في تراثنا الشعبي الزاخر، ثمة قصة معبّرة لا تنقصها الحكمة ولا الدلالة العميقة، عن تاجر كان كلما سمع أحاديث تجار السوق و(ضجيجهم) يتنبأون بقدوم قافلة ما، ونوع البضائع فيها، اندفع لبيع جزء من أصوله الثابتة (مزارع، بيوت، ماشية) ليشتري بها بضاعة طمعًا في المزيد من الثراء.. ورغم خسائره التي تراكمت بشكل كبير؛ استمر (المأخوذ) في الشراء بدافع الضجيج فقط، حتى فقد كل شيء، ولم يعد يملك سوى ذلك (الصراخ الأجوف) الذي اشتراه بحُرِّ ماله!.
أتذكر هذه الحكاية القديمة كلما شاهدت اللهاث المسعور خلف موجات (الترند) في وسائل التواصل، فالأغلبية منا اليوم لا تختلف كثيرًا عن ذلك التاجر الساذج.. نبيع عقولنا تحت ضغط الضجيج، ونركض خلف كل وسمٍ لامع، دون نقاش، والكارثة عندما نظن أننا نربح وعياً أو نصنع رأياً!.
تخيل أن قرارًا مهماً في التعليم، أو الاقتصاد، أو الصحة، يناقش الآن عبر وسم لا يتجاوز ثلاث كلمات، وتصور أن مستقبل أجيال بأكملها تختصرها مشادات إلكترونية لا يتجاوز عمرها ٢٤ ساعة، دون تقصٍ أو بحث أو أدنى معرفة بالتفاصيل، مجرد صراخ مصنوع ومدفوع الثمن، سرعان ما يذوب تحت موجة.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة المدينة
