الشّعر والعمارة وجهان للوهم

One of the oldest recipes in the world - Maamoul unstick

Share this video

Copy

Pause

Play

00:00

% Buffered 0

Previous

Pause

Play

Next

Live

00:00 / 00:00 Unmute

Mute

Settings

Exit fullscreen

Fullscreen

Copy video url

Play / Pause

Mute / Unmute

Report a problem

Language

Back

Default

English

Espa ol





Share

Back

Facebook

Twitter

Linkedin

Email

Vidverto Player

في مكتبة الوعي الإنسانيّ تصنيفاتٌ متعدّدة للنهايات، تحملها الصور الذهنيّة من جيلٍ إلى آخر، بتأسيس الرمز كمفهوم، وكخطاب، لا يخرج عن قياسات الصورة التي فُصِّلت كي لا تتناقض وإمكانات إدراكها. ولوعي هذه النهايات، لا بدّ من ضبْط مجالاتها الشموليّة التي تَقتضي إدراكَ اللّحظة المانحة ليقظةِ معناها. والمعنى المقصود للنهاية مرتبط بتفاصيل الموت والفناء، مثلما يكون مرتبطًا بولادةٍ شرعيّة لصورةٍ تحمل مخطَّطَ خلقها، وقالبَ بنائها، وصيَغَ البيئة التي تُستقبل في حِضنها.

النهاية صِلةٌ بين النفي والإثبات، التدمير والبناء، الأَسر والتحرُّر. ومن هذا العطفِ بين المُتناقضَيْن - المُتماثلَيْن، تَبدأ حقبة التصوّر التي تُمليها عمارة الصورة وفلسفة تجذيرها من جديد في الثقافة والفكر والمُستقبل. باعتبار أنّ كلًّا منها يُشكِّل بؤرةً إشكاليّة للنقاش وردّ الانزياحات إلى مواقع قد لا تكون مواقعها، إلّا أنّها تؤكِّد عُمقَ التساؤل عن المرجعيّات التي يَقتضيها التصوُّر لتوجيهِ الأحاسيس وصوْغِها خارج طُرُق التجريب التي اعتادت المعارف اكتشافها.

كان من المُذهل تصوُّر المكائن في بداية العصر الصناعيّ، بل كانت صورة المُدن خارج مفهوم المكائن، عصيّة على استيعاب فهْمِ صِلتها في ما بعد بالحروب التي نشأت عن ضرورة إيجاد أسواق لمنتجاتها؛ ولنَقُلْ إنّ الصورة في تصميمها للمكائن، لم تكُن أكثر دقّةً من تصميمها للأسواق، ثمّ خطَّت النماذج في اعتبار السرعة حلّة زمنيّة، وعلى الصورة أن تُجاريها بالتقاط أهمّ ما في خصائصها من حركة وتنظيم.

وبُمحاذاة الاتّصال الذي قدّمته الآلةُ المتحرّكة في اختراقها للزمن والمجال والجغرافيا والفضاء، سعتِ الصورة لاستكمال تاريخ وقائع تنافُرِها مع الثبات؛ إلّا مع الوهْم الذي تفرضه جذورها العميقة في التاريخ الإنساني، ليبقى سرد هذا الوهْم هو الأساس الذي تتطوّر عبره الصورة في حكاياتِ اتّصال الأشياء والموجودات بعضها ببعض، كاتّصال الناس بعضهم ببعض، واتّصال الأشخاص بأنفسهم، واتّصال الناس بمُحيطهم وثقافتهم وتراثهم ورموزهم، وغير ذلك ممّا يستحيل عرضه.

وفي الإشارة إلى صورة اتّصال الكائنات بفضاءاتها، نرى التكامُلَ بين الشكل والتاريخ، وبخاصّة في تعيين الأوهام المؤقَّتة، التي تقتضي الإيغال في الزمن للوقوف على أوهام إطلاقيّة تكوّنها عمارة المفاهيم المتراكمة في فردوس التصوّر، حتّى لو كان المُتصوَّر تائهًا في بناءٍ لغزيّ من المُقرْنصات اللّامتناهية، أو عبر إحالة مؤقّتة في التاريخ الشخصيّ للعمائر والمُدن والمُجتمعات. فقد بَلغتُ جبروت الوهْم ووقفتُ عليه في بهوَيْن فضائيَّيْن: الأوّل فضاء تاريخيّ والآخر مكانيّ، إذ أمضيتُ يومـًـــا كاملًا، من الصباح حتّى المساء في مدينة صفاقس القديمة في تونس، وقد دخلتُها من بوّابة البحر القوسيّة العالية لأضيع في أزقّتها الرحميّة في عودةٍ إلى ظلمة التاريخ، وتقشُّف فضائه، وثقْل أسواره.

