عادل نعمان يكتب: «ويلي منك يا حجر».. حكايات عن معاوية (6)

لم يكن اعتراف «معاوية» ببنوة زياد لأبى سفيان، واستلحاقه ونسبه إلى بنى أمية شقيقًا له، إلا صفقة سياسية بين زياد ومعاوية، وكان عرابها بامتياز «المغيرة بن شعبة» والى معاوية على الكوفة، فلم يكن لأهل فارس والعراق وضبطهما إلا «زياد بن أبيه»، فهو لها، وهو قادر على إخماد نار كل المتمردين على معاوية: خوارج، وشيعة، ومن ينكر أو يتبرأ من بيعته، والكارهين والساخطين على حكمه. فسار فى الناس بالعنف والشدة، وعاقبهم على نواياهم، وأهدر دماء من عارض ومن استنكر، وشرع للناس ما لم يشرعه دين أو حاكم قبله أو بعده، حتى أصبح الأب الشرعى لكل من انتهك حرمات الناس، وأرّق مضاجعهم، وأسرف فى دمائهم، وألبسهم لباس الخوف، وأذلهم، وأذاقهم سوء العذاب. وكان الحجاج بن يوسف الثقفى أشد المخلصين له ولمدرسة العنف التى أسسها زياد.

وكان من تشريعات زياد ما جاء على لسانه فى «الخطبة البتراء»، من أشهر الخطب فى التاريخ وأكثرها بلاغة ورصانة، وسميت كذلك «لأنه لم يبدأ بحمد الله والثناء عليه كما كان متبعًا فى فن الخطابة»، وفيها من العقوبات ما لم يعرفها غيره، وكانت ردًا منه على جرائم المجرمين، وانتهاب المنتهبين، وترويع المروعين، وكانت متفشية وشائعة فى البصرة، حتى ضج الناس منها، وهددت الرعية فى أرواحها وأموالها وأعراضها.

وجاء فى الخطبة البتراء: «فمن أحرق قومًا أحرقناه، ومن أغرق قومًا أغرقناه، ومن نقب -ثقب أو خرق- على قوم بيتًا نقبنا عن قلبه، ومن نبش قبرًا دفناه حيًا فيه». وجاء فى الخطبة: «وإنى أقسم بالله لآخذن الولى بالمولى، والمقيم بالظاعن، والمقبل بالمدبر، والمطيع بالعاصى، والصحيح منكم بالسقيم».

وزياد أول من شرع حظر التجوال، فمن خرج ليلًا من بيته قُتل، وفعلها فى كل من تجاوز أو ارتكب جرمًا فى حق غيره، فدانت له الأرض، وسلّم الناس أمرهم فيه لله.

ولما مات «المغيرة بن شعبة» والى الكوفة، ضمها معاوية إلى زياد، لتكون أسوأ حظًا ونصيبًا من البصرة، ويرى أهلها ما كان يسوم زياد أهل البصرة سوء العذاب، ويزيد.

أما عن القشة التى قصمت ظهرى زياد ومعاوية معًا، فقد كان فى قتل «حجر بن عدى الكندى»، ويقع ذنبه عليهما معًا، حتى إن الرواة قد زادوا وعادوا فى ندم معاوية على قتله، وظلت تطارده روحه فى منامه أينما حل أو ارتحل، حتى رحل معاوية عن دنياه لا يحمل همًا أكثر من هم هذا الرجل،.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من صحيفة المصري اليوم

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من صحيفة المصري اليوم

منذ 7 ساعات
منذ 11 ساعة
منذ 11 ساعة
منذ 10 ساعات
منذ 10 ساعات
منذ 4 ساعات
صحيفة اليوم السابع منذ 10 ساعات
صحيفة المصري اليوم منذ 9 ساعات
صحيفة المصري اليوم منذ 8 ساعات
صحيفة اليوم السابع منذ 8 ساعات
صحيفة المصري اليوم منذ ساعتين
صحيفة اليوم السابع منذ 13 ساعة
صحيفة المصري اليوم منذ 4 ساعات
بوابة أخبار اليوم منذ 9 ساعات