يسلط «أبوظبي للكتاب» الضوء على أحد أبرز أعلام الحضارة الإسلامية: الطبيب والفيلسوف الموسوعي ابن سينا، الذي تم اختياره كشخصية محورية للدورة الحالية، إلى جانب اختيار «ألف ليلة وليلة» ك«كتاب العالم»، احتفاءً بما تحمله هذه الحكايات من عمق أدبي وثقافي وإنساني.
ويمثل هذا الاختيار توجهاً ثقافياً واعياً يعيد الاعتبار للعقول التي صنعت الحضارة والكتب التي ألهمت أجيالاً متعاقبة ويأتي تكريم ابن سينا ليس فقط بوصفه عالماً في الطب والفلسفة، بل كشخصية متكاملة جمعت بين العقل والعاطفة، بين العلم والفن وشكلت مصدر إلهام خالداً في الثقافة العربية والإسلامية والعالمية على حد سواء.
ابن سينا شخصية محورية لهذا العام أكثر من مجرد احتفاء بعالِم موسوعي، بل هو استحضار لقامة فكرية جمعت بين الطب والفلسفة والفنون في تناغم نادر ويمثل نموذجاً للعقل الحر، الذي لا يحده تخصص ولا يقف عند حدود زمان أو مكان، ففكره لا يزال يُدرّس، وأثره حاضر في مناهج متعددة حول العالم، في زمن تتقاطع فيه التخصصات، تبدو شخصيته ملهمة أكثر من أي وقت مضى، لأنها تجسد روح الاجتهاد والبحث والتكامل المعرفي وهي القيم التي يسعى المعرض إلى ترسيخها بين الأجيال الجديدة من القرّاء والمبدعين
سبق عصره وُلد ابن سينا في عام 980م، وعُرف في الغرب باسم «Avicenna» وهو أحد أعظم العقول التي أنجبتها الحضارة الإسلامية وتنوعت إسهاماته بين الطب والفلسفة والفلك والموسيقى والأدب، فكان نموذجاً للعالم الموسوعي الذي لا يحده مجال واحد وقد ترك ابن سينا إرثاً علمياً هائلاً، في طليعته كتابه الشهير «القانون في الطب».
ويُعد كتاب «القانون في الطب» لابن سينا أحد أعظم الأعمال الطبية في التاريخ، وظل مرجعاً أساسياً في الجامعات الأوروبية والعربية حتى القرن السابع عشر، في هذا الكتاب، لم يقتصر ابن سينا على وصف الأمراض وعلاجها، بل ناقش مفاهيم متقدمة مثل النظافة والتغذية والصحة النفسية وأسّس لما يعرف اليوم ب«الطب الوقائي»، كما وصف الجهاز البولي والتهاب السحايا بدقة ووضع تصنيفات للأدوية، ما يجعله بحق أحد رواد الطب العالميين.
رؤية فلسفية وفي مجال.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الخليج الإماراتية
