مزاعم «الإخوان» ضد الإمارات.. عجز أمام الإنجاز وفشل أمام النجاح

د. أيمن سمير يقول الروائي الروسي الشهير فيودور دوستويفسكي: «إذا تعلمت الهروب من جذور المشكلة، فسوف تمضي حياتك في هروب دائم» ويبدو أن القائمين على الجيش السوداني لم يتعلموا شيئاً من دوستويفسكي عندما قرروا «الهروب إلى الأمام» من خلال عدم السعي إلى علاج الجرح السوداني النازف، ومحاولة التغطية على هذا الفشل عبر تقديم شكوى ضد الإمارات في محكمة العدل الدولية، فأي طالب في الصف الأول بكلية الحقوق يعلم تماماً أنه لا توجد أي حجة أو دليل سياسي أو قانوني تستند إليه جماعة «الإخوان» التي تسيطر على مفاصل الجيش السوداني في مزاعمها ضد دولة الإمارات

الحقائق التي يعرفها الشعب السوداني قبل غيره، تقول بوضوح: إن الإمارات هي أكثر دولة في العالم قدمت دعماً ومساعدات للتخفيف من الدمار والمعاناة التي عاشها الشعب السوداني بسبب إصرار «الإخوان» على العودة للحكم عبر بوابة إشعال الحرب الأهلية، ورفضهم حتى اليوم لكل دعوات السلام ووقف إطلاق النار، فالإمارات قدمت مساعدات بمئات الملايين من الدولارات للشعب السوداني منذ قرار قيادات «الإخوان» في الجيش السوداني الانقلاب على الاتفاق السياسي الذي كان يمهد لخروج الجيش والإخوان من الحياة السياسية، لأن تنفيذ اتفاق ما قبل 15 أبريل عام 2023 كان يعني تفكيك البنية المتطرفة الإخوانية ومحاكمتهم على جرائمهم بحق الشعب والدولة السودانيين منذ انقلاب عمر البشير عام 1989 ولهذا أشعلوا الحرب الأهلية لتحقيق مصالحهم الحزبية، والهروب من المحاكمات التي كانت تنتظرهم، ومحاولة العودة مرة أخرى للحكم وهو ما يقول: إنهم يتحملون مسؤولية كل الدماء التي سالت في السودان خلال أكثر من 24 شهراً من الحرب وللتغطية على هذه الجرائم وبهدف التشويش على دور الإماراتي الإنساني ذهب «إخوان السودان» بقضية مفككة إلى محكمة العدل الدولية وهو ما يقتضي طرح سلسلة من الأسئلة حول مغزى التوجه لمحكمة العدل الدولية رغم اليقين بعدم اختصاصها، وعدم وجود أي دليل سوى الكلمات المرسلة التي كررها من قبل مندوب «إخوان السودان» في مجلس الأمن الدولي، فمن هو الطرف الذي ينبغي أن يحاكم على جرائمه بحق السودانيين؟ وما هي الرسائل التي أرادت الإمارات توصيلها إلى الشعب السوداني والعالم عبر إصرارها على الحضور في المحكمة، ودحض كل الافتراءات والأكاذيب التي تفوه بها ممثل «إخوان السودان» في محكمة العدل الدولية؟.

5 حقائق قراءة تفاصيل المشهد السوداني بعد عامين من الحرب التي شردت الملايين ودفعت ملايين أخرى للنزوح داخل السودان أو الهروب خارجه تكشف 5 حقائق رئيسية وهي:

