أوروبا في وثيقة الأمن القومي الأميركية

وجهت استراتيجية الأمن القومي لعام 2025، التي أصدرها الرئيس دونالد ترامب الأسبوع الماضي، رسالة إلى القارة الأوروبية صدمت العالم. إذ تشير الوثيقة إلى أن الدول الأوروبية العريقة، الغارقة في الهجرة الجماعية، وتعاني من مشكلات مع قادة الاتحاد الأوروبي، والتي باتت غير قادرة بشكل متزايد على زيادة سكانها، لا تواجه تدهوراً اقتصادياً فقط، بل أيضاً تتعرض لخطر «محو حضاري» وشيك. وتضيف الوثيقة أنه في المستقبل القريب، «ليس من الواضح على الإطلاق ما إذا كانت بعض الدول الأوروبية ستمتلك اقتصادات وجيوشاً قوية بما يكفي لتظل حلفاء موثوقين».

وحمل المنتقدون على جانبي الأطلسي ترامب مسؤولية إرباك «الناتو» وتدخله في قضايا شديدة البعد عن الأمن القومي، كالهجرة والثقافة والديموغرافيا، وتعتبر في نظرهم مجالات لا يخوض فيها إلا كارهو الأجانب. غير أن هذا ليس الفهم الصحيح للوثيقة، فعند قراءتها بعناية، تبدو الفقرات الخاصة بأوروبا أقرب إلى دفاع عن القارة. فهي تتضمن وصفاً لأوروبا بأنها «ذات أهمية استراتيجية وثقافية حيوية» للولايات المتحدة. وغفل الكثير من المنتقدين الغاضبين عن التفريق بين أوروبا كمنطقة جغرافية تمثل أيضاً ثقافة نشأت عبر قرون من مزيج من العقلانية اليونانية والتوحيد الشرق الأوسطي، وبين الاتحاد الأوروبي، وهو مشروع عمره 33 عاماً يهدف إلى استبدال الدول القومية الأوروبية بنظام جديد للحوكمة العابرة للحدود مقره بروكسل.

وتربط الوثيقة بشكل مباشر التحول الديموغرافي في أوروبا بتغيرات في الشخصية الوطنية، حيث تقول: «من المرجح أن تصبح بعض دول الناتو خلال بضعة عقود على الأكثر، ذات أغلبية غير أوروبية. وبذلك يبقى سؤالاً مطروحاً حول ما إذا كانت هذه الدول ستنظر إلى مكانتها في العالم، أو إلى تحالفها مع الولايات المتحدة، بنفس نظرة الموقعين على ميثاق الناتو».

ولأن تلك الفكرة هي ما أثارت الغضب والانتقادات، فالرد عليها يكمن في أن دول أوروبا كيانات حقيقية، ذات خصائص ثقافية وحضارية مميزة، تُبنى عليها عمليات السلام والحرب، وليست مجرد مناطق محددة بشكل اعتباطي يُتوقع أن تبقى على حالها بغض النظر عن سكانها.

وفي فرنسا، يزداد عدد السكان العرب والمسلمين، وأصبحوا أكثر تأثيراً ونشاطاً سياسياً. وقاد حزب «فرنسا الأبية» ائتلافاً فاز في الانتخابات الوطنية عام 2024، رغم أن أغلبية مقاعده لم تُؤهله لتولي السلطة. ويتبنى الحزب، بقيادة جان لوك ميلانشون، نهجاً قومياً متشدداً، يُدافع عن المسلمين والمهاجرين غير الأوروبيين في البلاد، مستنداً إلى برنامج يتضمن إعادة توزيع الدخل والثروة، مع انتقادات لاذعة لإسرائيل.

وقد نتفق مع تشخيص ترامب لكن نستنكر وصفة العلاج التي يقدمها، حيث يقترح إعادة بناء أسس التحالف الأطلسي من خلال «تعزيز مقاومة المسار.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من صحيفة الاتحاد الإماراتية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من صحيفة الاتحاد الإماراتية

منذ 8 ساعات
منذ 9 ساعات
منذ ساعتين
منذ ساعتين
منذ 9 ساعات
منذ 11 ساعة
صحيفة الخليج الإماراتية منذ ساعتين
برق الإمارات منذ 14 ساعة
الإمارات نيوز منذ 4 ساعات
موقع 24 الإخباري منذ 5 ساعات
الإمارات نيوز منذ ساعة
برق الإمارات منذ 14 ساعة
صحيفة الخليج الإماراتية منذ 6 ساعات
صحيفة الخليج الإماراتية منذ 12 ساعة