أمّا الفضاء الآخر، فكان صورةً جليّة لفضاءٍ مكانيّ تمتدّ أساساتُه في موقعَيْن: الأوّل وَهْميّ بإطلاق، والآخر سرّيّ في رقّتِه وخفّته. صنعاء القديمة، باب اليمن، النوافذ التي تطوي الهواءَ في مَنظرٍ تتعدّد رؤيتُه وسرده، إذ لا مجال أن تكون المرآة موجودة، حيث لا شيء يؤاخي شيئًا، أو طَرفًا يُماثل آخر، أو يَنعكس فيه، وكلّ ما يَجعل الاتّصال بهذه الصور طيّ المتعة، هو القرب من مُدن الموادّ الحديثة والعيش فيها، كمُدن الخليج المُتفرْدِسة على صور تشبه بعضها بعضاً من جهة، وتَملك سلطةَ التنوّع العولميّ من جهة أخرى، لتتطابق والتركيبة البشريّة التي تحيا فيها ممثِّلةً العقل وهو يتأمّل تلافيفه في مرآة الوهْم الجديد.

شعريّة الوهْم

في احتفالٍ بتسليمي جائزة بحثيّة في نقْد الفنون في طهران، دُعيتُ إلى حوارٍ تلفزيونيّ في قاعةٍ زجاجيّة نُفّذت بالأسلوب المحلّي، الذي يجعل المرايا في أصغر أشكالها مكوَّنة من زخارف ورسوم على الجدران والأسقف، وبهيئة «ريلييفيّة» تَبرز وتَغور عبر نظامٍ هندسي يخترق الصلة بالواقع، ليُحوِّلَ المكان إلى ملذّاتٍ وهميّة، كان أوّلها فقداني الإحساس بالجاذبيّة التي اعتدتُ عليها أن تربطني بالأرض، فالتزمتُ المقعد المنفَّذ بالمرايا الذريّة ذاتها. وإذ كانت الأشياء تنعكس على بعضها بعضًا، نافيةً الحدود لأيّ شيء، فإنّ جهدًا شعريًّا عاليًا بدأتُ أبذله كي أُعيد اتّصالي بالمكان الذي تحوَّلَ إلى وهْمٍ حسيّ رَبَطَني مباشرة بفضاءاتٍ صوفيّة سلطويّة كنتُ اعتدتُ إدراكَها في جلسات السادة المتصوّفة، وهُم يحوّلون الواقع إلى وهْمٍ جذّاب على صوتِ إيقاعات دفوفهم الموزونة.

عناصر توقظ التصوّر، وتفيض بالصور المولِّدة للمفاهيم الجديدة للّذة المتولّدة من التشظّي إلى أقلّ ما يُمكن من الأحلام، من دون أن أَجد وجهي في كلتا الحالتَيْن منعكسًا، سواء في المرايا أم في حركة الدوران التي تملأ فضاء الإيقاع. لقد أضحتِ الصورة خارج الحواسّ التي تقود اللّذة إلى عرسها، فارتجّت في المرآة لا نهائيّة الموجودات، وانتفت حدودُ المكان إلى درجة لم أستطع أن أستجيب لمُحاوري طالِبًا منه الخروج وأجهزة التصوير من القاعة لعدم قدرتي على التركيز في مكانٍ يحمل إلى جانب تقديس الحسّ أصداءَ تحوُّل الرؤية إلى وهْمٍ بالغ الشعريّة للمتعة.

في بازار المدينة الشعبي في طهران، كانت الصورة خارج الفضاء البلاطي الذي أَجهدني وأَغلق.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من صحيفة الوطن السعودية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من صحيفة الوطن السعودية

منذ 11 ساعة
منذ 10 ساعات
منذ 7 ساعات
منذ 6 ساعات
منذ 9 ساعات
منذ 8 ساعات
صحيفة سبق منذ 9 ساعات
صحيفة سبق منذ 16 ساعة
صحيفة الوطن السعودية منذ 19 ساعة
صحيفة سبق منذ 18 ساعة
صحيفة سبق منذ 5 ساعات
صحيفة الشرق الأوسط منذ 12 ساعة
صحيفة الشرق الأوسط منذ 12 ساعة
صحيفة الشرق الأوسط منذ 11 ساعة