المجتمع.. حامي الموروث وسارد القصص

لا اختلاف على أنّ المجتمع هو غاية التنمية، بمفهومها الشّامل، وبمفهومي الثقافيّ أيضاً، وما تقوم به دولة الإمارات العربيّة المتحدة من تأكيد لهذه الرؤية، وقد سارت فيها شوطاً بعيداً، فانعكست آثارها على تفكير الفرد والعائلة والمجتمع بعمومه، هو عملٌ مهم وتفكير استراتيجي.

لكنّ الإمارات اليوم تزيد من إبداع هذا التفكير وهذه الرؤية، بأن تجعل من المجتمع نفسه سارداً قصصه وموروثه ومشاركاً فاعلاً في أرشيف الدولة بمجموعها، من التراث والقصص والحكايات وكلّ التراث، طُموحاً لأن يقول الناس ما لديهم، فينسجون تراثهم الذي ساروا عليه، ويكون الأرشيف التراثي بأقلامهم وبأنفاسهم، وهي مبادرة ذكيّة في عصر متسارع التكنولوجيا والتقدّم والتقنيات الرقميّة، ومع هذا، لا تنسى الدولة أن تظلّ على إيمانها بإرثها المجتمعي وقصص العائلات وأشعارها وحكاياها وأمثالها وأناشيدها وكلّ ما يتعلق بهذا التراث الغنيّ، ومن الطبيعي أنّ من يشارك في هذا العمل من مواطني الدولة، سيعمل بكلّ طاقته وفاعليّته لهذا الأرشيف الوطنيّ، بناءً على عنصر الحريّة المتاحة، وإبراز دور المجتمع المدني لمساندة الجهات الرسميّة في الدولة، في كتابة الموروث واستعادته والتذكير به.

اليوم، في دبيّ، كأنموذج إماراتي على التقدّم وبلوغ المؤشرات العالية في الريادة والإنجاز، تتجلّى هذه الرؤية من خلال مبادرة «إرث دبي» المهمّة، والتي أطلقها سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وتعمل على اتجاهين متكاملين، هما: إرث المكان، والتفاعل المجتمعي.

وتضطلع إمارة دبي، في هذه المبادرة، بأن تحفظ إرث المكان، باعتبار المكان من وجهة نظر ثقافيّة واجتماعيّة هو بذكرياته وناسه المحطات الأولى للإبداع الإنسانيّ، وحين تفتح دبي لكلّ هذه الذكريات والحسّ الإنساني الإماراتي الأصيل أبواب الكتابة والتعبير المجتمعي، عبر منصّة رقميّة، ساعتها نكون قد جمعنا خير الكنوز التراثيّة البشريّة، وخير التحوّل الرقمي والتقدّم التكنولوجي الذي يشهده العالم، فأمسكنا بتراثنا وحفظناه ورسّخناه، وبقينا على تواصل مع تقنيات الثورة التكنولوجيّة وآفاقها، بمعنى آخر جمعنا ما بين الأصالة والحداثة، حين طوّعنا المنصّات الرقميّة لاحتضان ما نكتبه ونستعيده ونستذكره ونقدّمه للأجيال التي عليها أن تفرح بالتراث كما هي تفرح بالتقدّم الرقميّ وقنوات ومنصّات التواصل الاجتماعي والذكاء الاصطناعيّ، بل تظلّ على يقين بقيمة التراث والأصالة والجذور والقيم والخصال المجتمعيّة، والتي هي بالتأكيد متضمّنة في هذه المذكرات والمغامرات والقصص الإنسانيّة، التي يكتبها الروّاد عن المكان الإماراتي ويؤرشفون بها لحياة كاملة وبدايات وإصرار وعزيمة وظروف صنعت كلّ هذا التقدّم الإماراتي الذي نعيش.

عنصر مساند

وتشتمل دبي، كما هي كلّ الإمارات، على ما يسوّغ ويبعث على الإحساس بالفخر بالتراث، والذي هو أشبه بكنز من اللهجات والحكايات والوقائع والسير والأمثال والفنون، وهي خطوة أولى للأرشفة الوطنية الكاملة للتراث الإماراتي، وقد تمّ أرشفته بجهود الدولة، ولكن، هذه المرّة يدخل عنصر مساند هو المجتمع في كتابة هذا الموروث، وذلك أدعى لأن يُنسب إلى قائليه والمتحدثين به ومستعيديه من الرواة والحفظة والمعمرين والمجايلين.

وبالتأكيد، فإنّ كلّ ذلك سيكون مقنناً من خلال لجان عاملة، لاستصفاء المعلومات وتحقيقها والتثبّت منها، وهي لجان موضوعيّة وضروريّة، لاعتماد هذه الإسهامات المجتمعيّة وتوفيرها في النهاية للناس والقرّاء والمشاهدين والمستمعين، عبر وسائل الإعلام الصحفية والإذاعية والتلفزيونية والبرامج التوعوية والوثائقيّة وفي الندوات والمحاضرات والمؤتمرات ذات العلاقة.

ويمكن أن يتوسّع هذا العمل باتجاه إشراك الأجيال الجديدة الشابة في الجمع والتوثيق والتدوين والأخذ عن الآباء والحفظة والرواة، نحو توفير أكثر من مكنز تراثي، ويمكن أن نشرك أيضاً طلبة المدارس والجامعات والناشطين في هذا المشروع الوطني.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من صحيفة الاتحاد الإماراتية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من صحيفة الاتحاد الإماراتية

منذ 6 ساعات
منذ 4 ساعات
منذ 4 ساعات
منذ 4 ساعات
منذ 4 ساعات
منذ 4 ساعات
برق الإمارات منذ 17 ساعة
صحيفة الخليج الإماراتية منذ 12 ساعة
صحيفة الخليج الإماراتية منذ 6 ساعات
صحيفة الخليج الإماراتية منذ 9 ساعات
موقع 24 الإخباري منذ 9 ساعات
برق الإمارات منذ 17 ساعة
الإمارات نيوز منذ 4 ساعات
موقع 24 الإخباري منذ 12 ساعة