في حوار خاص مع «عكاظ»، فتح سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية كوريا سامي السدحان، نوافذ الرؤية على مسارات الشراكة السعودية - الكورية التي تمتد لأكثر من ستة عقود. وتحدث عن ملامح العلاقة المميزة، التي تعززت بشكل غير مسبوق في ظل رؤية 2030، وما رافقها من اتفاقيات استراتيجية ومشاريع واعدة. كما تناول السفير في الحوار فرص الاستثمار المتبادلة، وواقع التعاون الأكاديمي والثقافي، ودور السفارة في دعم الطلاب السعوديين في كوريا..
عام مميز مليء بالأحداث
العلاقات السعودية - الكورية تمتد لأكثر من 60عاماً، في رأيكم ما الذي يميّز العلاقة عن غيرها؟ وما تقييمكم لمستواها الحالي؟
العلاقات الثنائية بين البلدين هي شراكة استراتيجية حقيقية، يولي فيها قادة البلدين اهتماماً خاصاً وحرصاً كبيراً لتعزيزها، والارتقاء بها إلى آفاق أوسع، بما يخدم مصالح البلدين، بتطوير مسارات العلاقات الاقتصادية، وزيادة التبادل التجاري بين البلدين والاستثمارات المشتركة، ويأتي حرص القيادة في البلدين لتعزيز العلاقات من خلال الزيارات المتبادلة على المستويات كافة؛ ومنها الزيارة التاريخية التي قام بها ولي العهد لجمهورية كوريا في نوفمبر من عام 2022م، التي ساهمت في تعزيز العلاقات التاريخية بين البلدين، ونتج عنها توقيع أكثر من 26 اتفاقية، بقيمة 30 مليار دولار، في مجالات اقتصادية وتنموية وثقافية واستثمارية وغيرها.
وشهد 2023م، الكثير من التحولات الإيجابية في مسار علاقات الصداقة بين المملكة وكوريا الجنوبية، وكان عاماً مميزاً ومليئاً بالأحداث والزيارات والاتفاقيات، التي تمت بين البلدين، دفعت بشكل متسارع عجلة العلاقات المميزة.
ولا شك أن زيارة رئيس جمهورية كوريا الجنوبية يون سيوك-يول، إلى المملكة في أكتوبر 2023م، شهدت نجاحاً كبيراً، وساهمت في تعزيز العلاقات التاريخية بين البلدين، وتم خلالها إنشاء مجلس الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، إضافة إلى العديد من الزيارات الأخرى للوزراء والوكلاء وغيرهم من الجانبين، التي جاء جزء منها للتنفيذ، والعمل على عكس ما توصلت إليها القيادة في البلدين على أرض الواقع.
استعراض الفرص الواعدة
حين قدمتم أوراق اعتمادكم سفيراً لخادم الحرمين الشريفين في جمهورية كوريا، ما الملف الأهم الذي عملتم عليه؟ ولماذا؟
العلاقات المميزة التي تربط المملكة بكوريا، وإيمان جمهورية كوريا بدور المملكة الإقليمي والدولي الفعال في المستويات كافة، والثقل التي تمثله بلادي على المستوى القاري والدولي، وإيمان الرياض كذلك بدور سيول المؤثر، جميع هذه الدلالات والمؤشرات تؤكد أن الملفات بين البلدين كافة، كانت وما زالت، محل عناية واهتمام بالغ.
ما أبرز الفرص الاستثمارية، التي يمكن أن يستفيد منها رجال الأعمال السعوديون في كوريا والعكس؟
المملكة تعتبر جمهورية كوريا شريكاً اقتصاديّاً مهمّاً، وتعتبر كوريا المملكة من أهم وأبرز الشركاء الاقتصاديين لها في العالم أيضاً، وهذا ما انعكس على القطاع الخاص، الذي يشهد اقبالاً من رجال الأعمال، على الفرص الاستثمارية في البلدين، ولعل الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير التجارة إلى جمهورية كوريا في يوليو 2024م، ومشاركة الوفد المرافق من رجال الأعمال في المملكة، في ملتقى الأعمال السعودي الكوري، واستعراض فرص التعاون وتبادل الخبرات، في القطاعات ذات الأولوية للبلدين، ساهمت في استفادة شركات ومؤسسات القطاع الخاص ورجال الأعمال، لاستعراض الفرص الواعدة والمتاحة في المملكة وكوريا.
التقنية والمدن الذكية.. مشاريع المستقبل
كيف ترى نتائج وآثار رؤية المملكة 2030 في توجيه مسار العلاقات الاقتصادية مع كوريا؟ وهل هناك مجالات معينة ستشهد نمواً «استراتيجياً» في المستقبل؟
كوريا، كما أشرت سابقاً، تعتبر شريكاً استراتيجيّاً للمملكة في رؤية 2030 بموجب مذكرة التعاون «الرؤية السعودية الكورية 2030»، التي وقعت في أكتوبر من 2017م، ويعد ذلك دليلاً واضحاً على أن السعودية تعتبر سيئول شريكاً اقتصاديّاً مهمّاً لها، لتحقيق رؤيتها، ونتح عن ذلك فيما بعد مذكرة تعاون لتشكيل لجنة من ممثلي الجهات الحكومية والهيئات المعنية في البلدين باسم «لجنة الرؤية السعودية الكورية 2030»، وفي الحقيقة هذه الرؤية المشتركة في جوهرها تركز على تعزيز تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة من خلال تقوية الروابط التجارية بين القطاع الخاص في المملكة وجمهورية كوريا، وتعتبر التقنية الحديثة والطاقة المتجددة، والذكاء الاصطناعي، والمدن الذكية، من أبرز المجالات التي ستشهد نمواً ملحوظاً في المستقبل.
إرث ثقافي مشترك
في رأيك، كيف ستسهم التبادلات الثقافية السعودية - الكورية في تعزيز التفاهم والتواصل بين الشعبين؟
يرتبط البلدان الصديقان بإرثٍ ثقافي كبير يتشابه ويتقاطع فيما بينهما، في بعض التقاليد والبعد الثقافي للبلدين، باعتبار المملكة تمتلك حضارة وإرثاً ثقافيّاً مزيجاً بين الحضارة الإسلامية والحضارة السعودية، كما أنها تحتوي على أماكن تراثية وسياحية تعود إلى آلاف السنين، وترى المملكة أن كوريا تمتلك أحد أهم العناصر الثقافية، التي من شأنها تكوين بيئة ثقافية، وسيكون من المثير للإعجاب أن نعمل على مبادرات.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة عكاظ