في بيئات العمل، ليس بالضرورةِ أنْ يكون التميُّز نعمةً، ومدعاةً للإعجاب.. بل أحيانًا يصبحُ النجاحُ نقمةً تجرُّ على صاحبها العديدَ من المشكلات، خصوصًا حين يصطدمُ بزملاء تتملَّكهم الغيرةُ، فتتحوَّل مشاعرهم شيئًا فشيئًا من ضيقٍ خفيٍّ، إلى استياءٍ شبهِ ظاهرٍ، ثمَّ حسدٍ مُقنَّعٍ، وصولًا إلى نصبِ المكائدِ، وتمنِّي الزلَّل والسُّقوط.. هذه طبيعة البشر، التي يجب أنْ لا نغضبُ كثيرًا منها، ولاسيَّما في البيئات التنافسيَّة، التي يختلط فيها الطُّموح بالغيرةِ، وتتقاطعُ فيها النجاحات الشخصيَّة مع حساسيات التنافس والأطماع!.
لكن، وقبلَ أنْ تلبسَ خوذتكَ، وتعلنَ الحربَ على أحدِهم، عليكَ أنْ تتحقَّق أوَّلًا من صحَّة افتراضاتكَ، فليست كلُّ نظرة معناهَا (حسدًا)، ولا كلُّ حركةٍ تعني ضغينةً، وكثيرًا ما نُحمِّل المواقف أكثر ممَّا تحتمل، ونتسرَّع في الحُكم على النوايا، فنحوِّل زميلًا مسالمًا إلى عدوٍّ متوهَّمٍ، دونَ أسباب حقيقيَّة.
إنْ تأكَّدتَ أنَّ هناك فعلًا مَن يزعجُه صعودكَ، فعليكَ أوَّلًا أنْ تفهمَ أسبابَ غيرته وانزعاجه، هل هي ترقِّيكَ في العمل، وإشادة الجميع بكَ؟ أم هُو شعورُه بالظُّلمِ والتَّهميشِ؟، الفهم هنا لا يعنِي التبريرَ له بالطَّبع، لكنَّه يمنحكَ حتمًا نظرةً أوسعَ لكيفيَّة التعامل الصَّحيح والنَّاضج معه.
من المهمِّ -أيضًا- قبل اتِّخاذ أيِّ تصرُّف، أنْ تحلِّل آليَّات القِوى غير الظَّاهرة في بيئة عملكَ، مَن ضدكَ فعلًا؟ ومَن يحرِّك الخيوطَ من خلفِ الستار؟ فأحيانًا لا تصدرُ الغيرةُ ممَّن يظهرُونَ في الصورةِ، بل ممَّن يحرّضُونَهم في الخفاءِ، ولا تنسَ.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة المدينة