منها الفوز برضا الله وجنته: قال تعالى: "والذين هم على صلواتهم يحافظون، أولئك في جنات مكرمون"، تكفير الذنوب والخطايا: قال صلى الله عليه وسلم: "الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهن ما لم تغش الكبائر"، الراحة النفسية والطمأنينة: قال تعالى: "ألا بذكر الله تطمئن القلوب".
بالإضافة إلى ذلك، فهي تساهم في الوقاية من الفحشاء والمنكر، قال تعالى: "إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر"، والبركة في الوقت والرزق فالصلاة.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الغد الأردنية