أولاً: إطالة زمن الحرب لا يشك أحد في السودان بأن قيادات «الإخوان» في الجيش السوداني رفضوا كل المحاولات الإقليمية والدولية لوقف الحرب، فالجيش السوداني بدافع من «الإخوان» انسحب من «مفاوضات جدة» التي كانت تهدف إلى وقف إطلاق النار ودخول المساعدات الإنسانية والطبية منذ 11 يونيو 2023 ومنذ ذلك التاريخ قتل الآلاف وشرد الملايين من الشعب السوداني وتم تدمير مدن بأكملها وأيضاً رفضت قيادات «الإخوان» بالجيش السوداني المشاركة في «مفاوضات جنيف»، التي دعت إليها الأمم المتحدة، وشارك فيها «الدعم السريع» ورغم إلحاح الدول العربية والإسلامية والأمم المتحدة ودول أوروبية تهتم بالشأن السوداني مثل المملكة المتحدة والنرويج إلا أن «إخوان» الجيش السوادني رفضوا إرسال وفد إلى جنيف من أجل مواصلة الحرب التي تخيم بأهوالها ومآسيها كل يوم على جميع السكان ولهذا قالت ريم كتيت نائب مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية وممثلة دولة الإمارات أمام المحكمة: «إن الطرف المدعي يسعى إلى إلقاء التهم بدلاً من السعي لتحقيق السلام وضمان إيصال المساعدات الإنسانية» وهذا يؤكد أن الحرب الدائرة منذ أبريل 2023 ليست سوى «امتداد لخطة منهجية يقودها تيار الإخوان في السودان للانقلاب على مكتسبات ثورة ديسمبر 2019 عبر العمل في البداية ضمن تحالف تكتيكي بين الجيش والدعم السريع وبعد فشل الانقلاب، لجأ «الإخوان» إلى الحرب «كخطة بديلة» واليوم يستخدمون أدوات الدولة، بما في ذلك القضاء الدولي للتهرب من مسؤولياتهم في تأجيج الصراع على مدار العامين الماضيين

ثانياً: رفض دخول المساعدات الإنسانية اتهمت الأمم المتحدة عشرات المرات الجيش السوداني بمنع دخول المساعدات الإنسانية والطبية وهو ما أدى إلى وفاة الآلاف من الجوع والمرض والإصابات الناتجة عن هجمات الجيش السوداني بالطيران الحربي ويكفي الإشارة إلى نموذج واحد لمنع حكومة الجيش قوافل الغذاء والدواء ووفق ما نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» في 27 يوليو الماضي، فإن السفيرة الأمريكية السابقة في الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد أدانت سلوك الجيش السوداني الرافض لدخول المساعدات الإنسانية من معبر «أدري» الحدودي مع تشاد وأسهم رفض حكومة الجيش السوداني دخول المساعدات الإنسانية إلى ارتفاع عدد الأشخاص الذين يواجهون مستويات مرتفعة من الجوع من 1.7 مليون شخص في نهاية عام 2023 إلى سبعة ملايين نسمة في يونيو 2024 وفق ما قالته مبادرة «التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي التابعة للأمم المتحدة».

ثالثاً: احترام للمحكمة من منطلق احترام محكمة العدل الدولية وتأكيداً على أن سلوك الدول أسمى وأرقى من سلوك الجماعات التكفيرية والظلامية أصرت دولة الإمارات أن تحضر إلى المحكمة لتكشف للعالم الكذب والتضليل الذي قامت عليه دعوى القوات المسلحة السودانية والتي رفعها عناصر «الإخوان» في الجيش السوداني أمام المحكمة العدل الدولية في 6 مارس الماضي، فالقضية بالكامل تفتقر إلى أي أساس قانوني ومضللة ولا تعدو سوى محض افتراءات وما يؤكد أن.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من صحيفة الخليج الإماراتية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من صحيفة الخليج الإماراتية

منذ 9 ساعات
منذ 8 ساعات
منذ 6 ساعات
منذ 8 ساعات
منذ 8 ساعات
منذ 8 ساعات
صحيفة الخليج الإماراتية منذ 12 ساعة
برق الإمارات منذ 20 ساعة
موقع 24 الإخباري منذ 11 دقيقة
صحيفة الخليج الإماراتية منذ 13 ساعة
الإمارات نيوز منذ 3 ساعات
موقع 24 الإخباري منذ 12 ساعة
موقع 24 الإخباري منذ ساعة
صحيفة الخليج الإماراتية منذ 16 ساعة