سوق السندات قالت كلمتها؛ دونالد ترمب تراجع. نظرية "الخسّ" التي ارتبطت برئيسة الوزراء البريطانية السابقة ليز ترس تنطبق على هذه الحالة، ومفادها أنه لا يمكن لأي زعيم، حتى من نجا من محاولات اغتيال ومحاكمات بتهم الاحتيال، أن يصمد أمام انهيار ناتج عن سياسات تُفترض أنها لحماية الناخبين لكنها تنقلب ضدهم. السؤال الآن: ماذا بعد؟
تظهر تحركات الأسواق بوضوح أن مهلة 90 يوماً لتجنّب أسوأ السيناريوهات من الرسوم الجمركية على "أي دولة باستثناء الصين" لا تعني العودة إلى نقطة الصفر. فقد تضرر وضع الدولار كملاذ آمن، فيما لا تزال "بلومبرغ إيكونوميكس" تتوقع ركوداً تضخمياً في الولايات المتحدة، وتأثيراً سلبياً على النمو في الاتحاد الأوروبي.
تبقى أميركا مكاناً ينطوي على قدر عالٍ من غموض السياسات؛ حيث يمكن أن تقفز الرسوم الجمركية بأرقام مزدوجة خلال أيام، ويملك المؤثرون على وسائل التواصل الاجتماعي سلطة تفوق تلك التي لدى الجنرالات. هذا الغموض، وليست الرسوم وحدها، هو ما يردع الاستثمارات ويقوّض الثقة الاقتصادية.
رغم أن اليورو لا يزال صامداً كملاذ استقرار نسبي، فإن الحلفاء الأوروبيين لا يعيشون أيضاً لحظة عودة إلى نقطة البداية. أنصار ترمب أمضوا الأشهر الثلاثة الماضية، بل وأكثر، في توضيح أنهم لا يرون فائدة في الالتزام بالتعهدات الأمنية القائمة دون الحصول على مقابل أكبر، خصوصاً إذا لم يطرأ أي تغيير على ملف التجارة مع الصين. ما الذي يجعل الـ90 يوماً المقبلة مختلفة؟ إذا أحاط ترمب نفسه بمستشارين يستخدمون المشارط بدل القاذفات، فمن المتوقع أن تشتد الضغوط على قواعد التكنولوجيا، والحد من الانكشاف على الصين، والإنفاق الدفاعي داخل "الناتو"، إلى جانب تعزيز استراتيجيات "فرّق تسُد" بين الحلفاء الأوروبيين. التمسك بفكرة أن "الترمبية" مرحلة عابرة لم يجدِ نفعاً في المرة الأولى، ولن يجدي الآن.
كيف خدمت رسوم ترمب أوروبا؟
يمكن لهذه المهلة أن تُوظف لصالح أوروبا. ما فعله ترمب ومن حوله هو أنهم أسدوا خدمة للقارة: حافظوا على تماسك الاتحاد الأوروبي من خلال فرض رسوم شاملة عليه، وأثبتوا أن لا مكاسب من "بريكست" عبر التنصل.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من اقتصاد الشرق مع Bloomberg