رأى عبد الله حايك، محلل ومستشار مستقل لشؤون الشرق الأوسط، في واشنطن العاصمة، أن إيران تشهد لحظة تاريخية مفصلية تماثل سقوط جدار برلين في 1989، حيث يتراجع نفوذها بشكل ملحوظ في سوريا ولبنان، ما ينذر بانهيار إقليمي واسع النطاق.
نفوذ إيران في منطقة بلاد الشام كان حجر الزاوية في طموحاتها للهيمنة الإقليمية
وشبه حايك، في مقال بموقع مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية، تدخلات طهران المتهورة في الشرق الأوسط، بالغزو السوفيتي لأفغانستان وهيمنته على أوروبا الشرقية، معتبراً أنها أتت بنتائج عكسية كارثية، أدت إلى تآكل قوتها وتسريع أفولها.
بداية انهيار النفوذ الإيراني
وأضاف الكاتب أن الانهيار الوشيك لنظام بشار الأسد في سوريا والاضطرابات السياسية في لبنان يعكسان الأحداث التي سبقت تفكك الاتحاد السوفيتي. ومع عودة دونالد ترامب إلى سدة الرئاسة الأمريكية، يرى حايك أن استئناف استراتيجية "الضغط الأقصى" على إيران قد يدفع النظام في طهران نحو نهايته، على غرار الدور الذي لعبته سياسات رونالد ريغان في انهيار الإمبراطورية السوفيتية.
وشدد الكاتب على ضرورة مضاعفة العقوبات الاقتصادية، وتعزيز الردع العسكري الأمريكي في المنطقة، والعمل مع الحلفاء الإقليميين لتفكيك ما تبقى من نفوذ طهران في سوريا ولبنان قبل أن تستعيد قوتها.
وأوضح الكاتب أن نفوذ إيران في منطقة بلاد الشام كان حجر الزاوية في طموحاتها للهيمنة الإقليمية. ففي سوريا، استثمرت طهران بسخاء على مدى عقد كامل لدعم نظام بشار الأسد خلال الحرب الأهلية المدمرة.
واعتبرت إيران بقاء نظام الأسد ضرورياً للحفاظ على عمقها الاستراتيجي وضمان وصولها إلى البحر الأبيض المتوسط.
تطور دراماتيكي
ولفت الكاتب النظر إلى تطور دراماتيكي تمثل في سقوط نظام الأسد في ديسمبر (كانون الأول) 2024، نتيجة لهجوم منسق شنته هيئة تحرير الشام. وأدت هذه اللحظة الحاسمة إلى قطع الاتصال البري المباشر لإيران بحزب الله، وتعطيل شبكة وكلائها الشيعة الأجانب، وكشف عن مدى تجاوزها لنفوذها. وما كان يُعد يوماً ما "جوهرة التاج" الإيرانية في المنطقة، تحول إلى رمز صارخ لفشلها.
أما في لبنان، فقد شهدت الساحة تحولاً حاسماً ضد هيمنة إيران. ففي يناير (كانون الثاني) 2025، انتخب البرلمان اللبناني جوزيف عون رئيساً للجمهورية، منهياً بذلك فراغاً رئاسياً استمر منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2022 بسبب الانسداد السياسي الناجم عن نفوذ حزب الله.
يمثل عون، الجنرال المحترم المعروف بحياده ورؤيته الإصلاحية، رفضاً للنخبة السياسية الفاسدة التي يتلاعب بها حزب الله. وبعد أيام قليلة، تم تعيين نواف سلام، الدبلوماسي والقانوني البارز والرئيس السابق لمحكمة العدل الدولية، رئيساً للوزراء، وهو شخصية ملتزمة باستعادة السيادة اللبنانية والتحرر من النفوذ الإيراني.
ورأى الكاتب أن.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من موقع 24 الإخباري
