أكد رئيس المجلس الاقتصادي الوطني في البيت الأبيض، كيفن هاسيت، أن الاقتصاد الأميركي لن يواجه ركودًا هذا العام، رغم تصاعد المخاوف التي أثارتها سياسات الرسوم الجمركية المتقلبة التي يتبعها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والتي دفعت البعض إلى التحذير من تباطؤ اقتصادي حاد.
وصرح هاسيت، في مقابلة صباح الإثنين مع برنامج Mornings With Maria على قناة فوكس بيزنس، إن احتمالية حدوث ركود اقتصادي في عام 2025 "منعدمة بنسبة 100%"، مستندًا إلى محادثاته الأخيرة مع عدد من الرؤساء التنفيذيين الذين أبدوا تفاؤلهم بشأن استمرار الأداء الاقتصادي، رغم ما وصفه بـ"الضبابية المتعلقة بالرسوم الجمركية"، والتي "لن تشكل عبئًا كبيرًا" على الاقتصاد الأميركي، بحسب تعبيره.
ثقة البيت الأبيض لا تعكس الإجماع الاقتصادي رغم تراجع إدارة ترامب الأسبوع الماضي عن بعض من أشد رسومها الجمركية، ما خفف من حدة القلق بشأن ركود وشيك، إلا أن ثقة البيت الأبيض لا تحظى بإجماع في الأوساط المالية والاقتصادية.
فنماذج التوقعات الاقتصادية لدى كبار البنوك تشير إلى أن الركود لا يزال احتمالًا واردًا. وقد سبق وحذر اقتصاديون في أكبر البنوك الأميركية، بالإضافة إلى مسؤول رفيع سابق في البيت الأبيض، من أن الولايات المتحدة قد تدخل في حالة ركود اقتصادي مع تطبيق الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب.
وتعكس هذه التحذيرات التراجع الكبير في وول ستريت على مدار الأيام الماضية نتيجة السياسات الاقتصادية التي تهدد بزيادة التضخم وضعف النمو الاقتصادي بشكل كبير.
تحذيرات من ركود محتمل أو ما هو أسوأ حذّر مؤسس صندوق التحوط العالمي الأكبر "Bridgewater Associates"، الملياردير راي داليو في مقابلة مع شبكة NBC يوم الأحد، من أن الاقتصاد الأميركي "على حافة اتخاذ قرار حاسم وقريب جدًا من الركود"، معربًا عن قلقه من أن الوضع قد يتدهور إلى ما هو أسوأ من مجرد ركود، في حال لم تتم إدارة الأزمة بشكل جيد.
كما حذر الرئيس التنفيذي لبنك "جي بي مورغان تشيس"، جيمي ديمون، في مقابلة أجريت مع صباح الأربعاء عبر برنامج "Mornings With Maria" على قناة فوكس بيزنس من احتمالية إنزلاق الولايات المتحدة في ركود إثر التعريفات الجمركية
أوضح ديمون أن حدوث ركود بات أكثر ترجيحًا في الوقت الحالي، منوهاً إلى اتفاق العديد من قادة الأعمال الآخرين على ذات الأمر خلال حديثه معهم.
وأضاف:"لم نشهد أي تباطؤ أو ركود حقيقي منذ فترة طويلة"، متوقعاً حدوث مشاكل ائتمانية أكثر لأول مرة منذ فترة طويلة.
تحذيرات وزير الخزانة الأسبق صرح وزير الخزانة الأسبق في عهد الرئيس الأميركي بيل كلينتون، لورانس سامرز، لبلومبيرغ يوم الثلاثاء، إن "من المتوقع بشكل كبير" أن تؤدي الرسوم الجمركية إلى دخول الولايات المتحدة في ركود اقتصادي، مضيفًا إلى المجموعة المتزايدة من الاقتصاديين الذين يوجهون هذا التحذير.
وتوقع سامرز أن يتسبب هذا الركود في فقدان مليوني وظيفة إضافية في الولايات المتحدة، ما يمثل زيادة تتجاوز 28% مقارنةً بعدد العاطلين عن العمل البالغ 7.1 مليون شخص في مارس/ آذار، مع انخفاض في دخل الأسر السنوي قدره 5 آلاف دولار أو أكثر.
