في عواصم الإعلام التقليدي، من لندن إلى نيويورك، يدور الحديث حول الذكاء الاصطناعي بين نغمتين متضادتين: حماس تقني بلا حدود، وخوف عميق من فقدان جوهر القصة الإنسانية. لكن في الرياض، ثمة نغمة ثالثة بدأت تفرض نفسها، نغمة تنطلق من رؤية وطنية لا ترى في الذكاء الاصطناعي تهديداً، بل أداة سيادية لإعادة تعريف الاقتصاد، والإعلام، والهوية معاً.
من قلب هذه الرؤية، تتحدث جمانا الراشد، الرئيسة التنفيذية لـ"المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام" (SRMG)، بنبرة تجمع بين الثقة والتحذير، بين التحفيز والاستشراف. "الذكاء الاصطناعي يغيّر كل شيء"، تقول بوضوح، "لكن التأثير الحقيقي لا يبدأ بالخوارزميات، بل بالأسئلة التي نطرحها على أنفسنا: ما الحكاية التي نريد أن نسردها؟ ولمن؟".
الذكاء الاصطناعي في رؤية السعودية 2030
في عام 2020، أطلقت المملكة استراتيجيتها الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي، واضعةً نصب عينيها هدفاً طموحاً: أن تصبح من بين أفضل 15 دولة في العالم في هذا المجال بحلول 2030. لكن ما يميز الرؤية السعودية هو إدراكها أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد قطاع مستقل، بل قوة تمكينية لباقي القطاعات؛ من الطاقة والصحة، إلى التعليم... والإعلام.
وهنا، بحسب الراشد، تكمن النقطة الفاصلة: "نحن لا نستخدم الذكاء الاصطناعي لنقلل من دور الصحفي أو المبدع، بل لنعزز قدرته، لنعطيه أدوات جديدة، ونمنحه متسعاً من الوقت للإبداع".
وتضيف، خلال مشاركتها بجلسة حوارية بعنوان: "عندما تلتقي القيم الثقافية والانتماء بالذكاء الاصطناعي" ضمن مؤتمر "مبادرة القدرات البشرية 2025"، المنعقد في الرياض: "أعتقد أن أكبر تهديد يعيق استغلالنا الذكاء الاصطناعي هو الخوف منه. ففي النهاية، هو مجرد تقنية وأداة تتعلم من المدخلات التي نلقنها لها".
من التوزيع إلى التخصيص: هندسة المستقبل الإعلامي
في عالم بات فيه المحتوى سلعة فائضة، يبرز التحدي الحقيقي ليس في إنتاج القصة، بل في تخصيصها. وتوضح الراشد: "نحن نعيد التفكير في سلسلة القيمة كاملة: من ولادة الفكرة، إلى البحث، إلى توليد النص، إلى التحقق، إلى الترجمة، إلى التوزيع حسب اللهجات والسياقات الثقافية". وتتابع: "الأمر لم يعد عملية نمطية، بل نظاماً ذكياً يتعلم ويتطور ويتفاعل مع الجمهور".
هذه ليست مجرد رؤية، بل ترجمتها SRMG إلى مشاريع ملموسة، بما في ذلك SRMG Labs، مركز الأبحاث والابتكار الذي يُعنى بتطوير أدوات ذكاء اصطناعي خاصة بالإعلام، سواء في تحليل الاتجاهات، أو التوصية بالمحتوى، أو أتمتة التحرير الصحفي.
كذلك أطلقت المجموعة مؤخراً شركة SMS، ذراعها الذكية التي تقدم حلولاً متكاملة في التسويق الرقمي والمحتوى المدعوم بالبيانات، للجهات الحكومية والخاصة. تعول المجموعة عليها لتكون لاعباً ليس فقط في صناعة المحتوى، بل في.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من اقتصاد الشرق مع Bloomberg