يشهدُ العالمُ -اليومَ- صراعًا عنيفًا بين القوَّة الصلبة، والقوَّة النَّاعمة، تشير ملامحه إلى أنَّ الكفَّة أصبحت تميلُ بشكلٍ غير مسبوقٍ لصالح قوَّة الإكراه الصلبة، التي تعتمد على تحقيق الأهداف، والمصالح الخاصَّة باستخدام القوَّة العسكريَّة، ولغة الوعيد والتهديد، وممارسة الضغوط الاقتصاديَّة، والحروب التجاريَّة، وذلك أكثر من اعتمادها على لُغة الحوار والإقناع، والقدرة على التأثير بالجاذبيَّة، والتركيز على عناصر التقارب، والتسامح، والمصالح المشتركة.
هذا الأمر في الواقع ليس جديدًا، وقد كتبتُ عنه قبل أكثر من عام، قائلًا: إنَّ الدبلوماسيَّة العامَّة، والقوَّة النَّاعمة الأمريكيَّة -وبالتَّالي العالميَّة- تمرُّ بمرحلةِ انتكاسة شديدة؛ نتيجةً للحرب في أوكرانيا، والممارسات اللاإنسانيَّة في غزَّة، وهي مرحلةٌ تمثِّل الضَّربة الأقوَى لمصداقيَّة أنشطة الدبلوماسيَّة العامَّة وجاذبيتها، وقدرتها على التأثير.. حيث لم يقتصر الأمر على حروب الإعلام، والبروباغاندا التي استخدمتها أطراف الصِّراع، بل تمَّ إقحام الرِّياضة، والفنِّ، والثقافة، والتعليم، في المواجهة، وذلك بشكلٍ يتعارض مع كثيرٍ من القيم والمبادئ التي كان الغرب يُردِّدها لعقودٍ، ومن ضمنها العدالة الدوليَّة، وحقوق الإنسان، وتجنُّب خلط الرِّياضة بالسياسة، وعالميَّة الفنون وإنسانيَّتها، واستقلاليَّة الصحافة وحريَّة التَّعبير، وتعايش وتسامح الثَّقافات.
الجديرُ بالذكر أنَّ الولايات المتحدة شهدت عام 2021 تدهورًا ملحوظًا في ترتيب قوَّتها النَّاعمة على مؤشر «براند فاينانس»، حيث تراجعت إلى المرتبة السَّادسة، بعد أنْ كانت تحتلُّ المركزَ الأوَّل في السنواتِ السَّابقة، وأرجع البعضُ ذلك التراجعَ إلى السياسات والمواقف التي اتَّخذها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، خلال فترة رئاسته الأُولَى، وأثَّرت بشكلٍ سلبيٍّ على صورة الولايات.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة المدينة