كما رفع اقتصاديون في غولدمان ساكس احتمالات الركود خلال العام المقبل إلى 45% في مذكرة للعملاء يوم الأحد، وهي نسبة أعلى بكثير من الاحتمالية البالغة 20% التي توقعوها في أواخر مارس/ آذار، محذرين من أنه إذا لم يقدم ترامب تنازلات، فإن التوقعات الاقتصادية الأساسية تشير إلى ركود.
وأصدر اقتصاديو جي بي مورغان، أكبر بنك في الولايات المتحدة من حيث الأصول والقيمة السوقية، تحذيرًا أكثر تشاؤمًا مع تقدير احتمالية الركود بنسبة 60% في مذكرة يوم الجمعة، واصفين سياسات ترامب بأنها "أكبر زيادة في الضرائب" منذ عام 1968، والتي ستؤثر بشكل كبير على المستهلك الأميركي.
استمرار الضبابية وتأثيرها على القرارات الاستثمارية من جانبه، حذر كبير خبراء الاقتصاد في "Moody's Analytics"، مارك زاندي، خلال ظهوره على قناة CNN، من أن الاقتصاد الأميركي قد يدخل في حالة ركود خلال الأسابيع الثلاثة أو الأربعة القادمة، في حال استمرت حالة عدم اليقين بشأن السياسات الاقتصادية، معربًا عن أمله في أن تجد الإدارة الأميركية "مخرجًا" لتفادي المزيد من التصعيد في الحرب التجارية.
أما الرئيس التنفيذي لمجموعة غولدمان ساكس، ديفيد سولومون، فقد أشار خلال اتصال لمناقشة أرباح الشركة يوم الإثنين إلى أن "احتمالات الركود قد ارتفعت"، مضيفًا أن "القلق يسود أوساط عملائنا من الرؤساء التنفيذيين والمستثمرين المؤسسيين، بسبب الضبابية الشديدة، سواء على المدى القريب أو البعيد، ما يقيّد قدرتهم على اتخاذ قرارات استراتيجية مهمة".
تأثير غموض السياسات الاقتصادية وارتفاع التضخم صرح كبير الاقتصاديين في بنك الاستثمار يو بي إس، أرند كابتين، للصحفيين يوم الإثنين، إن "حقيقة أن كل شيء يحدث تقريبًا بموجب [قانون الصلاحيات الاقتصادية الطارئة الدولية] ودون وجود عملية واضحة يضيف إلى حالة عدم اليقين"، مضيفًا أن العديد من الدراسات الاقتصادية "تظهر بالفعل مستويات قريبة من الركود"، متجاوزة المستويات التي تم تسجيلها في ذروة الركود الكبير.
ونشرت كلية أندرسون لإدارة الأعمال بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس في الشهر الماضي أول "مراقبة للركود" في تاريخها البالغ 73 عامًا، حيث أصدر الاقتصادي كليمنت بوهير تقييمًا قاسيًا لسياسات ترامب الاقتصادية، محذرًا من أن مراقبة الركود "تعمل كتحذير للإدارة الحالية: كن حذرًا مما تتمناه، لأنه إذا تحققت جميع رغباتك، فقد تكون أنت المؤلف لركود اقتصادي عميق".
وأكد بوهير أن الركود "يمكن تجنبه تمامًا" إذا تم تقليص أو تنفيذ السياسات الاقتصادية التي يتبناها ترامب، بما في ذلك الرسوم الجمركية الكبيرة.
تأثير الأسهم وتوقعات الركود في وول ستريت على الرغم من أن أسعار الأسهم لا تتطابق تمامًا مع نمو الاقتصاد، إلا أن المستثمرين في الأسهم يقيمون بشكل واضح احتمالات أكبر لفترة تباطؤ في الاقتصاد الأميركي.
تراجع مؤشر S&P 500 بنسبة 20% في وقت مبكر من يوم الإثنين، مما مسح نحو 10 تريليونات دولار من القيمة السوقية،.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من فوربس الشرق الأوسط